مع بالغ الخجل  

 

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

 

مع بالغ الخجل

 shy.jpg

تعليقًا على رسالة “فضل العرب على العجم”, أرسل إلينا فضيلة الشيخ أحمد المُهري, حفظه رسالة يعتذر لنا فيها عن موقف الفقه السني القديم الذي يذهب إلى أن الله قد فضل جنس العرب على أجناس العجم.  يبيّن فضيلته أن النظرة العُجلى إلى وضع العرب في العالم تبيّن أن القول بأن العرب هم شعب الله المختار قول لا يتفق بالمرة مع التخلف المشهود لهم به.  يقول فضيلته:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى في سورة النحل: وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (96) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97) فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100).

 

 

من الصعب القول بأن الإخوة الذين يهتمون بالأنساب ويفضلون العرب وقريشا وبني هاشم على غيرهم من الناس تحت أي تفسير؛ فمن الصعب القول بأنهم فهموا معنى الآيات الأحد عشر أعلاه. ومن السهل علينا بعد أن نفهم معنى تلك الآيات أن نقتنع بأنهم قد أخطأوا فعلا وأخطأ كل من اتبعهم. هذا لو كنا نتحدث عن دين الله تعالى.

 

ولو أردنا أن نتحدث عن التفضيلات الدنيوية فإن كل الدول الإسلامية دون استثناء أضعف ودون مستوى الكثير من الدول المتقدمة وشعوبُها أقل حضارة من الشعوب الغربية والشرقية البعيدة عن الشرق الأوسط. لا توجد بين الدول الإسلامية دولة واحدة من الدول العظمى في الأرض. هناك مسلمون يعيشون في روسيا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا والصين ولكنهم جميعا في الأقلين وفي الأضعفين مع الأسف.

هناك أربعة مسلمين حصلوا على جوائز نوبل العلمية وهم:

1. باكستاني اسمه محمد عبد السلام في الفيزياء

2.مصري اسمه نجيب محفوظ في الأدب.

3. أحمد زويل المصري أيضا في الكيمياء.

4. أوهان باموق تركي في الأدب.

وهناك سبعة مسلمين ومسلمات حصلوا على جائزة نوبل للسلام وهي ليست جائزة علمية وهم:

5. محمد أنور السادات، الرئيس المصري.

6. ياسر عرفات، الرئيس الفلسطيني.

7. شيرين عبادي، من إيران.

8. محمد البرادعي من مصر.

9. محمد يونس من بنجلادش.

10. توكل كرمان من اليمن. وهي أول امرأة عربية تحصل على الجائزة.

11. السيدة مالالا يوسفزي من باكستان.

 

وللعلم والمقارنة فإن أكثر من 200 عالم وبعضهم بالمشاركة حصلوا على جائزة نوبل للفيزياء وحدها خلال الفترة ما بين 1901 حتى يومنا هذا. وقد لاحظنا بأن مسلما واحدا فقط من بين 200 عالم فاز بجائزة المرحوم نوبل!  فأظن بأن من الأفضل للذين يطبعون هذه الكتب السخيفة التي تنسب كَلِمًا غير صحيحة لخاتم النبيين عليه السلام، أن يتوقفوا عن نشر هذه السخافات فهي ليست مشرفة لنا.  كم كان جميلا لو أن المسلمين في الأرض كافة اكتفوا بالقرآن الكريم مرجعا صحيحا ودقيقا ودون أي خطأ أو مبالغة ليسعوا لفهمه وتفسيره بدون الأحاديث الخرافية.  كم كنا موفقين شامخين معرفيا لو أن جامعاتنا اكتفت بالسعي لفهم القرآن كأساس صحيح للدين وألفوا كل كتبهم الدينية في بيان وتفسير الكتاب المجيد.  ما جدوى القول بأن العرب خير الأمم وهذه أحوالهم وما فائدة القول بأن المسلمين هم سادة أمم الأرض وهم يجهلون حقائق التنزيل وليس لهم نصيب من العلم إلا قليلا؟ 

 

ولو أردنا أن نعرف حكم الله تعالى في العرب والمسلمين فلنقرأ الآيات التالية من سورة الواقعة: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ (14).  كل المسلمين وغالبية العرب من الآخرين وليسوا من الأولين يوم نزول القرآن. إن قليلا منهم من المقربين فلنسكت ولا نتكلم.   مع بالغ الخجل. 

 

أحمد المُهري

20/12/2017

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.