الحكم الاخلاقي لدى الطفل 21

 

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence

 

justice child2.jpg

الحكم الأخلاقي لدى الطفل    – 42

  1. العدل بين الأطفال

لو صحت نتائج تحليلنا السابق فإن خير وضع مقبول لنمو فكرة العدل, وكذلك أعظم أشكال العدل الجزائي تقدمًا, نجده في العلاقات الاجتماعية بين المعاصرين.   وإذا كانت العقوبة التكفيرية, وأشكال العقوبات الجزائية البدائية, قد أوجدتها العلاقات بين الأطفال والراشدين, فإن الوقت قد حان للقيام بتحقيق مباشر لهذه النظريات وذلك عن طريق محاولة معرفة فكرة الطفل عن العدل بين الرفاق وهذا يستلزم دراسة موضوعين : موضوع العقوبة بين الأطفال وموضوع المساواة.

 

لا يستطيع أحد أن ينكر وجود عناصر للعدل الجزائي فى الحياة الاجتماعية للأطفال فالغشاش يطرد من اللعب, والضارب ينال جزاءه من اللكمات, إلى آخره.   غير أن المشكلة هي أن نعرف ما إذا كانت هذه العقوبات هي من نفس النوع الذي يفرضه عادة الراشدون.  الظاهر لنا أنها ليست كذلك, فعقوبة الراشد تؤدي في عقل الطفل إلى فكرة التكفير.  فالكذب, أو عدم الطاعة, مثلاً يعاقب الطفل على ارتكاب أيهما عادة بأن يحرم من التنزه أو من التمتع بما وعد به.   وهذه العقوبة في نظر الطفل هي نوع من وضع الأشياء فى موضعها, ففيها إصلاح للخطأ عن طريق تهدئة السلطة.

 

 

على أية حال, فإن العقوبة لا تعتبر “عادلة” إلا في الفترة التي تكون فيها السلطة موجودة ومعها التأنيب على الإساءة إليها.  هذا هو السبب فى أنه كلما مرت السنون واضمحل سلطان الاحترام من جانب واحد نجد أن عدد العقوبات التى يقرها الطفل يتناقص أيضًا تناقصًا محسوسا.   وقد رأينا في بداية هذا الفصل أن العقوبة التبادلية تحل بالتدريج محل العقوبة التكفيرية وينتهى بها الأمر في كثير من الحالات إلى أن تعتبر عديمة الفائدة بل وضارة.  أما العلاقات بين الأطفال, فعلى العكس من ذلك (ما عدا العلاقات بين صغار الأطفال وكبارهم كما في حالة قواعد اللعب) يصعب جدًا أن  تستند على السلطة, ولذلك يمكن أن يعتمد على فكرة التكفير.  والواقع أنا سنرى أنها تقريبًا تقع تحت ما سميناه عقوبة “بالتبادل” وهي تعتبر “عادلة” على أساس أن الترابط والرغبة فى المساواة بين الأطفال آخذان في الزيادة.

 

نستطيع أن نميز بطريقة عرفية بين نوعين من العقوبات بين الأطفال: الأول منهما مرتبط باللعب ويطبق حين يتعدى لاعب على إحدى القواعد المستعملة.  أما النوع الآخر فيظهر أحيانًا كلما كان السلوك السيء لشخص ما يتطلب انتقام الآخرين.   وكلما كان هذا الانتقام خاضعًا لقواعد معينة تجعله قانونيًا.   وسنرى أن هذا النوع الأخير من العقوبة لا يمكن إدراجه ضمن العقوبات التكفيرية, فالطفل حين يقابل الصفعة بصفعة مماثلة, مثلاً, لا يقصد العقاب بل إنه يدل على تبادل حقيقي.  كذلك سنرى أن المثل الأعلى الذي يتجه نحوه هو ألا يعطي الإنسان أكثر مما أخذ ، بل أن يراعي المساواة الحسابية.  أما العقوبات الجماعية فإنها جميعًا بالتقريب من النوع “التبادلي” فيما عدا حالة أو اثنتين سندرسهما الآن دراسة أدق :

 

