الناس التي تعيش في البدرشين لا تؤمن بأنها تعيش في البدرشين- العلم والايمان

الناس التي تعيش في البدرشين لا تؤمن بأنها تعيش في البدرشين

 THEORY.jpg

 

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

 

نشر سيادة الدكتور محمَد أبو المكارم على دائرة حوار الفقه السني منذ عدة أيام رسالة يحدثنا فيها عن العلم والإيمان.  تعكس الرسالة, كما هو واضح, فهم الدكتور أبو المكارم لجانب مما جاء في مسلسل مقالات “ظهور العلم”.  الرسالة مهمة لأنها لا تعكس موقف الدكتور محمَد أبو المكارم شخصيا وإنما تعكس موقف الثقافة العربية من أولها إلى آخرها.   يقول الدكتور أبو المكارم:

“تكرر في مقالات الدكتور كمال شاهين الدعوة إلى التحقق مما ورثناه وألفناه, وما فرض علينا على أنه ثوابت ومسلمات وأن أي أمر لا يمكن أن يكون حقاً أو حقيقة لأن أبي هو من قاله, أو لأن شيخي فلان هو مصدر ذلك القول.  إذن فهي دعوة للتحقق من كل ما ورثناه وألفناه ووجدناه, وأنه لا حقيقة إلا ما تحققنا منه بالدليل والبرهان, وليس بالثقة والاطمئنان.”

 

ينسب إليّ الدكتور محمَد, إذن, أني أدعو إلى التحقق مما ورثناه وألفناه, وما فرض علينا على أنه ثوابت ومسلمات, وأن أي أمر لا يمكن أن يكون حقًا أو حقيقة لأن أبي هو من قاله, أو لأن شيخي هو مصدر ذلك القول.  الدعوة,بهذا الشكل, هي دعوة للتحقق من كل ما ورثناه, وألفناه, ووجدنا, وأنه لا حقيقة إلا ما تحققنا منه بالدليل والبرهان, وليس بالثقة والاطمئنان.

 

ينسب إليّ الدكتور محمَد, بهذا الشكل, ما قلته فعلا, وما يسعدني أن أقوله دوما.  هل يسع من كانت لديه فكرة – مهما كانت بسيطة – عن العلم, إلا أن يوافقني على ما أقول؟  وهل يسع من كان يؤمن بالله وبأن محمدًا رسول الله إلا أن يوافقني على ما أقول؟   

 

كنت وأنا طفل أنظرإلى كل كلمة يقولها عبد الهادي شاهين, ابن عمي الكبير, على أنها الكلمة الأخيرة في أي موضوع, إلا أنني كنت طفلا.  لا أتخيل الآن أن أتخذ نفس الموقف لو كان عبد الهادي حيا.  بل لا أتخيل أن يقبل عبد الهادي مني الآن أن أتخذ هذا الموقف.  أنا أحب عبد الهادي, وأثق ثقة تامة في صدقه, ونزاهته, إلا أني “لا أتخيل” أن آخذ “ديني” أو “علمي” عن ابن عمي الكبير مهما كان مقدار حبي له أو ثقتي به.  وبما أني لا يمكنني أن آخذ ديني أو علمي عن عبد الهادي شاهين, فأنا لا يمكنني أن آخذه عن أي مخلوق في العالم.  لا بد من الدليل.  كما بينت لنا مقالات “ظهور العلم” لا يمكن لمن أراد العدل أن يستمع إلى ما لا يقوم عليه دليل. “ليس من العدل أن يستمع من يريد العدل إلى ما لا يقوم عليه دليل”.  المشكلة, وهي مشكلة, هي أن سيادة الدكتور أبو المكارم انتقل من هذا الكلام الذي لا أنكره إلى كلام لا بد أن أنكره.  يقول سيادته:

