زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة: أي الروايات نصدق؟

تابع مركز #تطويرالفقهالاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

 

Aisha.jpg

زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة:  أي الروايات نصدق؟

 

أرسل إلينا سيادة المستشار أحمد ماهر من عدة سنوات رسالة عن موضوع سن السيدة عائشة عند زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بها.  والموضوع هام حيث تترتب عليه العديد من الأحكام الخاصة بنظرة الإسلام إلى نوع العلاقة بين الرجل والمرأة.  تحديدًا, هل ينظر الإسلام إلى العلاقة بين الرجل والمرأة على أنها علاقة الهدف منها أساسًا هو إشباع رغبة الرجل في “التلذذ” الجنسي أم على أنها علاقة الهدف منها هو تكوين أسرة إسلامية هدفها أن يعيش كل من فيها عيشة تقوم على المودة, والإيمان, والعمل الصالح, مثلها في ذلك مثل كل أسرة أخرى في مجتمع يؤمن بالله, وبأن محمدًا رسول الله, وبأن القرآن كلام الله.  وبالتالي, أن الطريق إلى الجنة هو طريق الإيمان والعمل الصالح. 

 

 وكالعادة, كنت أراجع رسائل المركز عندما لفت عنوان الرسالة نظري, وبدأت القراءة واكتشفت الحوار الذي دار بين سيادة المستشار أحمد ماهر, وسيادة الدكتور مدحت غانم حيث كان سيادة الدكتور مدحت يدافع بكل قوة عن فكرة أن الرسول الكريم قد خطب السيدة عائشة وهي في السادسة من العمر ودخل بها وهي في التاسعة.  حقيقة الأمر, يرى سيادته أن فكرة زواج الرسول من السيدة عائشة هي فكرة إسلامية ورفضها عمل شيطاني.  لفت نظري كذلك أن الكاتب هو الدكتور شافناز (لا أعرفه) والمترجم هو البشير البكاري, والناشر هو موقع ويب إسلام الإسباني.  بمعنى أن الرسالة تقف وراءها مؤسسة.  وعليه بدأت القراءة.

 

كان أول ما لاحظته هو غياب الوضوح في رسالة الدكتور شافناز, وبالتالي صعوبة متابعة ما كتبه سيادته.  وعليه, عزمت على إعادة تنظيم العرض حتى يستطيع القاريء معرفة ما يتحدث عنه سيادته.  وعليه بدأت في إعادة عرض الحجج التسع التي قدمها سيادته لبيان خطأ فكرة زواج الرسول الكريم من السيدة عائشة وهي في سن التاسعة.  وبالفعل قمت بإعادة تنظيم عرض الحجة الأولى, والثانية, والثالثة إلا أنني ما إن انتهيت من إعادة عرض الحجة الثالثة حتى بدأت في الضحك.  يعود ذلك إلى أن إعادة العرض بيّنت عكس ما يريده الكاتب تمامًا, إذ بيّنت أن الرسول قد تزوج السيدة عائشة وهي في سن التاسعة. 

 

والقصة بهذا الشكل, هي أن الموروث السني القديم هو من إنتاج نظام إدراك بدائي تغيب عنه كل الأعراف العلمية من حسن العرض, والوضوح, وغياب التناقض, ودقة الحقائق المعروضة, والتفرقة بين ما يقوم على صحته دليل وما لا يقوم على صحته دليل.  والمصيبة أن نظام الإدراك البدائي هذا مازال هو النظام المستخدم في الثقافة العربية حتى عندما يستخدم لنقد الفقه السني القديم.   لبيان ذلك سوف أورد العرض الذي قمت به للحجج الثلاث الأولى حتى يرى القاريء كيف أن الحجة الثالثة تبيّن أن الرسول الكريم قد تزوج السيدة عائشة وهي في التاسعة.  أي ما يتناقض مع ما يريده الكاتب.  سوف أورد بعد ذلك مقال الدكتور شافناز بالكامل.  

 

