حين يصحو الشعب

ADEN3.jpg

حين يصحو الشعب

أمام الشعر : عبدالله البردوني

 

جمادى الآخر 1379 ه ،

قيلت هذه القصيدة قبل الثورة بثلاث سنوات .

أعذر الظلم و حمّلنا الملاما     نحن أرضعناه في المهد احتراما

نحن دلّلناه طفلا في الصبا       و حملناه إلى العرش غلاما

و بنينا بدمانا عرشه  فانثنى يهدمنا حين تسامى

و غرسنا عمره في دمنا         فجنيناه سجونا و حماما

***

لا تلم قادتنا إن ظلموا            و لم الشعب الذي أعطى الزماما

كيف يرعى الغنم الذئب الذي   ينهش اللّحم و يمتصّ العظاما

قد يخاف الذئب لو لم يلق من   نلبه كلّ قطيع يتحامى

و يعفّ الظالم الجلّاد لو         لم تقلّده ضحاياه الحساما

لا تلم دولتنا إن أشبعت          شرّه المخمور من جوع اليتامى

نحن نسقيها دمانا خمرة          و نغنّيها فتزداد أواما

و نهنّي مستبدا ، زاده            جثث القتلى و أكباد الأيامى

كيف تصحو دولة خمرتها       من دماء الشعب و الشعب الندامى ؟

***

آه منّا آه ! ما أجهلنا ؟ !          بعضنا يعمى و بعض يتعامى

نأكل الجوع و نستسقي الظما   و ننادي ” يحفظ الله الإماما “

سل ضحايا الظلم تخبر أنّنا      وطن هدهده الجهل فناما

دولة ” الأجواخ ” لا تحنو و لا تعرف العدل و لا ترعى الذماما

تأكل الشعب و لا يسري إلى    مقلتيها طيفه العاني لماما

و هو يسقيها و يظمى حولها    و يغذّيها و لم يملك طعاما

تشرب الدمع فيظميها فهل       ترتوي ؟ كلّا : و لم تشبع أثاما

عقلها حول يديها فاتح            فمه يلتقم الشعب التقاما

***

يا زفير الشعب : حرّق دولة    تحتسي من جرحك القاني مداما

لا تقل : قد سئمت إجرامها      من رأى الحيّات قد صارت حماما ؟

أنت بانيها فجرّب هدمها         هدم ما شيّدته أدنى مراما

لا تقل فيها قوى الموت و قل : ضعفنا صوّرها موتا زؤاما

***

سوف تدري دولة الظلم غدا    حين يصحو الشعب من أقوى انتقاما

سوف تدري لمن النصر إذا     أيقظ البعث العفاريت النياما

إنّ خلف اللّيل فجرا نائما        وغدا يصحو فيجتاح الظلاما

و غدا تخضرّ أرضي ، و ترى في مكان الشوك وردا و خزامى

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.