“المطلوب من كل فرد, إذن, أن يتيقن بمجرد بلوغه الثامنة عشرة من عمره – حيث يصل إلى قمة التطور البيولوجي من حيث نمو الإدراك – أن يراجع كل ما يجده وما وضع داخله من معلومات على أنها حقائق لم يدركها بحواسه, وأنه يجب ألا يدافع عن أمر لا يتيقن منه.  أي أن المطلوب, إذن, أن يتيقن أن الله قد أوحى إلى محمَد صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن, فإذا تيقن فالقرآن حق والإسلام حق وانتهى الأمر, أما إذا لم يتيقن بالدليل والبرهان فإن إيمانه هو من النوع الموروث الانتمائي التعصبي, مثله مثل أي نصراني, أو يهودي, أو هندوسي, فالجميع يوقن أن دينه هو الحق دون أي دليل قطعي.

وهذا كلام أنكره وقول لم أقله, فما دعوت يومًا إلى التحقق مما “نؤمن به” وإنما دعوت دوما إلى التحقق مما نتخيل أننا “نعلمه”.   المشكلة, وهي ليست مشكلة الدكتور أبو المكارم وإنما مشكلة الثقافة العربية “الحلوة” من أولها إلى آخرها, هي أننا في الثقافة العربية “نخلط”بين “العلم” و”الإيمان” فنؤمن بما “لا يجب” أن نؤمن به, ونتحقق مما “لا يجب” أن نتحقق منه.   لبيان ذلك, دعني أتحدث عن تجربة شخصية لي تبين ما أقصد.

 

دعيت يوما إلى الحديث عن الفقه السني الجديد وبيان الفرق بينه وبين الفقه السني القديم. ذهبت إلى مكان الندوة وكلي حماس للحديث عن هذا الأمر, إلا أنني ما أن أخذت مكاني ونظرت إلى الحضور حتى فوجئت أني لا أعرف أحدًا من الجالسين سوى من دعاني إلى الحديث, وأسقط في يدي.  كنت أعلم, وما زلت أعلم, أن الحديث عن الفقه السني الجديد والفرق بينه وبين الفقه السني القديم يختلف كثيرًا عن حديث جاليليو عن مركزية الشمس.  كل ما حدث لجاليليو هو أن محكمة “التفتيش” أصدرت حكمها بألا يخرج من باب منزله أبدا, أما في حالة الحديث عن الفقه السني القديم فالله وحده يعلم ما يمكن أن يكون الحكم.   لم يُسقط في يدي طويلا, على أية حال, وفوجئت بنفسي – حدث فعلا – أتنصل “علنا” مما سوف أقوله وأبين أني سوف أتحدث عما “لا أومن به”.

 

وجدت نفسي أتحدث إلى تلك الوجوه التي لا أعرفها بأن حديثي اليوم سوف يكون حديثا عن أشياء “لا أومن” بها.  إذا كانت خبرتي في مجال العلم قد علمتني شيئا فهو أن لا أحد ممن يعمل في مجال العلم يمكنه “الإيمان” بصواب النظريات العلمية التي يقوم على تدريسها, فالعلم متغير وما نعتقد بصوابه اليوم قد يتضح خطأه غدا.  أضف إلى ذلك أن “الأساس الفولاذي” الذي يقوم عليه العلم هو “التحقق”.  أي أننا في العلم مطالبون باستمرار بالتحقق من صحة ما بأيدينا من علم.  يعني ذلك, بدون أدنى شك, أننا في العلم في حالة شك أزلي في ما بأيدينا من العلم.  كيف, بالله, يمكنك أن تتحق من صحة النظريات العلمية المستقرة في المجال العلمي الذي تعمل فيه إلا إذا كان لديك “شك” في صحتها؟  كيف يمكنك أن “تتحقق” من صحة نظرية علمية “تؤمن” بصحتها؟  يحلم كل من يعمل في مجال العلم بأن “ينجح” يوما في إثبات “قصور” النظرية العلمية السائدة في مجال عمله وتقديم نظرية “أقوى”.  كيف يمكن لنا أن نتوقع من رجل أو امرأة “يحلم” ليل نهار بإثبات قصور النظرية العلمية المستقرة في مجال عمله أن “يؤمن” بصحة النظرية العلمية السائدة في مجال عمله. 