فى دائرة اللعب وجدنا عقوبات لا تكفيرية فقط.   فالولد الذي يغش يطرد من اللعب فترة تتناسب مع درجة الذنب الذي ارتكبه.   أما الكرات التي اكتسبت بغير الطرق القانونية فتعاد إلى صاحبها أو توزع بين اللاعبين الأمناء.   وبالمثل, في حالة تبادل الأشياء, فإذا استغل القوي الضعيف فإن الحق يؤخذ منه بواسطة من هم أقوى منه، والبضاعة التي أخذت عن طريق الغش في القيمة, وهكذا.   وليس في أي من هذا عقوبة تكفيرية خالصة بالمعنى الذي يطلق عليها, وكل ما هناك جزاءات لرد الشيء الأصلي وأعمال طرد على وجود كسر في روابط الاتحاد, وهكذا.  ولا نلاحظ وجود عقوبة تكفيرية في غير حالات استثنائية عنيفة تظهر في حالة تلك الجرائم التي ميزها دوركايم بأنها ضد “الشعور القوي المحدود للإدراك الجماعى”.   مثال ذلك أنه في مدرسة داخلية بنوشاتل يُجر “المنافقون” (الفتانون) ليُعصروا, يُقصد بذلك أنه بعد اليوم المدرسي ينتظرهم الجميع ويجرونهم قسرًا إلى حافة البحيرة حيث يلقونهم فى الماء بملابسهم.   ولكن كيف يحدث أن كلاً منهم يعتبر هذه العقوبة قانونية.  من الواضح أن كل طفل عنده إحساس بالسلطة الأخلاقية التي تشرف علي الأعمال التي من هذا النوع, ولكن هل هذه السلطة هي سلطة الجماعة التي تراعى أثناء حدوث الحادث؟  وعلى الأطفال الذين يكونون فصلاً في لحظة ما ومرتبطون بعلاقات تبادلية.  هل هؤلاء الأطفال لمجرد أنهم مجتمعون ينجحون في إيجاد شعور جماعي يفرض عليهم أفرادًا وجماعات صفته المقدسة وبذلك يكون مساويًا لسطة الراشد؟  إن كانت الحال كذلك, فإن التمييز بين التعاون والقسر يكون وهميًا؛ فاتحاد مجموعة من الأفراد يعيشون معًا في حالة تبادلية يكفي لقيام الراشد أنواع القسر صلابة.   ولكن الموضوع ليس بهذه البساطة, ففي الحقائق التي نقوم بدراستها الآن يقوم عامل السن والتقاليد مما يجعل المثال الذى ندرسه مقابلاً لتلك الأمثلة التي يقوم فيها ضغط للراشد على الطفل.  فكي المذنب عادة قديمة ومحترمة؛ فالفصل الذي يقلد الحق الإلهي في عقاب المجرم هو فصل مدرك تمامًا بأنه يقوم بتقليد محترم في الوقت الحاضر.  ونحن نعتقد أنه يعزى إلى هذا القسر من ناحية التقاليد اعتبار العقوبة عادلة وتكفيرية.   وإني لأذكر يقينًا تلميذ بالمدرسة وقد امتلأت بوجدانين متعارضين حين دعيت لأداء الشهادة لأول مرة في إحدى هذه الغطسات المقدسة.   فمن جهة, قام عندي شعور بوحشية العقوبة (فقد كنا في فصل الشتاء) ولكن من جهة أخرى كنت أحس بإعجاب بل باحترام للكبار من تلاميذ الفصل الذين قاموا بدور نعرف جميعًا أنه يقوم به قادة الفصول العليا في مثل هذه المناسبات.    باختصار, فإن تغطيس المذنب – وهو العمل الذي كان انتقاميًا في باديء الأمر, والذي كان يبدو قاسيًا عند أولئك الذين يعنيهم الأمر بطريق مباشر – قد أصبح بالنسبة لي نوعًا من الطقوس انتقل من جيل إلى جيل, فهو تعبير عن عدل تكفيري, وهذا يدل على أنه في الحالات النادرة التي تكون فيها العقوبات بين الأطفال تكفيرية حقًا فإن عامل السلطة يتدخل – وهو عامل الاحترام من جانب واحد – ألا وهو عامل قسر جيل على جيل.   وفي كل حالة لا يتدخل فيها هذا العامل فإن العقوبات بين الأطفال تظل مجرد عقوبات “تبادلية”.

