ابن اليهودية ,والمحرقة 

 

 

ابن اليهودية ,والمحرقة 

 

 

تعليقًا على رسالة “المسألة خيال” التي بينت أن أسباب نزول الآية 41 من سورة المائدة – كما أوردها الإمام الأعظم أبو جعفر محمّد الطبري – هي أسباب خيالية لا علاقة لها بالآية الكريمة من يمين ولا من شمال, بل ولا من جنوب ولا شمال, أرسل إلينا مفكرنا الإسلامي الكبير, فضيلة الأستاذ الدكتور محمّد سلامه يخبرنا فيها بأن فضيلته يتوقع من سدنة التراث أن يصدروا قانونًا يعاقب كل من يشكك في مذبحة خيبر بالإعدام.  يقول فضيلته:

“أتوقع من سدنة التراث أن يصدروا قانونًا يعاقب كل من يشكك في مذبحة خيبر بالإعدام كما يعاقب قانون اليهود كل من يشكك في محرقة اليهود في ألمانيا النازية.   من كتب السيرة هم اليهود, ومن لفق مذبحة ومحرقة النازية هم اليهود, ومن يردد هذه الخرافات هم باقي شعوب العالم”. 

 

وفي ما يقوله فضيلته جزء يوافق الحق وجزء لا يوافق الحق.  والجزء الذي يوافق الحق هو ذلك الجزء الذي يتعلق بأن من لفق محرقة اليهود في ألمانيا النازية هم اليهود, أما الجزء الذي لا يوافق الحق فهو الجزء الذي يتعلق بأن من كتب السيرة النبوية العطرة هم اليهود.  ودليلي على أن محرقة اليهود في ألمانيا النازية هي قصة ملفقة هو ما كشفت عنه دراسة مستفيضة للـ بي. بي. سي. في أواخر القرن الماضي من أن أبواب الغرف التي قيل إن اليهود قد تم حشرهم فيها ومن ثم إطلاق الغاز السام عليهم كان يتم فتحها وإغلاقها “من الداخل”, وهو ما لا يتفق مع قصة الحشر وإطلاق الغاز السام.  أما دليلي على أن اليهود لم يكتبوا السيرة النبوية العطرة فهو أنه لا يوجد كتاب واحد في السيرة النبوية الشريفة كتبه اليهود وإنما هناك كتاب واحد هو منبع كل الكتب والروايات التي صدرت عن السيرة.  هذا الكتاب هو كتاب السيرة النبوية لابن هشام.  لم يكن ابن هشام يهوديُا وإنما كان مسلمًا.   والسؤال الذي يثور في الحال هو التالي:  لماذا فعل المسلمون ذلك؟  لماذا ألصق كتاب السيرة النبوية العطرة هذه الشنائع والفظائع برسول الرحمة؟  والإجابة حاضرة.  لم يكن مؤلفو السيرة النبوية العطرة – والسيرة النبوية العطرة ليست وحيًا من السماء ولا كتابًا في التاريخ وإنما مجموعة من الروايات يختلط فيها الواقعي بالخيالي, يستحيل القطع بصحتها تمامًا مثلما يستحيل القطع بفسادها – على وعي على الإطلاق بشناعة ما يكتبون.   وكأن المسألة, بهذا الشكل, هو أن مؤلفو السيرة النبوية العطرة نسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما كانوا يتصورون أنه بطولي وعظيم.  لا يحتاج المرء لفهم هذه النقطة إلى أكثر من أن يتذكر ما فعله الحجاج بن يوسف الثقفي وخالد بن الوليد.  وكأن المسألة, بهذا الشكل, هي أن المشكلة مشكلتنا.  نحن الذين تغيرت قيمنا, وأخلاقنا, ومثلنا العلا – كما يحدثنا دائمًا مفكرنا الإسلامي الكبير فضيلة الأستاذ الدكتور محمّد سلامه – وما كان يعتبر بطوليا أصبح فظيعا وما كان عظيما أصبح شنيعا. 

 

9 أبريل 2018      

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.