 

قلت كذلك إن خبرتي بالحياة, على المستوى الشخصي, قد علمتنى ألا أثق بما في رأسي من معلومات, فما أكثر الإجابات التي أعطيتها للطلاب ردًا على أسئلة كانوا قد سألوها ثم اتضح أنها كانت إجابات خاطئة.  تعلمت أن أكون دائما حذرا.  أن أسبق أي إجابة على أي سؤال بأن هذا هو ما أعرفه إلا أني لست متأكدا, وطبعا سوف أكون شاكرًا لو اكتشف من سألني السؤال ما لم أكن أعرفه وأخبرني به. 

 

قلت أيضا إني تعلمت مع الوقت أن أنظر إلى أفكاري نفس النظرة التي أنظر بها إلى جواربي.  بمعنى أنه لا يشترط أن تكون سليمة مائة في المائة.  قد يكون بها خرق هنا أو خرق هناك.  قد تحتاج إلى رتق هنا أو رتق هناك.  إلا أنه طالما أنها كانت قابلة للاستعمال فيجب استعمالها.  من منا لديه الوقت للتأكد من سلامة كل فكرة في رأسه.  ولا في الأحلام.  يعلم العلماء منا أن لا أحد منا قد تأكد من سلامة كل فكرة في رأسه حتى في مجال تخصصه الدقيق جدا.  لو حدث ذلك لتوقف البحث العلمي.  كلنا نعلم أن البحث العلمي لن يتوقف حتى يرث الله الأرض ومن عليها.  يعني ذلك أن فكرة سلامة كل فكرة في رؤوسنا هذه هي فكرة وهمية, إن لم  تكن معادية للعلم.   أما إذا اتسع الخرق على الراتق, فهناك دوما صفيحة الزبالة.  هذا هو السبب في أني أحتفظ دائما بصفيحة زبالة “خيالية” بها دائما متسع للأفكار “الزبالة”.  أي للأفكار التي أصبح من الواضح تماما أنها لا تصلح ولا يمكن “رفيها”. 

 

يعني ذلك أن علاقتي بالأفكار التي في رأسي هي “علاقة مصلحة”.  طالما أن الفكرة “صالحة” للاستعمال فسوف أحتفظ بها.  أما إذا اتضح أنها أصبحت “مستهلكة” فهناك دوما صفيحة الزبالة.   اللطيف أن ذلك سوف يعطيني الفرصة “لتملك” فكرة جديدة –  إلى أن يحين ميعاد رميها في صفيحة الزبالة.  باختصار, لا يوجد لدي أدنى ارتباط, ولا أدنى ولاء, لأي فكرة, وإنما الولاء كل الولاء للحق.  أنى كان الحق فثم وجه الله.

 

لا يعني ذلك, بطبيعة الحال, أن ليس لدي أفكار لا يوجد لدي أدنى استعداد لإخراجها من رأسي.  أفكار لا أتصور حياتي بدونها.  حقيقة الأمر أفكار لا حياة بدونها.  أفكار مثل أن لا إله إلا الله, وأن محمدًا رسول الله, وأن القرآن كلام الله.  أفكار مثل أن والدتي هي الحاجة لطفية ووالدي هو الحاج كامل شاهين.  وأن ابنتي الكبرى “رشا” هي ابنتي مثلها في ذلك مثل “ابنتي” الصغيرة رانيا.  هذه أفكار لا تستحق الحياة أن أحياها بدونها.  وعليه, فهي غير قابلة للنقاش, ولا للحوار, ولا حتى للحديث عنها أو الإشارة إليها.  من منا, بحق السماء, يمكنه أن “يتحاور” حول ما إذا كان والده هو والده فعلا أم هو ابن رجل آخر؟  من منا يمكنه أن يدافع عن “فكرة” أن أولاده هم أولاده؟  ومن منا هذا الذي “يجرؤ” على “التحقق” من أبوته لأولاده؟ 

 