هناك احتمال, طبعًا, حيث إن كاتب هذه السطور بشر, والبشر كما نعلم, خطاؤون, أن أكون قد أخطأت.  وفي هذه الحالة لا مشكلة هناك.  كل ما يتطلبه الأمر هو إرشادي إلى خطئي مصحوبًا “بالدليل”.  حيث إن المسألة ليست شتيمة أو أي كلام والسلام.  ساعتها سوف أقوم بتصويب ما كتبت وشكر من بيّن لي خطئي, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.  إمن الضروري, على أية حال, الإشارة إلى الفرق بين طريقة العمل هذه وبين “الهيجان” المذهل في الروايات الخاصة بسن السيدة عائشة عند زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم.  من الضروري كذلك الإشارة إلى استحالة القطع بان الرسول الكريم دخل بالسيدة عائشة وهي في سن التاسعة أو القطع بأنه لم يدخل بها وهي في سن التاسعة.  نحن لا نعرف.  وعلى من يتخيل أنه يعرف أن يدلنا على “دليله القاطع” على أن الرسول الكريم دخل بها, أو لم يدخل بها, في أي سن.  نحن لا نعرف.  والقطع بأنه دخل بها في سن التاسعة قول غير سليم مثله في ذلك تمامًا مثل القطع بأنه لم يدخل بها في سن التاسعة.  نحن لا نعرف.  كل ما يمكننا قوله هو أننا بمعرفتنا بمحمّد بن عبد الله نستبعد تمامًا أن “يدخل” بطفلة في التاسعة من العمر.  القصة وهمية ولا يمكن أن يصدقها إلا بسطاء المسلمين الذين يصدقون كذلك قصة أن الله قد أمره بقتل من لا يشهد بألا إليه إلا الله وأن محمدًا رسول الله, أو قصة أن الله قد نشر حوله الرعب لمسافة شهر, أو قصة أنه كان يعمل بقطع الطرق من أجل أن يكسب لقمة عيشه, أو عشرات القصص الأخرى التي يصدقها بسطاء المسلمين إضافة, طبعًا, إلى أعداء الإسلام.   وللحديث, إن شاء الله, بقية, إن أعطانا الله صحة وعمرا.

23 سبتمبر 2017

التلخيص الذي قمت به للحجج الثلاث الأولى

 

 

الحجة الأولى : صحة المصدر

  1. إن أغلب الروايات المتعلقة بحادث الزواج هذا، والمتضمنة في كتب الحديث جاءت عن طريق هشام بن عروة والذي بدوره يسند رواياته لأبيه.  منطقيًا يفترض في صحة الحديث تعدد طرقه أو رواته وألا يقتصر على راوية واحد، ولعل من الغرابة ألا يروي تلك الحادثة أحد من رواة المدينة والتي عاش فيها هشام بن عروة السنوات الأولى من عمره الواحد والسبعين، علمًا بأنه بين تلاميذ الرجل نجد مالك بن أنس رضي الله عنه.
  2. حسب يعقوب بن شيبة فإن هشام بن عروةثقة ثبت لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق.  كذلك لا يثق مالك بن أنس بروايات هشام بن عروة عن طريق أهل العراق.  أضف إلى ذلك أنه قد جاء عنه أنه “حجة إمام لكن في الكبر تناقص حفظه”.  
  3. الخلاصة: أن ذاكرة هشام بن عروةبدأت تضعف في أواخر عمره وهو ما يجعل رواياته بالعراق غير موثوق بها, ومن ضمنها حديثه عن زواج النبي بعائشة رضي الله عنها وعن عمرها.

 

 

الحجة الثانية : الخِطبة

  1. يخبرنا الطبري أن عائشة ولدت قبل بعثة الرسول. 
  2. حيث إن بعثة الرسول بدأت عام 610 ميلادية فإن ذلك يعني أن عائشة ولدت قبل عام 610.
  3. يخبرنا الطبري كذلك أن عائشة انتقلت إلى العيش بجوار الرسول عام 623 ميلادية.  يعني ذلك, طبعًا, أن عمرها كان لا يقل عن ثلاثة عشر عاما.
  4. المشكلة أن الطبري يخبرنا بأن عمر عائشة عندما انتقلت للعيش بجوار النبي كان تسعة أعوام.
  5. الخلاصة, لا يتفق قول الطبري بأن عائشة انتقلت للعيش بجوار الرسول وهي في التاسعة من العمر مع قوله بأنها ولدت قبل البعثة.

 

 

الحجة الثالثة : عمر عائشة موازاة ً مع عمر فاطمة

  1. عن ابن حجر العسقلاني أن فاطمة بنت محمّد قد ولدت قبل البعثة بنحو سنة أو أكثر وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين.
  2. إذا كانت رواية ابن حجر صحيحة فإن عمر فاطمة بنت محمّد عام 610 لن يكون أقل من عامين, كما أن عمرها عند دخول الرسول بعائشة عام 623 لن يكون أقل من أربعة عشر عاما.  وحيث إنها – حسب رواية ابن حجر – أسن من عائشة بنحو خمس سنين, عليه يكون عمر عائشة عند دخول النبي بها حوالي التسع سنين.

 

 

مقال الدكتور شافناز 

تجد أدناه الرابط إلى المقالة الأصلية التي كتبها الدكتور T.O. SHANAVAS

 

http://www.newageislam.com/islamic-history/was-ayesha-a-six-year-old-bride?-the-ancient-myth-exposed/d/7237

 

زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة:  أي الروايات نصدق؟

 

هل تقبل تزويج ابنتك ذات السبع سنين برجل بالغ ذي خمسين عام؟  إنه السؤال الذي فاجأني به صديق مسيحي ذات مرة ليصمت لهنيهة ثم يردف: إذا لن ترضى فكيف تستحسن زيجة الطفلة البريئة عائشة بنبيكم؟  أجبته: الحقيقة أني لا أملك إجابة لسؤالك الآن.  ابتسم صديقي وانصرف تاركًا شوكة تدمي قلب ايماني.

