يمكننا أن نصنع جنة الله في الأرض

 

يمكننا أن نصنع جنة الله في الأرض

 

 

تعليقًا على رسالة “زي العسل”,

زي العسل

 

أرسل إلينا سيادة الأستاذ الدكتور عبد السلام الميّاحي الرسالة التالية.  يقول سيادته:

 

“تحية طيبة،

أليس ما يقوله أخونا العزيز محمّد سلامة صوابًا وحقا وهو فعلاً وصف دقيق لواقعنا المؤلم؟  ألا تراه أنه يفتش عن قيد الانسجام في منظومات التفاعل ليسعد ويسعد غيره؟  إن مقدار الانسجام بين أي منظومة وما حولها هو قطعا مؤشر دقيق لديمومة تلك المنظومة وأن فقدان الانسجام هو الذي أوجد هذه المعوقات التعيسة “البلوكات” التي يتحدث عنها الزميل سلامه.   معظم جذور هذا الخلل يكمن في عدم توفر قيد الانسجام بيننا كمنظومة وغيرها من منظومات ولأسباب كثيرة أهمها هو فقدان التمرين على الانسجام في مراحل تربيتنا الأولى لكنا لدينا فرص كثيرة ومستمرة للتغيير (وقفوهم إنهم مسؤولون).

 

فكرة وجود الحدود الفيزيائية التي نراها بين منظومات الطبيعية هي في الواقع فكرة وهمية لأن الله خلق كل شيء وهو العلي العظيم الذي لا يعجزه شيء وأن كل ما في الوجود خاضع له وبكل طواعية *قالتا اتينا طائعين*.  هذا منظورنا كبشر ولأننا نرى الاشياء هكذا، لكن بالإمكان قطعًا أن نراها بطريقة أخرى إن ارتأينا ذلك بعد ما وهبنا الله مايكفي من العلم, والحكمة, والنور. 

 

نعم خلق الله الكون وهو سبحانه محيط بكل شيء وأن جانب من روعة خلقه تكمن في أن كل ما نفعله وبدون أدنى شك له أثر واضح فينا, وعلينا, وعلى ما حولنا.  إن مجتمعًا أهمل الأعمال الصالحة ماذا تتوقع منه غير ما نتألم منه ونذوق مرارته كل حين؟  لأن تلك الأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان هي في الواقع أعمال منسجمة مع حقيقة إبداع خلق الله المنسجم فيما بينه.  هنا تكمن العلة. نحن أهملنا ذلك, وعن سبق إصرار, فعلينا أن نتوقع ذلك وأكثر.  فسبب كل هذا الإزعاج والألم الذي يراه  زميلنا العزيز مصدره التناقض بين ما نقوم به من أعمال غير منسجمة بالاصل مع ما يجب أن يكون عليه الحال.  الانسجام درجات, والتناقض درجات, والتغير في الطبيعة متدرج صعودًا ونزولا.  هذه سنة الله في احكام الطبيعة.  اذن هذا التناقض الصارخ الذي يسود في مجتمعاتنا يمكن النظر إليه كنتيجة بهيأة صورة ثلاثية الأبعاد دقيقة التفاصيل تصف حالة عدم انسجام مكونات المنظومات الإنسانية مع ما حولها وفيما بينها ومع نفسها قبل كل شيء فهي من قررت وأقدمت وعليها تحمل نتيجة ذلك. 

 

وختامًا فإن جنة الله الموعودة لعباده الطيبين *وعد الله حق* جميلة بل هي  أجمل مما يمكن تصوره.  هي حقا ستكون كذلك لأنها تؤمّن لمن يدخلها حياة ملئها الانسجام ليس أكثر وإن درجات الجنة هي مستويات متصاعدة في الشعور بذلك الانسجام مع حقيقة ما سيخلقه الله لنا في تلك الحياة.    

 

يمكننا أن نصنع جنة الله في الأرض في رحلتنا هذه, وبأيدينا, بشرط  واحد: هو أن نقوم بما يكفي من الأعمال الصالحة المنسجمة مع روعة ما خلقه الله لنا في رحلة الاختبار هذه, والتي بنيت على حقيقة فكرة تدوير الانظمة البيولوجية التي نحن جزء منها إلى أن يشاء الله رب العالمين وعندها توفى كل نفس حسابها 

 

لا يمكن لمن يسعى أن يكون منسجمًا مع ما يريده الله لنا من خير وصلاح في حياتنا الأولى أن يحرم من نعيم الجنة والرضوان. 

 

تحياتي

أخوكم عبدالسلام 

 

 

أنت العسل

تعليقًا كذلك على نفس الرسالة, أرسل فضيلة الشيخ أحمد المُهري الرسالة التالية.  يقول فضيلته:

 

“لا يا أبا المكارم,  

أنت طبيب, وأنت سلامه, وأنت كاتب ألمعي, وأنت العسل بشكله الآدمي.   والذين تعيش بينهم عائليًا, وعلميًا, ووطنيًا, وعربيًا, وإسلاميًا كلهم عسل.  ما عليك إلا أن تكون مرنا قليلاً, ومتسامحًا قليلا, وصابرًا قليلاً, وعفوًا, وغفورًا وكل شيء سيكون على خير ما يرام.  كل الأنبياء عاشوا بين أقوام لهم بعيدين عنهم فكريًا ولكنهم تمكنوا من السيطرة على الطيبين منهم فكريًا وحولوهم إلى أناس يعبدون الله تعالى ولا يشركون به شيئا.

 

حمدًا لله وهو المستعان الذي نرجوه أن يسعد صباح أخينا الطبيب وصباح جميعنا في مركز تطوير الفقه الإسلامي وتجمع المودة.  اللهم اجعل عواقب أمورنا خيرا.”   انتهى

 

أحمد المُهري 

20/1/2018 

 

#تطويرالفقهالاسلامي

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

 

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.