 

دعنا الآن نتقل إلى العقوبات “الخاصة”, وهذه في الأصل عقوبات انتقامية لمقابلة السيئة بالسيئة تمامًا مثل مقابلة الحسنة بالحسنة.  ولكن هل يمكن أن يخضع الانتقام إلى قواعد وبذلك يصبح قانونيا؟  سنرى أن الحال كذلك وأن هذه القانونية تتناسب مع نمو المساواة والتبادل بين الأطفال.

 

وضعت الآنسة رامبير السؤالين الآتيين على 167 طفلاً وهما :

  1. ضرب ذات مرة أحد الأولاد الكبار في مدرسة تمليذًا صغيرًا, ولم يستطع الصغير أن يرد عليه الضرب لأنه لم يكن من القوة بحيث يستطيع ذلك.   وفي يوم ما أثناء الفسحة أخفى تفاحة الولد الكبير ورغيفه فى دولاب، فما رأيك في هذا؟
  2. إذا لكمك إنسان فماذا تفعل؟

دلت الإحصائيات بكل وضوح على أن فكرة التبادلية تنمو بازدياد السن وأن العقوبة تصبح عادلة تبعًا لذلك.  أما بالنسبة للقصة الأولي فهناك إجابتين محتملتين : الأولى “أنه سيء السلوك”, والثانية “أن له الحق في الرد على العدوان”.   كان نصيب الإجابة الثانية النسب الآتية:

سن6 سن7 سن8 سن9 سن10 سن11 سن12
19% 33% 65% 72% 87% 91% 95%

 

وها هي ذي أمثلة لأطفال لم يقروا الولد الصغير على تصرفه.  ومن العجيب أن معظم هؤلاء الأطفال كانوا صغار السن.

 

ساف Sav (6)  – ما كان ينبغي أن يفعل ذلك فهذا منه سلوك شائن.  – لماذا؟  – لأنك جوعان ثم تبحث عن الطعام فلا تجده.  – ولماذا أخذ الصغير رغيفه؟  – لأن الكبير كان سيء السلوك.   – هل كان ينبغي أن يأخذه أم لا؟  – لا, لأن هذا سلوك سيء.

 

برا Pra (6)  – ما كان ينبغي أن يفعل ذلك لأن هذا رغيف الولد الكبير.  – لماذا  فعل ذلك؟  – لأن الولد الكبير كان يضرب الصغير دائمًا.  – وهل يجب أن يدعه يضربه؟   – لا كان ينبغي أن يدافع عن نفسه ولا يتركه يضربه بل يبتعد عنه.   – ولماذا لا يجب أن يأخذ الرغيف؟  – ليس من العدل أن تأخذ الأشياء بل يجب ألا تأخذ شيئًا.

 

مور Mor (6)  – ما كان ينبغي أن يأخذه.  – لماذا؟  – إن ذلك سلوك شائن.  – ولمَ فعله؟  – لأن الآخر قد ضربه.   – وهل من العدل أن تأخذه؟  – لا ليس عدلاً, فقد كان يجب أن يبلغ المدرس.

 

بلي Bli (6) – ما كان ينبغي أن يأخذه فقد كان لصًا.  – ماذا ينبغي أن يفعل؟  – أن يخبر أمه.  – وهل ينبغي أن يقابل الضرب بمثله؟   -لا, لأن أمه سوف تؤنبه (الولد الكبير).

 

ديد Ded (7)  – ما كان ينبغي أن يفعل هذا فليس منه جميلاً.  – ولمَ فعله؟  – لأن أخاه الكبير كان دائمًا يضربه.  – وماذا كان ينبغي أن يفعل؟ أن يترك الولد يضربه ثم يقول لأمه؟  – لا، أن يقابل الضرب بمثله.

 

ريك Ric (6 و7)   – ما كان ينبغي أن يفعل ذلك ففيه عصيان.