 

غالبية المسلمين يجيبون بأن تلك الزيجات كانت مقبولة اجتماعيًا في ذلك الحين، وتأسيسًا على هذا الاعتقاد بنوا أوهامهم حول زواج النبي بعائشة, ومع ذلك فإن شرحًا كهذا قد يكون مسعفا لإرضاء سذاجتنا وليس لتصديقه, غير أنه لن يكون مقنعًا كإجابة.  لقد كان صلى الله عليه       وسلم رجلاً مثاليًا وكان سلوكه قمة في الفضيلة لدرجة لا نرى- نحن المسلمين – معها إسوة افضل منه.  بيد أنه رغم كل هذا التقدير والإعجاب فإن غالبيتنا كأعضاء المركز الإسلامي بطليطلة لا يستطيع أحدنا أن يجرأ على التفكير في تزويج ابنته ذات السبع سنين إلى رجل يبلغ الثانية والخمسين من عمره، ولو فرضنا قبول فرد من العائلة للأمر فإن الغالبية إن لم نقل الجميع سوف ينظرون بشزارة إلى الأب وإلى الشيخ العريس.

 

في عام 1923 أعطيت أوامر لموظفي السجل المدني بمصر تمنع إعطاء شهادات رسمية للزواج بفتيات يقل عمرهن عن 16 سنة ولا لفتيان يقل سنهم عن 18 عاما.  وبعد ثمان سنوات ثبّت قانون التنظيم والاجراءات القانونية والشرعية عام 1931 القرار السابق، في محاولة لدرء مشاكل أسرية تتأسس على زوا على عمر قاصر.  وهكذا فإنه حتى في مصر, وهو البلد ذو الغالبية المسلمة، فإن زواج القاصرين غير جائز قانونيًا وهذا يمنحنا ثقة باعتقادي- ولكن بدون دليل واضح سوى ورع النبي و شهامته – بأن قصة زواج النبي في سن 52 بعائشة ذات السبع سنين هي مجرد أسطورة لا أكثر.

 

بيد أنه عبر سلسلة من البحوث حول حقيقة الموضوع تيقنت من صحة حدسي.   لقد كان النبي رجلاً شهمًا ولم يكن ليقبل الزواج بطفلة في السابعة من عمرها, إذ جاء سن عائشة مرويًا بشكل خاطئ في كتب الحديث، بل أكاد أجزم بأن الروايات التي تتحدث عن حادث الزواج هي روايات غير صحيحة ومتناقضة.  سوف نقدم هنا حججًا ضد قبول قصة وهمية ألفها هشام بن عروة لندحض الباطل عن سيرة رسول قُدّم على أنه شيخ غير مسؤول يستغل طفلة بريئة.

 

الحجة الأولى : صحة المصدر

إن أغلب الروايات المتعلقة بحادث الزواج هذا، والمتضمنة في كتب الحديث جاءت عن طريق هشام بن عروة والذي بدوره يسند رواياته لأبيه.  منطقيًا يفترض في صحة الحديث تعدد طرقه أو رواته وألا يقتصر على راوية واحد، ولعل من الغرابة ألا يروي تلك الحادثة أحد من رواة المدينة والتي عاش فيها هشام بن عروة السنوات الأولى من عمره الواحد والسبعين، علمًا بأنه بين تلاميذ الرجل نجد مالك بن أنس رضي الله عنه.

 

تتضمن أسانيد الأحاديث التي تروي قصة زواج النبي بعائشة رواة من العراق, وهو البلد الذي – حسب المؤرخين – مرض فيه هشام بعد أن عاش أغلب فترات حياته بالمدينة.  وبالرجوع إلى كتاب “تهذيب التهذيب”, وهو أحد المؤلفات المشهورة في علم السير والجرح والتعديل، نجد أنه حسب يعقوب بن شيبة فإن هشام بن عروة ثقة ثبت لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق .(وسندرك بعد ذلك أن مالك بن أنس لا يثق بروايات هشام بن عروة عن طريق أهل العراق( بلغني أن مالكًا نقم عليه حديثه لأهل العراقتهذيب التهذيب : ابن حجر العسقلاني، دار إحياء التراث الاسلامي, مجلد11, ص 50 .( كتاب آخر يتطرق لسير الرجال وعلم الجرح         والتعديل جاء فيه : “حجة إمام لكن في الكبر تناقص حفظه”.  (ميزان الاعتدال, الذهبي، المكتبة الأثرية ، باكستان, مجلد 4, ص   (301

 

الخلاصة : تأسيسًا على هاته المراجع، نخلص إلى أن ذاكرة هشام بن عروة  بدأت تضعف في أواخر عمره وهو ما يجعل رواياته بالعراق غير موثوق بها, ومن ضمنها حديثه عن زواج النبي بعائشة رضي الله عنها وعن عمرها.

 

كرونولوجيا
سيغدو لزاما علينا معرفة بعض التواريخ المتعلقة بمسار الإسلام في بدايته.


