كتب #علي_البيتي – عضو المنتدى الاقتصادي والسياسي –
من ضمن عجائب التاريخ في زمن اليمن الديمقراطي سوف اشارك باربع قفشات من صمن عدة ففشات عايشتها. ايام الرفاق في عدن..
القفشة الاولى:
عندما كنت مديرا عن المشتريات الخارجية لشركة اليمدا وفي زحمة قرار من الرفاق بشان تاميم محلات الخضار تفاجات ان طلبت مني ادارتي بسرعة التوجه الى بيروت لشراء ميازين لاسواق الخضار دون اعطائي المواصفات او حتى العدد رغم ان ذلك ليس من اختصاصي اذ كنت مسؤؤلا عن شراء قطع غيار ومكائن الطائرات والمشاركة في قرار شراء الطائرات ولكن قالوا لي اسرع دون نقاش واعطيت لي شنطة مليئة بالدولارات من البنك المركزي ابام المرحوم ايوب – محافظ البنك المركزي … وكنت متعود على حمل مثل تلك الحقائب المالية عند القيام بصيانة واعادة هيكلة الطائرات التي نقوم بها في اديس ابابا مع شركة TWA الامريكية والخطوط الاثيوبية، وعند وصولي بيروت وجدت ان هناك ميازين رقمية غير الارطال التي تعودنا علبها، ولم يكن لدي الوقت لاضاعته حسب التوجيهات فاشتريت ابو الارطال العادي وعدد 25 ميزان .. وعدت عائدا ومسرعا الى عدن قبل اعلان القرار، ليتم التوزيع على بعض محلات الخضار، وتم تخصيص كيلو من كل نوع من الخضار في اليوم للفرد، وتم مكافأتي باعطائي كل يوم 2 كيلو شريطة وقوفي بالطابور اليومي في الخامسة صباحا…واعتبر ذلك في نظر الرفاق انجازا ثوريا يتماشى مع النهج الثوري رغم اني لم اكن ثوريا ولا انتسب لاي حزب…
القغشة الثانية:
في ظل الزخم الثوري تفاجات بقرار عدم شراء قطع غيار الطائرات والمكائن وغيرها من اجهزة الخدمات الارضية في اامطارات من امريكا لكونها الامبريالية العالمية، وعندما قلت ان الطائرات الحالية المدنية هي امريكية الصنع، فقالوا قولا واحدا يجب التوقف فورا التعامل مع الشركات الامريكية، وعندما ابلغتهم بان ذلك سوف يكون مكلفا لو لجأنا الى وسبط خارج امريكا لانه سوف يستورد لنا القطع من نفس المصدر في امربكا ويعيد بيعها لنا باضعاف الثمن، فقيل لي ان التعامل مع الامبريالية لا يخدم النهج اليساري الذي تتبناه الدولة، وفعلا هذا الذي صار واستمرينا نستورد القطع ومكائن الطائرات عن طريق الدنمارك وباسعار مرتفعة حتى عام مغادرتي عدن
.
القفشة الثالثة:
في عام 1972م واثناء اجتماعي مع المدير المالي في مبنى اليمدا الكائن بحي المدينة البيضاء (السعادة) في خورمكسر تفاجانا في وقت الظهيرة باقتحام اشخاص لمكتبنا من ابناء ابين مدججين بالسلاح طالبين منا الانتقال مع كافة الموظفين الى سيارات الجيش التي اتوا بها من وزارة الزراعة في خورمكسر للمشاركة في المظاهرة وان نهتف بتخفيض الرواتب ، وعندما سالت المدير المالي عن ذلك (وهو عايش الى اليوم اطال الله في عمره) اجابني انه لا يعلم بذلك ولبس لدينا الخيار الا بركوب الشاحنات…وهذا ما صار …ونحن في غاية العجب…
القفشة الرابعة:
ان الرفاق في لجنة الحي فاجاؤوني بقرار تعييني رئيسا للجنة الاجتماعية لشؤون الاحوال الشخصية (الاسرة) وعند ما ابلغتهم اني لست برجل قانون ولا توجد لدي خبرة شرعية في فض الخلافات الزوجية، قالوا فقط علبك ان تعلم ان المراة على حق وعلى الرجل الامتال للامر او الخروج من البيت …والله يغفر لي فكل ما كان علي قوله للمتخاصمين علبهم ان يحلوا مشاكلهم بالحسنى، والا فان الشارع مصير الرجل …والحمدلله لم اتسبب في تشريد احد …لان الجميع امتثلوا لهذا الاجراء الثوري العجيب..