إذا وُجد من يصدق بلا بينة فلابد أن يوجد من يفبرك بلا عناء

 

 

إذا وُجد من يصدق بلا بينة فلابد أن يوجد من يفبرك بلا عناء

 

جمل.jpg

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

 

 

موضوع فضيحة الزنا أمر هين بجانب موضوع تأليف دين جديد.  الزنا لو كان كذبًا فهو افتراء على رجل وامرأة, أما اختلاق رواية ونسبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو افتراء على الله, ثم إن فيه تضليل للأمة كلها وليس ضررًا لفرد أو فردين.  هناك تساؤل مشروع: كيف كان يعبد المسلمون ربهم طوال مئتين وخمسين عاما قبل ظهور مؤلفات الرواة والفقهاء؟  هل يمكن أن يحفظ دين الله من خلال الحفظ الجيد المتين من الرجال وليس من خلال التدوين في الورق؟  من الذي أعطى البخاري أو مسلم أو غيره صفة الثقة والتقوى ليؤتمن على جمع أحاديث الرسول؟ إن كل جامعي الأحاديث قد عاشوا في عصر واحد, فهل تسنى لكل واحد منهم على حدة أن يجمع أحاديث لم تتيسر لغيره؟

حين يروى أن أحدهم قد سافر سفرًا طويلاً للحصول على حديث من راعي غنم, ثم لما رآه يخدع الناقة ويوهمها أن في جلبابه طعامًا لها لتأتيه انصرف عنه, لأن من كذب على ناقة يمكن أن يكذب على رسول الله ونسوا أن القضية الأهم هي: هل ترك الله دينه لأعرابي كان وحده من يعلم هذا الحديث؟  ثم إن الموضوع كان مجرد اطمئنان قلب جامع الروايات لمن يروي عنه, وهل إذا شرد بعير أو ناقة فقام صاحبها بخداعها ليتسنى له الإمساك بها, فهل يذهب ذلك شيئًا من مروءته؟  إذا كان الرواة قد وضعوا شروطا لقبول الحديث, فهل إذا علم الوضاعون هذه الشروط ألم يكن من الأحرى أن يقدموا لهم أحاديث متطابقة مع الشروط الموضوعة مسبقا؟

 

الموضوع ينحصر في أنه إذا وجد من يصدق بلا بينة فلابد أن يوجد من يفبرك بلا عناء.

محمّد سلامه

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.