قبل 610 : عهد الجاهلية ( فترة ما قبل الاسلام)

  610   بداية البعثة

  610 اعتناق أبي بكر للإسلام

  613 بداية الجهر بالدعوة

615   الهجرة للحبشة

  616 عمر بن الخطاب يعتنق الإسلام

620   التاريخ المتعارف عليه لخطبة النبي لعائشة

622   الهجرة إلى يثرب

624  التاريخ المتعارف عليه لزواج النبي بعائشة وبداية عيشها معه

 

الحجة الثانية : الخِطبة

استنادًا إلى الطبري (وكذا هشام بن عروة، وابن حنبل, و ابن سعد) فإن النبي صلى الله عليه    وسلم خطب عائشة وهي في سن السابعة ثم انتقلت إلى العيش بجواره وهي بنت التاسعة, بيد أننا نجد الطبري يعلمنا في مؤلف آخر أن بنات أبي بكر الأربعة من زوجتيه الاثنتين كلهن ولدن أيام الجاهلية (تاريخ الأمم والمماليك, الطبري, دار الفكر، بيروت, 1979, مجلد 4, ص 50.(  وعليه فإذا كان عليه السلام قد خطب عائشة عام 620 و هي بنت السابعة وبدأت حياتها جنبه عام 623 لما بلغت التاسعة من عمرها، فهذا يعني بالضرورة أنها ولدت عام 613 أي بعد ثلاث سنوات من بعثته صلى الله عليه وسلم.  وبدوره يتفق الطبري على أن ولادة عائشة كانت في عهد الجاهليةوإذ ذاك يكون تاريخ ميلادها يعود إلى ما قبل 610.  وعليه يستحيل أن يكون عمرها وقت زواجها بالنبي أقل من أربعة عشر عاما.  ومن ثم نلمس تناقضًا في روايات الطبري.  الخلاصة : الطبري ليس مصدرًا موثوقا لتحديد عمر عائشة رضي الله عنها.

 

الحجة الثالثة : عمر عائشة موازاة ً مع عمر فاطمة

حسب ابن حجر, ولدت فاطمة والكعبة تبنى والنبي صلى الله عليه وسلم ابن خمس وثلاثين سنة, وبهذا جزم المدائني.  ونقل أبو عمر عن عبيد الله بن محمّد بن سليمان بن جعفر الهاشمي أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين  (الإصابة في تمييز الصحابة, ابن حجر العسقلاني، مج 4, ص 377، مكتبة الرياض الحديثة, 1978   (وإذا كانت رواية ابن حجر صحيحة فإن عائشة ولدت عندما كان النبي في الأربعين من عمره، وإذا ثبت أن النبي تزوجها وهو في سن 52 فإن عمر عائشة يكون بالضرورة لدى زواجها هو 12 سنة.

الخلاصة: ابن حجر، والطبري، وابن هشام, وابن حنبل يناقض بعضهم بعضًا ومن ثم فإن قصة زواج عائشة في سن السابعة هي مجرد أسطورة لا غير.

 

الحجة الرابعة : عمر عائشة بموازاة عمر أسماء

حسب عبد الرحمان بن أبي الزناد فقد كانت أسماء أكبر من عائشة بعشر (سير أعلام النبلاء، الذهبي, مج 2, ص 289، مؤسسة الرسالة، بيروت, 1992).  كما أن ابن كثير يوافق رواية ابن أبي الزناد ويحكي أن أسماء أكبر من أختها عائشة بعشر سنين(البداية والنهاية، ابن كثير, مج 8, ص 371 ، دار الفكر العربي, الجيزة 1933).


استرشادًا بابن كثير فإن أسماء ” شهدت مقتل ابنها خلال ذلك العام (73 هجرية) كما سبق     وأن ذكرنا، وبعدها بخمسة أيام توفيت  .” وعلى غرار روايات أخرى, فإنها لم تتوفى بعد 5 سنوات وإنما بعد 10 أو 20 يوم, أو بعد ذلك بأيام قلائل, أو حتى بعد مائة يوم من الحادث، لتظل الرواية الأكثر ترجيحًا هي وفاتها بعده بمائة يوم وهي تبلغ المائة من عمرها. (البداية    والنهاية، ابن كثير، مج 8, ص 372، دار الفكر العربي، الجيزة 1933).


ويروي ابن حجر العسقلاني أن

 “أسماء بنت أبي بكرالصديق [ذات النطاقين], زوج الزبير بن العوام, من كبار الصحابة عاشت مئة سنة, وماتت سنة ثلاث أو أربع وسبعين  )تقريب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، ص 654، باب في النساء، حرف ألف( على رأي أغلب المؤرخين فإن أسماء الأخت الكبرى لعائشة ، كانت تفوق الأخيرة بعشرة أعوام. وإذا كانت أسماء بلغت المائة سنة 73 للهجرة فإنه بالضرورة يكون سنها زمن الهجرة 27 أو 28 عامًا, وعليه يكون سن عائشة زمنئذ 17 أو 18 عاما.  وإذا كان ذلك كذلك تكون عائشة قد بدأت العيش إلى جنب النبي وهي بنت 19 أو 20.  وتأسيسا على روايات ابن حجر، وابن كثير, وعبد الرحمان بن أبي الزناد، فإن عمر عائشة وقت زواجها بالنبي كان يتراوح بين 19 و 20 عامًا.  وهكذا يؤكد ابن حجر في الحجة الثالثة على أن سنها وقت زواجها بالنبي كان 12 عاما ثم يناقض نفسه في الحجة الرابعة مانحًا إياها 17 أو 18 عاما.  فأي الروايات نصدق؟