عندما أتحدث عن أبوتي لابنتي رشا فأنا أعلم (كأستاذ في تدريس المنهج العلمي, ومتخصص في علم النفس الإدراكي) أني أتحدث “عما لا أعلم” وإنما “عما أومن به”.  إنما السؤال هنا هو:  ومن يريد التحقق؟  وأي تحقق؟  كيف أجرؤ؟  وحتى لو تحققت (نحن نتحدث هنا عن حالة اضطراب عقلي حقيقية) فما النتيجة؟  أثبتت البصمة الوراثية أن رشا ابنتي؟  طبعا, هي ابنتي.  ما الجديد في الأمر؟  هذا أمر كنت أعلمه من يوم أن ولدت.  جاءت النتيجة سلبية؟  طبعا, النتيجة غلط.  هناك دائما شيء اسمه “خطأ بشري”.  حتى لو تكرر الفحص ألف مرة, وجاءت النتيجة سلبية ألف مرة, فلن يغير ذلك من “إيماني” بأن رشا هي ابنتي قدر ذرة.  هناك شيء اسمه “إيمان”. 

 

تخيل أيضا لو جاءت نتيجة التحليل مرة وراء مرة, وراء مرة, وراء مرة, تحمل الدليل بأن البصمة الوراثية تؤكد أن رشا هي ابنتي.  ما الذي يمكن أن يؤدي ظهور الدليل على صحة “إيماني” بأبوتي لرشا؟  شيء واحد بسيط جدا.  لم يعد باستطاعتي القول بأني أومن بأبوتي لرشا.  لم يعد هناك مكان للإيمان.  أنا في هذه الحالة “أعلم” بأبوتي لرشا.  عندما يدخل العلم من الباب يقفز الإيمان من النافذة.  العلم هو ألا تستمع إلا إلى ما يقوم عليه دليل.  الإيمان هو أن تستمع إلى ما لا يقوم عليه دليل.  في اللحظة التي “يظهر” فيها الدليل “يختفي” الإيمان.  أي إيمان يا رجل؟  أنت تتحدث علما.

 

لتوضيح هذه النقطة بعض الشيء – وهي نقطة تحتاج حقيقة إلى توضيح حيث إنها غير واضحة “نهائيا” في ثقافتنا العربية السعيدة – دعنا نفترض أن الإيمان برسالة سيدنا محمد أصبح علما وبأننا أصبحنا مطالبين فعلا كما ,يخبرنا بذلك الدكتور أبو المكارم, بإظهار “الدليل” على نبوة محمد بن عبد الله.  دعنا نفترض أنه قد أصبح:

 

“المطلوب منا أن نتيقن أن الله قد أوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن, فإذا تيقن فالقرآن حق والإسلام حق وانتهى الأمر, أما إذا لم يتيقن بالدليل والبرهان فإن إيمانه هو من النوع الموروث الانتمائي التعصبي, مثله مثل أي نصراني, أو يهودي, أو هندوسي, فالجميع يوقن أن دينه هو الحق دون أي دليل قطعي.”   (كلمات الدكتور أبو المكارم حرفيا)

 

ساعتها سيكون السؤال: كيف؟  كيف يتحقق أي إنسان من أن الله قد أوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن, فإذا تيقن بالدليل والبرهان فالقرآن حق, والإسلام حق, وانتهى الأمر, أما إذا لم يتيقن من ذلك بالدليل والبرهان فإن إيمانه ما هو إلا انتماء وتعصب إلى موروث ثقافي.

 

ما هو الدليل والبرهان الذي يمكن أن يقدمه أي إنسان “للبرهنة” على أن رسول الله هو رسول الله؟  ما الذي يمكن أن يفعله أي إنسان من أجل “التحقق من أن الله قد أوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن؟ 

 

هناك مشكلتان سيواجههما الأخ العزيز الدكتور أبو المكارم فيما يتعلق بفكرته الخاصة “بالتحقق من الإيمان”. 

