تعليق على كتاب نظرية ظهور العلم

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence

اقرأ الكتاب من هنا :

https://ambmacpc.files.wordpress.com/2016/12/d986d8b7d8b1d98ad8a9-d8b8d987d988d8b1-d8a7d984d8b9d984d985.pdf

 

تعليق على كتاب “ظهور العلم”


الأستاذ الدكتور مدير مركز تطوير الفقه الاسلامي ,

كنت أنوي ألا أمدح سلسلة مقالات “ظهور العلم” ولم تمنحني سيادتك الفرصة لإنفاذ ما انتويته.  لذلك, وبعد قراءة تلك السلسلة الذهبية بحق أَخْلُص للتالي:

أولاً أن حياتي شخصيًا قد تغيّرت -إلى الأفضل- عقب قراءتي بانتظام لكتاباتك في المركز – أنا وأولادي – فهم يتنافسون الآن فيما بينهم نحو الوصول إلى المرحلة الرابعة من المستوى الإدراكي ويقيّمون أداء بعضهم البعض.  وهذه ليست مبالغة.  هذا ما يحدث فعلا. 

ثانيًا, أنني فهمت الآن – كما فهم الآخرون – السر في كثرة ترديد سيادتك لإنجازات المسيو بياچيه وأسسه في علم النفس الإدراكي. 

ثالثًا, لفت نظري ربط العملية الإدراكية بسائر العمليات البيولوچية للإنسان التي تقوم عليها حياته نفسها أو على الأقل شكل ونوعية هذه الحياة.  فحينما تقول :

“لكي يحقق الإنسان إرادة الله, إذن, عليه أن “يتعلم” كيف يصنع ما يريد.  أي عليه أن يتعلم كيف يسيطر على العالم حوله.  مرة أخرى, تذكر أن الإنسان هو خليفة الله في أرضه.  تبيّن قصة نمو الإدراك قصة كفاح الإنسان في التخلص من المعوقات التي تعيق فهمه لدنيا الله وبالتالي تعيق مسعاه إلى السيطرة على دنيا الله.  باختصار, تبين قصة نمو الإدراك قصة كفاح الإنسان في سبيل تحقيق مراد الله” انتهي

 

لقد ساعدنا المسيو بياچيه على إدراك سر جمال, ومعقولية, وأهمية, وعبقرية العبارة الزيدية الرائعة

“اخرجوا إلى الدين والدنيا فأنتم لستم في دين ولا دنيا”.

 

أحسست بذلك بعد قراءتي لملامح المستوي الثاني للإدراك، والتي تم تلخيصها كما يلي:

  • عدم القدرة علي إدراك التناقض (المصريون رائعون)
  • النظرة الجزئية 
  • الشخصنة والتمحور حول الذات 
  • سيطرة الحسّ
  • العجز عن التصنيف على أساس قاعدة ثابته
  • العجز عن تكوين مفاهيم متجانسة
  • العجز عن القيام بأيّ من العمليات العقليّة العليا (الاستنتاج, أو الاستدلال, أو الاستقراء, أو التعريف, أو الافتراض، ….)
  • العجز عن التحقّق
  • المهم أن يكون الكلام (حلو) 
  • أنا مركز الكون.  أبي أعظم رجل في الكون.  أسرتنا أعظم أسرة في الكون.  قبيلتنا أعظم قبيلة في الكون.
  • الفخر بالذات : نحن الذين دهنا الهواء دوكو.  نحن الذين خرمنا التعريفة.  وطبعًا, نحن الذين بدعنا العلم.

(انتهي)

 

ما فعله الدكتور كمال بسلسلة (ظهور العلم) – في تصوّري – أنه مارَس ولأول مرة في تاريخ الثقافة العربية شيئًا لا نعرفه ولم يسبق لنا أن رأيناه ولذلك فلا قبل لنا بتقبله, ولا هضمه, ولا التعامل معه.  ألا وهو : مواجهة النفس والمصارحة بمنتهي الصدق والأمانة.  وهذا ما لم نعتده, أو نتعوده, أو نتربّي عليه.   درسنا, وتعلمنا, وحفظنا ما تلقّيناه واستلمناه في كتب التاريخ التابعة لمناهج وزارة التربية والتعليم المصرية – وعلى ألسنة مدرّسيها – بأننا أعظم ناس في بلد هي أم الدنيا, صاحبة حضارة تضرب في عمق التاريخ بسبعة آلاف سنة، علماؤنا هم الذين وضعوا أسس العلم في العالم, وأخذوا بيده تاتا تاتا بمنتهي الكرم, والعطف, والحنيّة, إلى أن أكرم الله الدول التي كان أهلها قرود علي الشجر في أوروبا وفتح عليهم فأخذوا الناقة وشرخوا.  طبعًا بفضلنا وبعطائنا الحاتمي الطّائي الغير مسبوق.  كما أننا نتمتع بأكثر أجواء الأرض اعتدالاً وروعة, أضف إلى ذلك أن موقعنا التاريخي في وسط العالم جعلنا مطمع الأمم (قد تكون الأخيرة هي الحقيقة الوحيدة فيما سبق).  ما أعظمها من مناهج مريحة لذيذة.

إلا أننا أيضًا قد عملنا ما يجب علينا عمله وكنا نخرج من الامتحانات ناسين ما كتبناه.  الظاهر أننا كان عندنا بدايات شك أنه قد تكون هناك ثمة خُدعة في الموضوع.  لكنها – أي المناهج –

 

وهكذا قامت المناهج بالواجب وخدّرتنا الخدر اللذيذ, فركنّا عقولنا واكتفينا بهذا القدر من الصعود, والعظمة, والسّبق، لأننا عملنا ما يتوجب علينا عمله وعليهم هم إكمال المشوار.  وجاءنا الشيخ الشعراوي يرحمه الله ليزيد في طمأنينتنا وراحة بالنا – حتي من عذاب الضمير – ليؤكد لنا بمنتهي الثقة أن الله “سخرهم” لنا ليعملوا على خدمتنا ونتفرغ نحن لعبادة الله.  يا قوة الله! 

 

هالة كمال

29 مارس 2013

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.