 

تى Tea (8)   – ما كان ينبغي أن يفعل ذلك.  – لماذا؟  – الولد الآخر بعد ذلك أخذ يبحث في كل مكان ولم يجد ما يأكله.  – ولمَ أخفى الرغيف؟  – لأن الولد الكبير ضربه.  – وهل هذا من العدل إذن؟  – لا.   – لماذا؟  – كان ينبغي أن يبلغ أمه.

 

مار Mar(8 و9) : ما كان ينبغي أن يفعل ما فعل.  – لماذا؟  – لأن في هذا سرقة.  – ولكن الولد الآخر ضربه؟  – كان ينبغي أن يبلغ المدرس.   – هل من العدل أن ينتقم؟  – نعم … (تردد) .. لا.

 

بريس Pres (10) – ما كان ينبغي.  – لماذا؟  – لأنه كان يسرق.   – وماذا كان ينبغي ان يعمل؟         – كان عليه أن يشكو.

 

جاك Jac (11) :  – ماكان ينبغي أن يفعل ذلك لأن الولد الكبير لم يجد ما يأكله.  – وهل يترك نفسه للضرب؟  – لا، كان يجب أن ينتقم وأن يطلب من شخص ما مساعدته في الانتقام دون أن يأخذ الرغيف.

 

تريب Trip (12) بنت – لقد أراد أن ينتقم ولكن ما كان ينبغي له ذلك.   حين لا يعاملنا الناس بالحسنى ينبغي ألا نقابلهم بالمثل بل نبلغ آباءنا.

 

 

من السهل أن نرى التوجه الذي يذهب إليه هؤلاء الأطفال, فمعظم الصغار, وقليل من الكبار, يرون أن الإنسان ينبغي ألا ينتقم لنفسه إذ أن هناك طريقة للإنصاف أكثر قانونية وأكثر تأثيرا, وهي الالتجاء إلى الراشد.  المسألة عند هؤلاء الأطفال, بهذا الشكل, إما أنها مجرد تخمين, أو سيادة لأخلاق السلطة على أخلاق العلاقة بين الأطفال.  فالفتنة (التي تشكل ذنبًا حسب القانون الأخلاقي الأخير) ليس لها أي تفسير. فالشئ المهم هو أن تلقى معاملة عادلة, وهؤلاء الأطفال يرون أن الانتقام خطأ من أساسه لأنه محرم ويجب ألا تقابل السيئة بالسيئة ولكنك تستطيع أن تطلب عقاب من أخطأ.   يضاف إلى ذلك أن الصغار من الأطفال يلومون بطل القصة لأن السرقة خطأ مهما كان الباعث عليها (الأخلاقية المادية) أما الكبار من الأطفال ممن اقتبسنا إجاباتهم الآن فإن السائد عندهم هو الخضوع التام أو الالتجاء إلى عدل الراشد كما تسود عندهم فكرة مؤداها أنه ليس هناك ارتباط كاف بين سرقة الرغيف والضربات التي أصابت الولد الصغير.   لهذا نجد جاك, وهو نموذج لهذا الاتجاه, يذكر لنا بكل وضوح أن الولد كان يجب أن يقابل هذه الضربات بمثلها أو يستعين في ذلك بولد كبير دون أن يأخذ الرغيف.  فالعدل, إذن, يقوم على التبادل لا على الانتقام الوحشي, إذ على المرء أن يعطي مثل ما أخذ, لا أن يخترع نوعًا من العقوبة التعسفية التي لا علاقة لها بالعمل المعاقب عليه.  فهؤلاء الأشخاص إذن لا يبعدون كثيرًا عن تأييد بطل القصة, ويبدأ جدلهم من نفس الأسباب.  وها هي ذي أمثلة لمن أيدوا الولد الصغير في عمله :

 

مون mon (6.5)  – كان على حق فيما فعل. – لماذا؟  – لأن الولد الكبير كان دائمًا يضربه.  – وهل من العدل أن يخفي الرغيف؟  – نعم.  – وهل في هذا حق؟  – نعم.

 

أود Aud (7.5)  – كان على حق. – لماذا؟ – لأن أخاه ما كان ينبغي أن يضربه.   – وهل من العدل أن ينتقم؟  (لم يفهم الكلمة)  – هل من سوء السلوك أن تفعل ما فعله الولد الصغير؟  – لا.

