الرد العلمي حول إدعاءات وجود أكبر مخزون نفطي في ( حضرموت وشبوة والمهره )..

الرد العلمي حول إدعاءات وجود أكبر مخزون نفطي في المحافظات الجنوبية ( حضرموت وشبوة والمهره )
والذي نشر  على شكل فيديو ونسبته المذيعة إلى  ” الأكاديمي ”  حسين العاقل
https://www.youtube.com/watch?v=_1ZD1Y_SDGY
الأخوة  الأعزءا في الديوان الأقتصادي
لقد أضطررت للتعليق العلمي  والفني على مانشر في الفيديو المرسل من قبل أحد أعضاء الديوان ، والذي يسوق لمعلومات  مغلوطة  تماما ،  تحاول أن تبيع الوهم  للبسطاء  لأغراض سياسية  بحته  ،  وليس لها أدنى مصداقية ولا تستند إلى أي  حقائق عليمة أو فنية  أو ميدانية ،  و لم  تنشر في  اي  منشورات  علمية  صادرة من جهات  مرموقة متخصصة  ، وأضطررت أن لا أكتفي بأن أرد لوحدي  بالرغم من إعتباري  من أوائل المهندسين الجيوفيزيائين على مستوي  اليمن والمتخصصين في هذا العلم ، وعملت ميدانيا  في هذا المجال لعدة سنوات   ، وأشرفت شخصيا  على أعمال المسح الجوي الجيوفيزيائي على كامل اجواء و اراضي الجنوب ، والذي نفذه الروس  آنذاك  ، ناهيك عن المشاركة الفعلية في المسح الجوي مع شركة سيبنس الكندية في سقطرى  –  وكان في النصف الأول من عقد  السبعينات لا يوجد من المهندسين الجيوفيزيائيين سواي والمرحوم زميلي الدكتور محمد قائد سعيد والمهندس  زيد الزبيدي ، الذي كان يعمل في شركة سونطراك الجزائرية  في التنقيب عن النفط في  ثمود ، كما كان هناك مهندسين جيوفيزيائيين من الشمال كانوا مازالو يدرسون في لينين جراد أنذاك ، وتخرجوا بعدنا –  . لذلك أشركت في هذا الرد ،  زميلي المهندس  محمد عبد راجح ، الذي كان مدير عاما لهيئة الأستكشافات النفطية  لعدة سنوات ، والذي خلف المهندس رشيد جمال الليل الكاف  – وزير النفط الأسبق – والذي أصبح بعد ذلك نائبا لوزير النفط  وهو عضو بالديوان معنا  .
لذلك قبل أن أفند الادعاءات التي وردت  في هذا الفيديو ، فإني سأعطي لمحة بسيطة إلى مراحل عمليات  إستكشاف النفط والغاز وأين  وكيف يتواجد في باطن الأرض أكان برا أو بحرا .
تمهيد لابد منه :
لا توجد مناطق محددة أو صخور معينة، أو أعماق متقاربة، أو عصور جيولوجية محددة يوجد فيها البترول وإن كنا نعرف أن البترول قد تكون واختزن واحتجز في طبقات يتراوح أعمارها التكوينية بين حقبة الحياة العتيقة Paleozoic والعصور السفلى لحقبة الحياة المتوسطة، وأن الاستكشاف والإنتاج البترولي قد امتد إلى الحقبة الحديثة Cenozoic. ومن ثم يتطلب العثور على البترول دراسة طبقات الصخور تحت سطح الأرض، وتراكيبها الجيولوجية، بحثا عن الأحواض الرسوبية والمكامن البترولية المحتملة فيها، سواء على اليابسة، أم تحت سطح البحر، بل وتحت الجليد في شمال الكرة الأرضية وجنوبها.
ويتطلب التنقيب عن البترول استثمارات مادية كبيرة، وخبرات تكنولوجية متطورة، وتمويلا مستمرا لخطط الاستكشاف،
وتشتمل تقنيات  التنقيب عن النفط والغاز المراحل التالية :
(1)   مرحلة  المسح الجيولوجي الطبقي Stratigraphic Survey، الذي تستخدم فيه أدوات الاستشعار عن بعد، كالصور الجوية الرادارية والتصوير بالأقمار الصناعية، إلى جانب الدراسات الميدانية بهدف تحديد العناصر الجيولوجية الرئيسية في مناطق معينة، وأنواع صخورها، وامتدادها السطحي وتراكيبها المتنوعة، ورسم خرائط جيولوجية لها، وتقدير احتمالات تكون البترول في طبقات رسوبية معينة، وترتيبها وأعماقها وسمك الطبقات الخازنة المحتملة، وبعض خصائص المصائد البترولية.