 

الحجة الخامسة : معركتا بدر وأحد

في حديث لمسلم ثمة رواية تحكي لنا قصة مشاركة عائشة في معركة بدر، وهكذا تقول في معرض حديثها عن رحلتها إلى بدر وعن حادث مهم وقع أثناء السفر ..“حتى إذا كنا بالشجرة ….”وهو دليل ساطع على أنها  كانت ضمن الوفد المسافر نحو بدر. (كتاب الجهاد    والسير، باب كراهية الاستعانة في الغزوة بالكافر).

 

هناك رواية أخرى تؤكد لنا مشاركة عائشة في معركة أحد تأتينا من عند البخاري.  يروي أنس أنه في يوم أحد ‏”لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان – أري خَدَم سوقهما – تَنْقُزَانِ القِرَبَ على متونهما، تفرغانها في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم”. (البخاري، الفتح، كتاب الجهاد والسير، باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال, رقم 2880(  وهكذا يتأكد مرة أخرى أن عائشة شهدت معركتا أحد وبدر.


يروي لنا البخاري أن قد حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن إبراهيم عن يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَال أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَن ابْن عُمَر رضى عنهما أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَرَضَهُ يوم أُحُدٍ وهو ابن أربع عشرة فلم يجزه، وعرضه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة فأجازه.  (كتاب المغازي، باب غزوة الخندق(.  وتأسيسًا على هاته الروايات فإن القاصرين كانوا ممنوعين من المشاركة في معركة أحد، بيد أن عائشة شاركت في معركتي بدر وأحد.

 

الخلاصة : مشاركة عائشة في المعركتين تدل بوضوح على أن سنها كان يفوق التاسعة بل كان يتجاوز 15 عامًا على أقل تقدير إذ أن النساء كن يرافقن رجالهن إلى ساحة المعارك لمساعدتهم لا ليكن عالة عليهم، وهذا يشكل بدوره دليلاً آخر على تناقض الروايات المتعلقة بعمر عائشة.

 

الحجة السادسة : سورة القمر

حسب قول مجمع عليه، فإن عائشة ولدت لثمان سنين قبل الهجرة، بيد أنه حسب رواية أخرى للبخاري فإنه قد

“حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يوسف،أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ ،أَخْبَرَهُمْ قَالَ أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْن مَاهَكَ، قَال إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُم الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ لَقَدْ أُنْزِلَ على محمّد صلى الله عليه وسلم بمكة وأنا جارية ألعب [ ‏بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ‏]  (صحيح البخاري، كتاب التفسير, باب قوله بل الساعة موعدهم والساعة أدهى و أمر).

 

إن السورة 54 من القرآن نزلت لثمان سنين قبل الهجرة أي عام 614 م, وإذا كانت بداية عيش عائشة جنب النبي سنة 623 أو 624 وهي في التاسعة من عمرها فهذا يعني أنها كانت حديثة الولادة (رضيعة) عندما نزلت سورة القمر، ولكنه حسب الرواية السابقة فإنها كانت جارية    وليست رضيعة سنة النزول، وهو ما يؤكد بالضرورة أن سنها كان يتراوح زمن نزول سورة القمر بين 6 و13 ومن ثم يكون سنها وقت زواجها يتراوح بين 14 و21 عاما.

الخلاصة تناقض هاته الرواية بدورها قصة زواج عائشة في سن التاسعة.

 

الحجة السابعة : مصطلحات لغوية عربية

حسب رواية منسوبة لأحمد بن حنبل فإنه بعد وفاة زوجة الرسول الأولى خديجة رضي الله عنها أتت خولة إلى النبي ناصحة إياه بتكرار الزواج فسألها النبي إن كان لديها خيارات تقترحها, ردت خولة : يمكنك الزواج من بكر أو ثيب.  ولما سألها الرسول عن بكر تفضلها ذكرت عائشة.  يروي ابن الأثير عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لما توفيت خديجة رضي الله عنها قالت خولة بنت حكيم بن الأقوص لرسول الله صلى الله عليه وسلم : “ألا تتزوج؟”  قال: وممن؟ قالت : إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبا.  قال صلى الله عليه وسلم : فمن البكر؟  قالت : ابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر .

 

حدثنا عبد الله, حدثني أبي, حدثنا محمّد بن بشر, قال حدثنا محمّد بن عمرو, قال حدثنا أبو سلمة ويحيى قالا‏:‏ لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون.  قالت‏:‏ يا رسول الله ألا تزوج.  قال‏:‏ ‏من؟  قالت‏:‏ إن شئت بكرًا أو ثيبًا.  قال‏:‏ فمن البكر؟  قالت ابنة أحب خلق الله عز وجل إليك عائشة بنت أبي بكر. (مسند الإمام أحمد, المجلد 6, ص  .(182

 

كل من يجيد اللغة العربية يدرك أن لفظة البكر لا تطلق على صبية قاصرة ذات 9 سنين، إذ اللفظ الصحيح لطفلة كتلك هي الجارية كما سبق وأن اشرنا, أما لفظ البكر فيستعمل للإشارة إلى بنت غير متزوجة بالغة ولم تمر بتجربة جنسية سابقة لزواجها كمثل لفظ عذراء في اللغة اللاتينية.  وعليه, فمن المعلوم بالضرورة أن لفظ طفلة ذات 9 أعوام لا يعني البتة الآنسة أو البكر.

 

الخلاصة : إن المعنى الأدبي للفظ البكر في الحديث المذكور يشير حتمًا إلى  البنت المرأة البالغة التي لم تمر بتجربة جنسية سابقة لزواجها, ومن ثم تكون عائشة امرأة بالغة وقت زواجها بالنبي .

 

الحجة الثامنة :النص القرآني

يجمع المسلمين على مرجعية النص القرآني ، ومن ثم وجب علينا أن نبحث عن الصواب في كتاب الله عز وجل ونحاول من خلاله إزالة بعض ظلال الشك التي نسجها رجال شرفاء ينتمون لعصر الإسلام الكلاسيكي فيما يخص عمر عائشة حين زواجها بالرسول.  فهل يا ترى يجيز الإسلام زواج القاصرة؟  ليس ثمة آيات تبيح بوضوح هذا النوع من الزواج، بل نجد بالمقابل آيات (عبارة عن فقرة) تحث المسلمين على ضرورة إكمال تربية اليتيم، إذ أن تعاليم القرآن بخصوص تربية اليتيم هي صالحة التطبيق كذلك مع أبنائنا.  تشترط الآيات : وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا،    وابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا  النساء : الآيتان 5 و6

 

على ضوء هاته الآيات فإنه في حالة فقدان أطفال لآبويهم وجب على المسلم(1) أن يطعمهم, و(2) أن يكسيهم, و(3) أن يربيهم, و(4) أن يختبر درجة بلوغهم إلى حين زواجهم قبل أن يوكل إليهم مهمة تدبير أمولهم وعليه فإنه لا يصح أبدًا لمسلم بالغ مسؤول أن يمنح صلاحية التصرف المادي لطفلة قاصرة ذات سبع أو تسع سنين، وإذا ما أدركنا عدم جواز ذلك، فإن طفلة بتلك المواصفات لن تكون جاهزة بدنيًا وعقليا للزواج.


ويؤكد ابن حنبل في مسنده أن عائشة وهي في التاسعة من عمرها كانت تهتم بلعبها أكثر من اهتمامها بشؤون بيتها.  (مسند أحمد بن حنبل, مج 6, ص 33 و 99.(  وهنا يصعب التصديق بأن أبا بكر كرجل ذي مكانة اجتماعية وأخلاقية عالية بين المسلمين يقبل تزويج ابنته القاصرة للرسول وهو في الخمسينيات من عمره، كما يستحيل تصور النبي متزوجًا بطفلة في السابعة من عمرها.

 

ثمة مسؤولية جسيمة ملقاة على ولي الطفل وتتعلق بتربيته.  دعنا نتساءل : من يعتقد بيننا أنه يستطيع تربية أطفاله تربية مقبولة قبل أن يبلغوا 7 أو 9 سنين؟  الأكيد أن الجواب سيكون بالنفي. وهذا كذلك رأي المنطق, وعليه : كيف يمكننا تصديق أن عائشة تلقت تربية كافية في سن السابعة وقت خطبتها؟

 

لقد عرف عن أبي بكر عدله و حكمته، فإذا كان يرى أن عائشة لازالت طفلة ولم تحصل على التربية الكافية التي يوصي بها القرآن فحتمًا أنه كان سيرفض إذ ذاك تزويجها، فلا النبي ولا رفيقه في الغار سيعصيان أمرًا قرآنيًا حكيما.

 

الخلاصة أن زواج عائشة في سن السابعة كما هو متعارف عليه هو عصيان لآمر قرآني بوجوب البلوغ، و من ثم نستنتج أن زواج عائشة القاصرة ذات السبعة أعوام هو مجرد خرافة لا غير.

 

الحجة التاسعة : شرط القبول في الزواج

لكي يكون الزواج صحيحًا في الإسلام يجب أن تستشار المرأة وتدلي بقبولها قبل العقد (مشكاة المصابيح) وأيًا كان مبلغ تصورنا فإن شرط القبول لا يتحقق من طفلة قاصرة ذات 7 سنين لآنها لا تملك سلطة التصرف، إذ لا يعقل أن يقبل رجل ذكي مثل أبي بكر خطبة ابنته القاصرة لرجل يفوق الخمسين، ونفس الشيء نقوله عن النبي المعصوم، إذ يستحيل أن يوافق على قبولٍ صدر من طفلة رافقتها لعبها حسب حديث مسلم إلى بيت الزواج.