 

هل Hel (7.5)   – كان ينبغي أن يفعل ما فعل.  – لماذا؟ – لأن الولد الكبير كان دائمًا يضايقه.  – وهل من العدل أن يفعل ما فعل؟   – نعم كان عدلا.  – وهل كان على حق؟  – .. (فكر) نعم, كان على حق.

 

جاك Jaq ( 7.5) ( بنت ) – كان على حق. – لماذا ؟  – لأن الولد الصغير كان يضربه دائمًا.  – وهل هذا من العدل؟  – نعم.   ولكن جاك في مكان آخر أجابت هل من العدل أن تنتقم؟ – لا.   فسلوك الولد الصغير في نظرها, إذن, ليس عملاً انتقاميًا ولكنه عقوبة تبادلية.

 

ويد Wid(8.9) – كان عليه أن يفعل هذا لأن الولد الكبير كان يضربه دائمًا.  – وهل هذا عدل؟  هل من العدل أن ننتقم لأنفسنا؟   – يجب ألا تنتقم لنفسك.

 

كانت Cant (9.3)  – كان ينبغي أن يفعل ذلك.  – لماذا؟  – لأنه ضُرب.  – وهل من العدل أن تفعل هذا؟   – نعم.  – وهل هذا من الحق؟  – ما كان يجب أن يخفيه.  – لماذا؟  – كان عليه فقط أن ينتقم لنفسه.     – كيف؟  – كان ينبغي أن يضربه بقدمه.

 

أج Ag  (10)   – كان له كل الحق لأن الولد الكبير كان منحط السلوك.  – وهل هذا عدل؟  – نعم, فالكبار يجب ألا يضربوا الصغار.

 

باكين Bacine(1و11) (بنت)–   كان على حق فيما فعله لأنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه.  – وهل من العدل ما فعل؟  – ليس من العدل تمامًا إذ أن الولد الكبير قد أعطى الرغيف والتفاحة ثم لم يستطع أكلها.   – وماذا يجعله عادلاً تماما؟  – أن تعيد إليه الضربات.  وعلى هذا فإن السرقة التي قام بها الولد الصغير لم تنجح في أن تُعتبر العقوبة المناسبة.  العقوبة المناسبة هي في أن تعطي مثل ما أخذت. 

 

كول Coll(12,8)  – قد تعتبر عادلة  حيث ليس هناك شئ آخر يمكن أن يفعله ولكن, من جهة أخرى, قد لا يكون من العدل أن يأخذ رغيف أخيه.

 

 

 أمامنا, بهذا الشكل, واحد من اثنين: إما أن الانتقام هو أن تعطي مثل ما أخذت – وهذا هو العدل (حالة كانت) – أو أن تحاول إلحاق ضرر في نفس من ألحق بك الضرر بشكل خبيث.  وليس في هذا عدل – حالة جاك، ويد إلى آخره.  ولكن الأطفال جميعًا اتفقوا في نقطة واحدة من القصة الأولى, وهي أن الولد كان من الأفضل له أن يجيب على اللكمات التي نالته بلكمات مماثلة ولكن استحالة قدرته على الرد بالمثل قد تسمح له بأن يعيد توازن الأشياء عن طريق إخفاء غداء الولد الكبير.

 

أما السؤال الثاني, وهو هل يقابل الإنسان الضرر بالضرر؟  فإنه لا يثير أي صعوبات, والردود عليه في غابة البساطة؛ فهي تؤكد في ثقة تامة ألا يأخذ الإنسان ثأره (بالمعنى الخاص بالانتقام الخبيث) وألا يقابل السيئة بالسيئة.   مع ذلك, يتمسك الأطفال بفكرة تنمو بنموهم وتقوم على أن من العدل التام أن يكيل الإنسان لرفيقه اللكمات التي نالها منه.  وقد حصلت الآنسة رانبير على الإحصائيات الآتية.  ميزت الآنسة رانبير بين البنات والبنين في هذه الإحصائيات.   وهي :