(2)   مرحلة المسح الجيوفيزيائي : يعتبر المسح الجيوفيزيائي الأداة العملية لاستكمال المعلومات المفيدة وتدقيقها عن بنية الطبقات وتراكيب المكامن البترولية، وللحصول عليها في المناطق صعبة التضاريس كالمناطق البحرية، والصحاري، والصحاري الجليدية القطبية، ومناطق البراكين. وقد أوجدت الحاسبات الآلية قدرات أفضل في معالجة المعلومات الجيوفيزيائية، مثلما تطورت استخدامات الفضاء في الكشف عن الثروات البترولية والمعدنية.
وتشمل الطرق الجيوفيزيائية الشائعة الاستخدام المسح السيزمي الذي يسمى أحيانا بالزلزالي، والجاذبية، والمغناطيسية، والطرق الكهربية، ثم الطرق الأقل استخداما وهي قياس الإشعاع والحرارة عند أو بالقرب من سطح الأرض أو في الجو. وإذا كانت الطرق السيزمية والجاذبية هي، أساسا، أدوات للبحث عن البترول، فإن الطرق الكهربية تستخدم، عادة، للكشف عن المعادن
(3) مرحلة  الدراسات الجيوكيمائية  :   تنفذ هذه  الدراسات في الطريقة المباشرة للبحث عن البترول أثناء مرحلة الحفر الأولى، وتهدف الدراسات الجيوكيميائية إلى تحديد الطبقات القادرة على توليد البترول، والصخور الخازنة للبترول، وتحديد أنواع الهيدروكربونات الموجودة من بترول أو غاز أو مكثفات.
(4)     مرحلة الحفر الأستكشافي  : يلي المسح الجيوفيزيائي والدراسات الجيوكيميائية التي تقود إلى تحديد أنسب الأماكن التي يرجح أن تكون حقولا منتجة، ويبدأ بحفر أولي الآبار الاستطلاعية التي تسمى بئر القطة البرية Wild Cat Well، طبقا لتقدير علمي دقيق لموقع الحفر والأعماق المطلوب الوصول إليها، وأنواع الأجهزة التي تستخدم في تجويف البئر، ثم تسجل النتائج في وثيقة التسجيل البئري Well Logging، والتي تشمل تحديد أنواع وسمك الطبقات وسمكها، وتقدير أعمار الصخور طبقا للحفريات الموجودة . في كل طبقة إلى جانب قياسات المقاومة الكهربية والنشاط الإشعاعي وانتشار الموجات الصوتية، والكثافة، وتستكمل بالصفات الطبيعية مثل المسامية والنفاذية، والخصائص الكيميائية. وتتم متابعة تحليل العينات الجوفية أولا بأول خلال حفر البئر الاستكشافي بهدف معرفة وتحديد تتابع الطبقات للصخور الرسوبية في الحقول البترولية المنتظرة.
وعادة تحفر البئر الاستكشافية الأولى على قمة التركيب الجيولوجي المراد استكشافه، أو على الموقع المقدر نظريا أن يحقق أكبر إنتاج ممكن. ويراعى ما أمكن ذلك أن يكون تجويف البئر رأسيا، واختبار زاوية ميله كلما تعمق الحفر لإجراء التصحيحات المطلوبة عند الضرورة. ومع أن حفر البئر الأولي يعطي الدليل على وجود البترول، وتركيب المكمن البترولي، وأعماق الطبقات الحاوية للزيت من سطح الأرض وخواصها، إلا أن تحديد الحقل البترولي، وحساب كميات البترول المنتظر إنتاجها، وتقدير الاحتياطي المرجح من البترول في الحقل يتطلب حفر آبار استكشافية أخرى حول البئر الأولي. ويجري في حالات عديدة حفر “الآبار القاعية” العميقة في الأماكن الملائمة لتجمع الزيت أو الغاز، لدراسة التركيب الجيولوجي والظروف الهيدرولوجية لتكوين الطبقات الرسوبية، وكذا “الآبار البارامترية” لتدقيق المعلومات عن التراكيب الجيولوجية للصخور في منطقة البحوث الاستكشافية.