الخلاصة : لم يتزوج النبي عائشة وهي في سن السابعة لأن أمرًا كهذا يعد  خرقا لشروط صحة عقد الزواج في الشريعة الاسلامية، ومن ثم فقد تزوج النبي عائشة وهي امرأة بالغة ناضجة عقليًا وبدنيًا.


تلخيص
لم يكن ثمة تقليد عربي معروف يقضي بتزويج البنات القاصرات في سن السابعة أو التاسعة، كما أنه صلى الله عليه و سلم لم يعقد نكاحه على عائشة في سن مماثلة، علاوة على أن عرب الجزيرة لم يعترضوا قط على زواج مماثل لأنه وببساطة لم يحدث أن وقع أصلا.  من الجلي أن رواية هشام بن عروة لقصة زواج عائشة في سن التاسعة لا يمكن الوثوق بها وقبولها على نحو الصحة، لتناقضها مع عدة روايات أخرى وصلتنا، إضافة إلى أنه ليس ثمة أي دافع يجعلنا نقبل (كنص صحيح) رواية ابن عروة في الوقت الذي يعتبر علماء آخرون أمثال مالك بن أنس رواياته في أرض العراق غير صحيحة وضعفوها.  إن المعلومات التي مصدرها كل من الطبري، والبخاري, ومسلم توضح أوجه التناقض بين بعضهم البعض فيما يخص سن عائشة، أضف إلى هذا أنهم كثيرًا ما يناقضون أنفسهم أثناء رواياتهم التاريخية، ومن ثم تكون الروايات المتعلقة بسن عائشة وقت زواجهاغير موثوق بها تأسيسًا على التناقضات المستخلصة من مؤلقات علماء الاسلام التقليديين.

 

وبوصولنا إلى هذه النقطة فإنه لا تبقى خلفنا مبررات منطقية لتصديق العمر المتعارف عليه لسن عائشة وقت زواجها بالنبي كرواية غير قابلة للشك، في الحين الذي نعثر فيه على دلائل ساطعة تدحضها لتجعلها في موضعها الطبيعي كأسطورة. علاوة على أن القرآن الكريم يحرم اصلا زواج الأطفال القاصرين فكيف يأمنهم على مسؤوليات اجتماعية؟”

 

 

كتابة الدكتور شافناز, وترجمة البشير البكاري من موقع ويب إسلام الإسباني, أرسلها إلينا سيادة المستشار أحمد ماهر

 

8 تعليقات
  1. makram0zaki0shenouda :

    (((( هى شريعة ثابتة بالقرآن والسنة ))))

    ++ إبن كثير قال أنها كانت من 6 إلى 8 سنوات أو من 7 إلى 9 سنوات.

    ++ ولكن ما المشكلة فى أن يتزوجها وهى 6 سنوات؟

    +++++++ أليس القرآن يبيح ذلك وأكثر من ذلك!!

    ++ أليست سورة الطلاق – 4 ، تبيح تطليق التى لم تحض! محدداً العدة لها بثلاثة شهور ، إذ قد تكون قد بدأت تحيض وحبلت!
    ++ والطلاق لا يمكن حدوثه إلاَّ بعد حدوث الزواج
    ++ فإن كان قد أباح الطلاق للتى لم تحض ، فإنه يبيح الزواج بوجه عام بالطفلة فى أى سن.
    +++ هذه شريعة القرآن ، فلماذا يستغربون من سُنَّة صاحب القرآن بالزواج من طفلة لم تحض!
    +++ فهى ليست سُنَّة فقط ، بل قرآن وسنة معاً!

    +++ ويبرر البعض ذلك بأن الشذوذ الجنسى كان مقبولاً حينذاك!!
    + وحتى لو كان مقبولاً عند عبدة الأوثان (الجاهلية) ، فما منفعة دين جديد إن كان يستمر على ما هم فيه من نجاسات!!!

    1. ambmacpc :

      فكرة ان هذا شريعة ثابتة عبارة غير دقيقة ، فكل شريعة ايا كان مصدرها معتمدة في الاساس على عرف المجتمع ، مع التعديل عليه ان تطلب الامر مصلحة عامة، في فرنسا مثلا “لا يجرم القانون الفرنسي حاليا إقامة علاقة جنسية مع الأقل من 15 عاما، إلا إذا ثبت أن العلاقة كانت بالإكراه.” وفي رغم هذا لا يقبل الزواج قبل السن القانوني بعد 15 سنة ، هل سيفاجأك ان هناك من يسعى لتقنين “العلاقة بالاطفال “. نشرت تيد اكس المانيا ” “TEDx Würzburg” باستضافة طالبة الطب ميريام هايني لتعطي كلمة بعنوان: “البيدوفيليا هي توجه جنسي طبيعي” فجرت على إثرها موجة عارمة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي. فبعد قبول الشاذ جنسيا في المجتمعات الغربية، ثم المتحولين جنسيا، ثم مسألة الجندرية ووجود أكثر من 50 نوعا غير الذكر والأنثى، هل يبدو الآن أن الدور قد حان لقبول الغلمانيين؟!
      عموما
      اي نقاش في التاريخ هو نقاش في روايات مختلف عليها لعدم القدرة على اثباتها بالدليل وهذا طبيعية التاريخ ، لكن في الحاضر يمكننا البحث عن الادلة ومعالجتها ان تبين الخطأ .. تحياتي