    من سوء السلوك يعطى نفس ما أخذ يعطى اكثر

مما أخذ

يعطى أقل مما أخذ
    % % % %
سن6 بنات 82 18
بنين 50 37.5 12.5
سن7 بنات 45 45 10
بنين 27 27 46
سن8 بنات 25 42 8 25
بنين 45 22 23
 

سن9

بنات 14 29 57
بنين 29 57 14
سن10 بنات 20 80
بنين 8 54 31 7
سن11 بنات 33 67
بنين 31 31 38
سن12 بنات 22 78
بنين 67 10 23

 

وهذا دليل على أنه رغم وجود استثناءات تفصيلية كثيرة عند البنات والأولاد, فإن الميل نحو قانونية رد اللكمات بلكمات أخرى مماثلة يزداد بازدياد السن. فبينما نجد أن أكثر من نصف من هم في سن السادسة، ونسبة كبيرة ممن بين السابعة والثامنة, يرون أنه من “سوء السلوك” فإن هذه الإجابة تكاد تختفي بعد سن التاسعة.   ومع أن هذا التطور مشترك بين البنين والبنات فإنهما يختلفان فيما إذا كان ينبغي أن يعطى الإنسان أكثر مما أخذ, أو أقل, أو مثله تماما.   فالأولاد، وخصوصًا حوالي سن 7-8 يميلون لأن يعطوا أكثر.   أما الرغبة في المساواة فيكون لها أغلبية  الأصوات في سن متأخر حوالي سن 11-12.    أما البنات, فعلى العكس من ذلك, فبمجرد أن تعود الأغلبية ترى “أن من سوء السلوك” أن تضرب من ضربتها.   فإنهن يتمسكن بفكرة أن الإنسان يجب أن يعطى أقل مما ناله.  وسنبدأ بأمثلة ممن يرون أن “من سوء السلوك” أن تضرب من ضربك 

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

 

الحكم الأخلاقي لدى الطفل   – 43

جى Jea (6) (بنت)  – إذا ضربك أحد فماذا تصنعين ؟  – أخبر المدرسة. – ولم لا تضربين كما ضربت ؟ – لأن ذلك من سوء السلوك.

 

ساف Sav(6)  – ماذا تفعلين في هذا الموقف ؟  – أخبر أمي.  – ألا تضربين من ضربك ؟  – لا, فأنا أخاف أن يؤذيني ذلك, ولهذا أذهب وأخبر المدرسة حتى تعاقبه.   – ولم تضربه المدرسة ؟  – لأنه ولد سئ السلوك.   – وإذا كان ولداً سيئًا, فهل من حسن السلوك أن تعيدي إليه لكماته ؟   – لا. فذلك يجعلك سئ السلوك.

 

برا Bra(6) (بنت)  – ماذا تفعلين.  – أنادي أمي.  – ألا تضربين من ضربك ؟  -لا.   – ولم تنادين أمك ؟ – لأنه ما كان ينبغي أن يضربني بقبضة يده.   – وهل من العدل أن تقابلي لكماته بمثلها ؟  – ليس عدلاً. إنه سوء سلوك.

 

أو Au(7.9)  – أذهب وأخبر والدي.  – وإذا لم يكن هناك ؟  – أخبر المدرسة.   – وإن لم تكن هناك ؟ ألا تضربه ؟  – لا. – لماذا ؟  – لأنك تعاقب بعد ذلك إن العدل ألا تضربه ؟ نعم فالناس يحبوننا بعد ذلك وأمي وأبي يسرهما ذلك.

 

شا Cha (8)  – أخبر المدرسة ولا أضربه, فهذا سوء سلوك.

 

نن Nen (9.7)  (بنت)   – لا أضربها أبدًا, فأنا أحب أن يرى فىَّ مثلاً حسنًا, فأنا لست سيئة السلوك معها.

 

وثمة أمثلة لأولئك الذين يردون بأكثر مما أخذوا :

برا Pra (6.5)  – لا أدعهم يضربوننى.   – وكم لكمة أعطيت ؟  – واحدة بواحدة.   فإذا أعطاني واحدة أعطيته واحدة, وإن أعطاني اثنتين رددتهما له, وإن كانوا ثلاثاُ فسأعطى ثلاثاُ.   – وعشراً ؟   – أرد عليه بمثلها.   – أمن العدل أن تضرب من ضربك ؟  – نعم, إنه عدل.   – لماذا ؟  – لأنه ضربني أيضًا.