(5)     مرحلة جس الأبار Well Logging : وهي طريقة جيوفيزيائية  تنفذ واسعة الاستخدام قبل حفر آبار البترول وفي أثناء الحفر وبعده، لتحديد الخواص الفيزيائية المختلفة للطبقات تحت سطح الأرض، من خلال إنزال أجهزة قياس متنوعة في الآبار لتحديد المقاومة النوعية الكهربية ، والجهد الذاتي والتأثيرية، والسرعة الصوتية، والكثافة، والخواص المغناطيسية، وإطلاق أشعة وفوتونات جاما الطبيعية، أو توليد أشعة جاما استجابة لقذف النيوترونات.
وبعد هذا التوضيح ، وعل ضوئه ،  سنتطرق إلى الرد المباشر على الإدعاءات  التي وردت في الفيديو من قبل ” الأكاديمي ”  الذي يحاول أن يبيع الوهم :
  ماذكر في التقرير حول مفهوم البحيره النفطيه تحت مسمى المثلث النفطي الذي قاعدته في اليمن الجنوبي ورأسه في العراق و يربط الأحواض الرسوبيه الكائنه في المثلث واعتبارها بحيره واحدة… وكذلك كمية الاحتياطيات النفطية الذي يدعي فيها أنها كمية نفطيه محسوبه وقدرت كميتها بحسب المسوحات الجيوفيزائيه
كل ذلك يتعارض كليا مع المفاهيم العلمية من حيث:
اولا: اكتشاف النفط وتحديد احتياطياته لا يمكن ان يتم من خلال المسوحات الجيوفيزيائيه فحسب ،  وانما بواسطة الحفر الاستكشافي ثم التطويري وما يرافقه من دراسات بتروفيزائيه لصخور المكمن وكيمائيه للسوايل المنتجه، والمسوحات الجيوفيزيائيه تجرى لمعرفة سماكة الطبقات الرسوبيه و اماكن تواجد المكامن النفطيه
 ثانيا: تنوع الخصائص الجيولوجية والمكمنية للمكامن البترولية(  نفط / غاز ) و اختلافها من طبقة إلى أخرى في إطار العمود الجيولوجي للبئر الواحد واختلاف البيئات الترسيبية  وكذلك اختلاف أعمار الطبقات التركيبة من حوض إلى أخر  كل ذلك في أطار الأحواض الترسبية ، ناهيك عن الاختلاف الفعلي في المكامن البترولية في المثلث التي وردت في المقال المرفق وعلى سبيل التوضيح العلمي نود سرد بعض المفاهيم الأساسية في علم جيولوجيا البترول وهندسة النفط  والموجزة بالأتي؛
1- أساس تواجد النفط في جميع البيئات الترسبية يعتمد بشكل رئيسي على ماهية النظام البترولي Petroleum system و نوعية الصخر المولد للنفط
2- أختلاف لخصائص الجيولوجية والمكمنية من مكمن إلى أخر في أطار البئر الواحده وتختلف كليا من حوض إلى أخر  وهذا ما يظهر جليا في أدائية المكمن المنتج فتجد الإنتاج النفطي يختلف تبعا لتلك الخصائص ولذلك تجد زيادة الإنتاج النفطي في الدول المصدرة للنفط في الخليج عند راس المثلث ( السعوديه تنتج ١٠ مليون برميل يوميا )أكبر من اليمن عند قاعدة المثلث ( وصل اكبر انتاج للنفط في اليمن عام ٢٠٠٢ حوالي ٤٠٠ الف برميل يوميا )  وبالتالي إذا كان أرتباط البحيرة النفطية التي يذكرها التقرير بالمثلث بالحقول المنتجة في اليمن بنفس الخصائص وبنفس الادائيه كان ذلك سيظهر جليا بزيادة كمية النفط بالابار التي ننتج منها حاليا في اليمن وهذا ما لايمكن تطبيقه  نظرا لعدم وجود تواصل بين المكامن المنتجة في إطار الحوض الترسيبي الواحد فما بالك بزيادة المسافات بين الأحواض واختلاف الوضع التركيبي في المناطق التي وردت في المثلث الذي ورد في التقرير
3- كميات الاحتياطيات البترولية التي يشير لها التقرير المصور  يتطلب دراسات جيولوجية ومكمنية متكاملة  لكل مكمن على حده ابتداءا من  البئر وانتهاءا بالحوض مرورا بالحقول المنتجة  ومنها يتم إجراء حسابات المخزون النفطي وهذا مالم يتم اجراءه في المناطق الغير مكتشفه وكذلك يتطلب وجود أبار نفطية منتجة  على مسار المثلث الذي ورد التقريرالصحفي المصور  ومن خلال الكميات المنتجة وخصائص المكمن المنتج يتم حساب معامل الاستخلاص الذي من خلاله يتم احتساب الاحتياطي النفطي  الذي يتنافي مع ما يؤكده مدلول التقرير بأنه مثبت proved
وهنا نود الإشاره أنه لا ينبغي علميا تحديد كمية نفطية و غازية بأرقام محدده أو تحديد ضخامة ذلك المنتج قبل أستكمال الدراسات الجيولوجية والمكمنية  حتى وان وجدت المؤشرات الأولية.
