الشعب الواعي لا يعطي حكومته حق الظلم والإجحاف

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

صالح.jpg

 

الشعب الواعي لا يعطي حكومته حق الظلم والإجحاف

 

 

 

 

منذ أن قُتل صالح وأنا أفكر فيما حصل.  ألا ليته لم يتحدث عن الاستنجاد بالتحالف فيعطي الحجة بيد منافسيه الذين يطمعون في السلطة.  بالطبع لو كانوا محنكين سياسيا لاكتفوا بالتحدث وتحليل ما قاله الرئيس صالح وقاموا بحمايته والدفاع عنه بدلا من القضاء عليه.  لو فعلوا ذلك لكانوا أقرب إلى النصر من الآن.  وعلى كل حال فإن المستقبل المعتم قد يحمل مفاجئات لا يمكننا التنبؤ بها ولكن الحوثيين منظمون كما يبدو, وهم أقوى بكثير مما كان يظن التحالف.

 

 لقد ازداد خوفي من أن يقيموا حكومة أئمة في اليمن فلا تتوقف المشاكل والمناوشات في اليمن.  أخاف أن يصلوا إلى السلطة كما وصل الإخوان المسلمون ولم يتمكنوا من إدارة بلد تقطنه مختلف المشارب والمسالك الدينية وغير الدينية فأفسحوا المجال لغيرهم ليقضي عليهم بعد أن عاثوا في مصر فسادا.  واليمن ليس مختلفا كثيرا عن مصر والمشكلة اليمنية الآن هي أن الأقلية الحوثية سوف تحكم اليمن احتمالا.  والأقلية الحوثية لا تمثل حتى الشيعة الزيدية. هذا المرحوم صالح والكثير من أصحابه هم زيديون ولكنهم ليسوا من الحوثيين. بعض الحوثيين يعتبرون أنفسهم من أهل بيت النبوة ومن سلالة الرسول تماما كما كان يعتقد بنو العباس أو كما استغل بنو العباس. فأغلب الظن أن يقيم الحوثيون حكومة إمامة مماثلة لحكومة الخلافة وهي من أخطر الحكومات على وجه الأرض برأيي المتواضع, فالحكومات التي تستند إلى أهل بيت النبوة هي من أكثر الحكومات الدينية ضررا على الأمة. تماما كما كانت الحكومة الدينية الأموية اللئيمة أقل خطرا على الشعب من الحكومة العباسية التي تنسب نفسها إلى الرسول الأمين عليه السلام.  كان بنو العباس أكثر ظلما وأكبر إجراما من الأمويين.

 

أرجو من أخي العزيز أحمد مبارك بشير وزملائه أن يكتبوا بكل حذر وأن يفكروا كثيرا في اقتراح برامج اقتصادية لإدارة اقتصاد اليمن فلعلهم يتمكنوا من إقناع حكام المستقبل باتباع منهج اقتصادي بعيد عن منهج الخمس, والزكاة, والتبرعات الدينية القابلة للاستغلال بصور غير مفيدة.  الموارد الطبيعية مقسمة في الأرض بصورة طبيعية بأمر الله تعالى ويمكن لكل أمة أن تعيش على أية رقعة من أرض الله بسهولة ويسر. لكن الجد والاجتهاد ومكافحة الاحتكار وغيرها وسائل لحماية الثروات الطبيعية. فالحكومة الوطنية التي تشعر بالحاجة إلى أصوات الشعب كفيلة بجلب الازدهار للوطن.  ولذلك وبعد انتهاء الحرب المدمرة الظالمة سيشعر الحاكمون بالحاجة الملحة لتنظيم المال كما سيشعرون بتنظيم الاقتصاد العام للدولة وتنشيط الصناعة والزراعة مما يتطلب الاهتمام بأصحاب الكفاءات العلمية وهو ما يمكن أن يخلق نوعا من التوازن بين الحاكمين والمحكومين.  وعلى كل حال فإن الشعب الواعي لن يعطي الحكومات حرية الظلم والإجحاف. أتمنى أن يقوم الشعب اليمني غب انتهاء الحرب بفرض الديمقراطية على المنتصرين كائنا من كانوا. 

 

أحمد المُهري 

8/12/2017

#تطوير_الفقه_الاسلامي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.