 

سكا Sca(7.5)  – أعيد إليه الضربات, فأنا في غير حاجة إليها.  (اللكمات التي أعطانيها) فأنا أعطيها للولد الآخر.  – وهل هذا عدل ؟  – نعم.  – لا لقد أخطأت.  يجب ألا ترد الضرب, فهكذا كان يقول أبوك.   – ولكني أحب ذلك, فلن أسمح للناس أن ينالونا لكما أو رفسًا.   وهكذا نجد أن سكا يعرف الدرس الذي أعطاه له أبوه ولكنه يرد على الضرب بالضرب, ويرى من العدل أن يفعل هذا.

 

هل Hel ( 7.5)   – أرد عليه باثنتين إن كانوا اثنتين، وستا إن كانوا ستا، وأربعا إن كانوا أربعا.        – وهل من العدل أن تقابل الضرب بمثله ؟   – نعم, منتهى العدل.

 

ديكDic (8.5)  – أدافع عن نفسي فأرد بضربة على كل ضربة.  – ولماذا لا تزيدين في الرد ؟  – لأن الشخص الآخر سيزيدني ضربًا, وإذا رددت باثنتين على واحدة فإنه سيرد على بأربع.   وهل فى هذا عدل ؟   – نعم.  ثلاثاً بثلاث فلا تتركه يفعل ما يريد وإنما تدافع عن نفسها.   – وهل هذا حق ؟  – ليس الحق كله (فديك ترى أنه غير مسموح به).

 

لـوك Luc ( 9.7) ( بنت)  – لقـد قابلت ضربها بمثله.   – وكم ضربة نالتها منك ؟  – بقدر ما نالني منها.   – ولم لا يكون أكثر ؟   – حتى ترد نفس الشئ.  – وهل هذا حق ؟  – نعم.

 

بي Pi (10)  – أعيد إليه واحدة وبنفس الشدة (الضربة التى نالته منه) واثنتين.   – وإذا كان قد ضرب خمساً ؟  – أرد عليه بخمس مثلها.  – ولم لا يكون أكثر ؟  – ذلك يضره ضررًا بالغًا.

 

إر Er (10.2) اجاب عن السؤال 1 بأن الولد الصغير ما كان ينبغي أن يسرق رغيف الولد الكبير وتفاحته   – لماذا ؟  – يجب ألا تنتقم من الناس.  – لماذا ؟  – لأن ذلك  ليس من الذوق ف شيء.   ولكن حين سألناه ماذا يفعل حين تناله لكمة من أى شخص أجاب  – أرد عليه بمثلها.  – وإذا ضربك اثنتين ؟ – أرد عليه باثنتين.   يجب ألا تزيد في الرد حتى لا يرد عليك الشخص الآخر بالمثل.  – وهل من العدل أن ترد على الضرب بمثله ؟  – نعم.   – أو تثأر لنفسك ؟  – لا, فأخذ الثأر ليس كالرد على اللكمات.

 

هن Hen (11.2)  – أرد عليه بلكمة.   – وإذا أصابك باثنتين ؟  – أرد باثنتين.   – وإن كانوا ثلاثاً ؟     – أرد بثلاثة.    – ولم لا ترد بأكثر ؟  – لأنى لا أحب أن أكون أسوأ منه, فأنا أرد عليه بمثل ما فعل.       – وهل هذا عدل ؟  – لا، فقد كان يجب أن أظهر بمظهر أحسن من مظهره.   – وهل الانتقام كالرد باللكمات ؟  – ليس بمثله, فمقابلة الضرب شيء أما الانتقام فوضيع.

 

إليس Elis (11) (بنت)   – أرد عليها بالضرب.  – وهل من العدل أن تفعلي هذا ؟ (ترددت)  – نعم, إنه عدل.   – إذا ضربك إنسان مرة ؟  – أرد عليه بأخرى, أما إذا رددت عليها باثنتين فليس ذلك عدلاً.