ثالثا: الظروف الجيولوجيه عند قاعدة المثلث( اليمن ) اثرت فيه حركات تكتونيه في عصور جيولوجيه مختلفه من العصر الثلاثي Tertiary وفي عصور لاحقه اكثرها في العصر الوسيط نتج عنها تشكل احواض جيولوجيه مختلفه في مارب وشبوه وحضرموت والمهره وكان لهذه الحركات التكتونيه اثرها على عملية الترسيب من حيث اختلاف اعمار الطبقات وسمكاتها وامتدادتها.
ففي حوض مارب وشبوه الطبقات النفطيه في جلها من العصر الجوراسيك بينما في حضرموت جلها من العصر الطباشيري ومن صخور الاساس.
رابعا:الظروف الجيولوجيه عند راس المثلث ( الخليج) لم تشهد حركات تكتونيه قويه مما ساعد على خلق بيئة ترسيب هادئه لاحقاب جيولوجيه دون انقطاع وعلى امتدادت كبيره مما اوجد سماكه رسوبيه كبيره في مختلف العصور الجيولوجيه وتشهد بعض الاحواض في الخليج عمق الطبقات لاكثر من ٧ كيلومتر وهذا ساعد على تولد النفط وتجمعه في اكثر من طبقه في المكمن الواحد.
والانتاج النفطي في السعوديه يأتي من عصور جيولوجيه عده منها لا توجد في اليمن مثل الباليوزيك والتراسيك الى جانب الانتاج من طبقات الجوراسيك والطباشيري.
خامسا: مما ذكر اعلاه نري ان قاعدة الهرم هي الخليج وراسه اليمن وهذا لا يعني اننا نقلل من فرص الاستكشاف النفطي في اليمن لكن نريد ان نبتعد عن المبالغه الغير واقعيه فقد ذكر في وقت سابق عن وجود اكبر بئر نفطي منتج في العالم في محافظة الجوف في الوقت الذي لا توجد شركات عامله في الجوف وان كان المؤشرات تشير الى ان هذه المحافظه واعده بوجود الغاز.
سادسا : كما اسلفنا ، فقد عملنا مسح جوي جيوفيزيائي ( ثقلي ومغناطيسي ) لكل اراضي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقام به فريق سوفيتي ويمني تحت اشرافنا المباشر باعتبارنا نائب مديرعام هيئة المساحة والنظير اليمني لرئيس الخبراء الروس ولم نجد هذه التراكيب والاحواض التي يشير اليها الفيديو . ونتائج وخرائط  هذا المسج موجودة في هيئة المساحة الجيولوجية ويمكن العودة اليها بدلا من بيع الوهم للناس .
المهندس الجيوفيزيائي : خالد عبد  الواحد محمد نعمان   : نائب مدير عام هيئة المساحة الجيولوجية  في هيئة  النفط والمعادن سابقا
المهندس محمد عبده راجح   :  مدير عام هيئة الأستكشافات النفطية  ونائب ويزر النفط سابقا
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.