لماذا البخاري وليس أفيستا

 

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

 

لماذا البخاري وليس أفيستا

أفيستا (Avesta) أو أبستاق هو الكتاب المقدس للزرادشتية والمعروفين لدينا بالمجوس. إنهم يؤمنون بالله تعالى وبالقيامة وبالجنة والنار مثلنا ويصلون خمس صلوات يوميا في الصيف وأربع صلوات يوميا في الشتاء باعتبار أن نهار الشتاء قصير. إنهم يدعون الله تعالى ويطلبون منه المساعدة والمغفرة ويعتبرون الشمس المضيئة وسيلة للتقرب إلى الله تعالى.

نحن المسلمون بمن فيهم إياي نرفض الأفيستا رفضا قاطعا ونعتبره كتابا بشريا كتبه إنسان قبل حوالي أربعة آلاف عام وقيمته بقيمة يومه كبقية الكتب البشرية. وإياي وبعض المسلمين نرفض كتاب البخاري أيضا لأنه كتاب بشري كتبه إنسان قبل أكثر من ألف عام وقيمته بقدر قيمة الكتب التي كتبت في زمانه. لم يعرف البخاري شيئا عن حقيقة خلق الجنين وبأن الطفل لا يمكن أن يبقى أكثر من تسعة أشهر في رحم أمه كما لم يعرف ذلك كل الأئمة الكرام ابن حنبل وأبو حنيفة النعمان والشافعي والمؤلف الأول مالك وكذلك الإمام المكرم جعفر الصادق رضي الله عنهم أجمعين.

إنهم جميعا وكل علماء الدين الإسلامي لم يعرفوا شيئا عن الكمبيوتر الآلي ولا عن الإلكترونيات ولا عن الذرة ولا عن الطيارة والسيارة والكهرباء وكل النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا نحن في القرون الأخيرة. نحن نعرف كيف نطهر يدينا من القذارة أكثر منهم ولا نحتاج إليهم ليساعدونا في ذكر المطهرات. إنهم كانوا يجهلون بأن الخمر هو من أهم المطهرات وهو شراب طيب ولكن الله تعالى حرم الخمرة في الدنيا لأنه مسكر ولم يحرمه لأنه قذر كما ظن أولئك العلماء الكرام. الخمر ممدوح في القرآن الكريم كما أن الفتاة الحسناء ممدوحة لدينا جميعا. لكن يمكننا أن نطهر أبداننا بالخمرة دون أن نشرب منها ويجوز لنا أن نتحدث عن جمال فتيات العالم اللائي خلقهن الله تعالى بديعات في عيوننا دون أن نمسسهن.

ظنوا بأن حرمة مس النساء إلا في حدود الزواج الشخصي تعني بأن المرأة دون مستوى الرجل وبأنها أقل عقلا من الرجل وبأن حقوقها أقل وبأنها محرومة من الحكم والقضاء والدفاع والتشريع وحتى كسب العلم إلا قليلا. تماما كما ظنوا بأن الخمرة المحرمة نجسة لا يجوز مسها ويجب الابتعاد عن الخمرة ومحاربة من يصنعها حتى لغير الشرب. وألطف حكاية سمعتها من والدي المرحوم بأنه قرأ في أحد الكتب الدينية القيمة لدينا بأن الإمام علي عليه السلام قال التالي:

وأذكر الحكاية من الذاكرة طبعا ولا أدري قرأها أبي في أي كتاب فالدقة فيهاغير مطلوبة مني. قال الإمام كما يدعي الكاتب بأن قطرة من خمرة سقطت في بئر ثم امتلأ البئر بعد سنوات ونمى زرع فوق البئر الذي احتضن قطرة الخمرة ثم جاءت قطيع من الغنم فأكلت إحداهن من ذلك الزرع النابت على ذلك القليب وكانت في مقدمة القطيع فإن الإمام علي لن يأكل حتى من لحم آخر القطيع!!!