 

  1. تتعلق الأولى بما أشار إليه الدكتور أحمد عمر سعد من أن:  “الهدف الأول والأخير في العلم الحديث هو فهم الكون المحسوس حيث إن جميع التطورات التكنولوجية بدون استثناء (من الطائرة إلى الشبكة العنكبوتية إلى فك رموز الحامض النووي للإنسان) أساسها هو معرفة قوانين الطبيعة, واستخدام هذه القوانين في تطوير هذه التقنيات. وهذه العلوم الطبيعية الحديثه لا تُعني بالأخلاق الإنسانية والعواطف (هذا مجالة نوع آخر من العلوم و هي العلوم الإنسانية) او بعقيدة الإنسان او الحياة الآخرة او الملائكة او الشياطين او الجان او الحسد ( وهذا مجاله العلوم اللاهوتية للأديان المختلفه) لان ادوات ووسائل العلوم الحديثة لا يمكنها التعامل مع الغير ممكن احساسة او رؤيته او ما لا تؤثر فيه قوانين الطبيعة. اذا نظرنا الي قلب العلوم الحديثة لوجدنا ان حجر الزاوية والآلية الأصيلة المستخدمة في جميع نواحيه هو المنطق او لغة المعادلات الرياضية بصفة مجردة بعيدا عن ثقافة العامل بالعلم او ميوله او جنسيته او دينه.   ومن أحد القواعد الأساسية في العلوم الحديثة أن من المستحيل إثبات وجود إله من عدمه, حيث لا توجد أي وسائل أو آليات لتكوين نظرية لهذا الأمر لأن مجال العلم الحديث هو الكون الحسي بالمشاهدة والتجربة وليس له علاقة قريبة أو بعيدة بعالم الغيب والغيبيات.”

 

  1. تتعلق الثانية بأنه في حالة تحول الإيمان برسالة محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من “إيمان” إلى “علم” فإن “رسالة الرسول الكريم” ستتحول إلى “نظرية” كما أن المؤمنين بهذه الرسالة سوف يتحولون إلى “علماء”, وسوف يتوجب على هؤلاء العلماء البحث عن “إطار نظري” لهذه النظرية الجديدة, كما سيتوجب عليهم البحث عن جوانب “القصور” في هذه النظرية – مثلها في ذلك مثل أي نظرية علمية أخرى.  ومثلها في ذلك مثل أي نظرية علمية أخرى أيضا, فسوف يكون هناك إدراك واضح أن هذه النظرية قد تتغير غدا, فالكل يعلم أن العلم متغير.  

 

كلي ثقة من أن سيادة الدكتور أبو المكارم يعلم أن من الممكن أن أستمر إلى ما شاء الله لبيان أن فكرة “التحقق من الإيمان” هذه هي فكرة لا يمكن أن تصدر إلا عن ثقافة لا تعرف ما هو العلم, ولا ما هو الإيمان, إلا أني على ثقة من أن الرسالة قد وصلت.

 

 العلم متغير.

العلم هو ألا تستمع إلا إلى ما يقوم عليه دليل.

الإيمان أزلي. 

الإيمان هو أن ينعدم لديك الشك في صحة ما لا يقوم على صحته دليل.

 

الثقافة العربية “تخلط” بين العلم والإيمان لأن الثقافة العربية لا تعلم ما هو العلم, وهي لا تعلم ما هو العلم لأنها لا تنتج علما.  يستحيل على ثقافة تعلم ما هو العلم أن تخلط ما بين العلم والإيمان.

 

الناس التي تعيش في البدرشين لا تؤمن بأنها تعيش في البدرشين.  يستحيل أن يخبرنا إنسان يعيش في البدرشين بأنه يؤمن بأنه يعيش في البدرشين.  من يعيش في البدرشين لا يؤمن بأنه يعيش في البدرشين وإنما يعلم أنه يعيش في البدرشين.   الإنسان الذي يعيش في البدرشين ويؤمن بأنه يعيش في البدرشين إنما هو إنسان يعيش في البدرشين ويعاني من اضطراب في التفكير.   

 

29 مارس 2013

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.