      1. makram0zaki0shenouda :

        أقصد أنها شريعة ثابتة فى الدين الإسلامى ، بدليل أننى إستشهدت فقط بالقرآن والسنة وليس بأى مصادر دينية أو غير دينية أخرى ، وهو أيضاً ما يتضح من سياق الكلام.

        1. ambmacpc :

          افهم انك اشرت انها شريعة واردت ان اوضح انها ليست شريعة ، بل اطار عرفي قد يكون قائما في حينه اعتمدها تشريع الزواج… و الزواج هو التشريع وليس سن او الية الزواج ، هذا ما تكرر في تشريعات اخؤى كالهندوسية كان الزواج تبدأ طقوسه عند بلوغ التاسعة او العاشرة ، وهذا ما تغير في التشريعات القانونية التي سنها البرلمان اليوم ، كل التقدير لمرورك…

          1. makram0zaki0shenouda :

            لا تؤاخذنى ، فأنا أتكلم بالتعبيرلات المتداولة فى مجتمعى المصرى ، فعندما نقول شريعة دينية فإننا نعنى ما يشرِّعه هذا الدين ، بغض النظر عن صحة هذا التشريع من كافة وجهات النظر المختلفة. فمثلاً قد تتعارض هذه الشريعة الدينية لدينٍ ما مع أبسط قواعد العدل ومع أبسط قواعد حقوق الإنسان ، ولكن مع ذلك نسميها شريعة الدين الفلانى.
            ++ من حق المفكرين أن يطالبوا بمراجعة هذه الشرائع الدينية لتتوافق مع العقل والعدل وحقوق الإنسان ، مثلما تفعل حضرتك.
            ++ ولكن ما أردت توضيحه هو أن هذه التطبيقات التى يمارسها وينادى بها الأئمة علناً أو سراً ، هى فعلاً من أصل تشريع هذا الدين.
            ++ فإذا قلنا لهم أن ما يفعلوه لا يوافق الدين ، فقد لا يردون علينا ، ولكنهم لن يعبأوا بكلامنا ، لأننا نتكلم بخلاف واقع شريعة هذا الدين.
            ++++ الأمر بذلك سيكون أصعب جداً مما لو كانوا هم فعلاً يخالفون شريعة دينهم. ولكنها الحقيقة والواقع الذى نحتاج للبحث عن علاج له!
            +++ أنا شخصياً لا أعرف له علاجاً!! فطريقتهم ليست الحوار العقلانى ، بل محاولة التدليس ، فإن فشلوا فالطريق البديل الوحيد عندهم هو الترغيب والترهيب.
            +++ مع كل تمنياتى بالتوفيق والصبر وتحقيق عالم أفضل

  2. makram0zaki0shenouda :

    نقطة صغيرة أخرى ، وهى أن القانون المصرى بأمر السادات جعل الشريعة الإسلامية فوقه ، مصدراً له ومراجعة له ، ولذلك وخصوصاً فى ظل الأنظمة الحالية ، فإنه من الصعب تشريع شريعة تتوافق مع حقوق الإنسان ، ما دامت تتعارض مع هذه الشريعة.
    ++ قد يكون الأمر أسهل فى بلاد أخرى ولكنه عندنا صعب جداً.
    ++ الأمر يحتاج إلى إقناع الناس جميعاً والغالبية العظمى الفاعلة ، بأن هذا التشريع لا يصح إتباعه حتى لو كان منصوصاً عليه فى أساسيات هذا الدين.
    +++ لا تؤاخذنى فى إضافة هذا العبئ المضاعف ، مع تمنياتى بالتوفيق

  3. ambmacpc :

    اتفهم ذلك ، وعملية تصحيحه ليست بالامر الهين ، ويتطلب ان تكون هناك ثورة في الازهر الشريف ليتحول من جامعة لحفظ المنقول الى جامعة تؤسس علماء باحثون ومحققون ، كل التقدير لحضرتك …

    1. makram0zaki0shenouda :

      أتمنى أن يصحح الأزهر مساره بنفسه
      ولكنهم أصحاب مصلحة فى إستمرار الحال على ما هو عليه ، وأكثر
      ++ التصحيح لن يأتى من أصحاب مصلحة عدم التصحيح ، بل من أصحاب مصلحة التصحيح
      ++ التصحيح سيأتى من زيادة الوعى ، وتكوين كتلة شعبية مستنيرة رافضة للخطأ ، عن طريق ما يقوم به المفكرون المستنيرون أمثالكم

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.