لاحظوا مدى حمق الكاتب ومدى تغوله في المبالغات المذمومة. والله تعالى يقول في القرآن الكريم:

1. في وصف ومدح الكوكتيل في سورة المطففين: إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28).

2. وفي وصف شراب أهل الجنة في سورة محمد: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ (15).

3. وهناك سورة كاملة باسم النساء ولا تجد سورة باسم الرجال. والسورة العظيمة تتحدث عن أهم المسائل القرآنية وأحكامها وتصف النساء بأنهن أساس المجتمع وإليكم مقدمة السورة: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1). فهل أمر بأن نتقي الله تعالى وعظمة الرجال أم نتقي الله تعالى وأرحام النساء؟ بل أكثر من ذلك فإن العرب الذين قالوا من قبل: اتق الله والرحم، كان بعلم الله تعالى ومراقبته. وهذا يعني بأنه سبحانه علمهم غيبيا تلك الجملة الرائعة والعلم عند المولى عز اسمه. ولعلمكم فإن مقدمة الآية تدل على أن خلق النفس الأنثوية جاء بعد خلق النفس الذكورية وهذا يعني بأن الأنثى أكثر تطورا من الرجل.

لعلكم تعلمون بأن التطور يتأخر ولا يتقدم. ولا أدري كيف أفسر ظاهرة عودة الذين أشهروا أنفسهم بأنهم العلماء وهم يعودون إلى الماضي ولا يتطلعون إلى المستقبل. أن نعود إلى البخاري والكافي وكتب السابقين يمثل العودة إلى القهقري ولا يمثل التطور؟ ليس لي إلا أن أقول بأن هرم التطور مقلوب لديهم فهم يظنون بأن القدماء هم الذين طوروا الطائرات وخلقوا الحواسيب وهم الذين صعدوا إلى السماوات العلا ونحن الذين أتينا بعدهم خسرنا علم الأولين علما بعد علم.

وأغرب ما أسمعه من علمائنا بأن القرآن الكريم هو بحد ذاته حديث أيضا. تبا لنا وجهلنا. إذا لم ندرك عظمة القرآن فخير لنا أن نتبع الأفيستا ونترك الكتاب العظيم هدية السماء إلى أهل الأرض جميعا. مع الأسف الشديد،

أحمد المُهري

9/12/2017

 

هذي كتب لا يعلم بأمرها أحد سوى الله

يخبرنا علماء الحديث أن الله سبحانه وتعالى قد تعهد بحفظ كلام رسول الله مثلما تعهد بحفظ كلام الله. وهذا كلام عجيب. يعلم كل من آمن بالله, وبأن محمدًا رسول الله, وبأن القرآن كلام الله, أن الله قد حفظ كلام الله بين دفتي المصحف بينما لا أحد يعلم أين حفظ الله كلام رسول الله. والدليل على صحة ما أقول هو أن لا أحد ممن آمن بالله, وبأن محمدًا رسول الله, وبأن القرآن كلام الله يجرؤ على الشك في صحة كلمة واحدة بعينها جاءت في كتاب الله على حين لا يجرؤ أحد ممن آمن بالله, وبأن محمدًا رسول الله, وبأن القرآن كلام الله على الإيمان بصحة كلمة واحدة بعينها جاءت في حديث من أحاديث رسول الله. من أين لك أن تعلم إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال هذا الكلام أم لم يقله؟ وكيف لك أن تؤمن بما جاء في كتب كتبها بشر إيمانك بكتاب أنزله الله؟ ومن آمن بصحة كتب كتبها بشر إيمانه بصحة كتب أنزلها الله فقد أشرك بالله. وليس لمن آمن بالله, وبأن محمدًا رسول الله, وبأن القرآن كلام الله أن يقطع بصحة هذه الكتب أو بعدم صحتها. هذي كتب لا يعلم بأمرها أحد سوى الله.

9 ديسمبر 2017

د.كمال شاهين

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.