 

جى Je (7)  – ماذا تفعل لو لكمك إنسان ما ؟  – أرد عليه باثنتين.  – وإذا نالك منه ثلاث ؟  – أرد بأربع.  – وهل من العدل أن تفعل هذا ؟  – نعم.

 

إت Et (10)  – إذا أعطوني واحدة أرد باثنتين, وإن أعطونى ثلاثاً أرد بأربع.

 

وبنات يرون الرد على الاعتداء بأقل منه.

بو Boe (8.5) (بنت)  – يجب أن ترد.  – إذا ضربك ثلاث مرات ؟  – أرد بواحدة.   – ولم لا تردين بثلاث ؟   – ذلك يعتبر سوء سلوك.  – هل من العدل أن تردى على الضرب ؟  – لا, يجب ألا تقابل الضرب بضرب.

 

بر Per (10) (بنت)  – أقابل لكماته بلكمات أقل، ذلك أني لو قابلته بمثله أو أكثر منه أعاد الكرة.        – أمن العدل أن تقابلي الضرب بضرب ؟   – لا, ليس عدلاً.

 

ومن الأمثلة نرى أن الأطفال الذين لا يرون أن يردوا على الضرب (معظمهم من بين الصغار) هم في الأصل أطفال يميلون للخضوع, ويعتمدون على الراشدين لحمايتهم, وهم أكثر رغبة أن يحترموا الأوامر الصادرة إليهم, وفى أن يجعلوا الآخرين منهم يحترمونها فى إقامة العدل والمساواة بطرق تتناسب مع مجتمع الاطفال.   أما الأطفال الذين يرون مقابلة الضرب بمثله فهم أكثر اهتمامًا بالعدل والمساواة منهم بالانتقام الخالص منا يسمى.   وحالات “إر” و”هن” واضحة بنوع خاص.   فهؤلاء الأطفال لا يقرون الانتقام الخبيث, ولا المسكنة, ولكنهم يتمسكون بالتبادل الدقيق, ففيه العدل كله.   أما أولئك الذين يقابلون النوبة بأكثر مما نالهم فإن لديهم ميلاً نحو القتال يفوق الميل إلى المساواة بعينه هو الذي يتناقص كلما زاد العمر الزمني.

 

والآن نعود إلى السؤال يمكن أن يستغل كحلقة انتقال بين الحكم الجزائي والتوزيعي بين الأطفال وهو لماذا يجب ألا يغش الإنسان في اللعب.   فنسأل الطفل عن لعبته المفضلة ثم نقص عليه قصة الطفل الذي غش (مثل تغيير مكانه أكثر من اللازم أثناء لعب الكرات) فإذا قال الشخص إن هذا غش فإنك تسأله : ولم ينبغي ألا تغش فى اللعب ؟   الإجابات يمكن أن نضع لها 4 عناوين (1) أنها سيئة وممنوعة, و(2) أنها تخالف قواعد اللعب, و(3) أنها تجعل التعاون مستحيلاً (لا تستطيع أن تلعب مرة أخرى), و(4) أنها تخالف المساواة .

 

وإذا قسمنا الأطفال على أساس السن إلى مجموعتين : الأولي من 6-9 (ولنذكر أنه حوالى سن 9 تبدأ القواعد في الاستقرار), والثانية من 10-12 فإنا نلاحظ التغييرات الآتية كلما انتقلنا من مجموعة إلى أخرى : فالإجابات المؤيدة لسلطة القواعد (سواء الأخلاقية أو الخاصة باللعب) – وهى إجابات النوعين الأول والثاني – تنخفض نسبتها من 70% إلى 32% في حين أن إجابات النوعين 3 و4 التي تؤيد التعاون أو المساواة تصعد من 30% إلى 68% وأكثر من ذلك فإن البيانات يمكن أن تعطى بتفصيل أكثر.    والنوع الأول من الإجابات (أي أنه مجرد سوء سلوك أو ممنوع إلى آخره) تنخفض نسبته من 64% إلى 8% أما النوع الثاني من الإجابات فنسبته 6% ثم تصبح 24% بعد التاسعة.  أما النوع الثالث (التعاون) فترتفع نسبته من صفر% إلى 20%.   والنوع الرابع (المساواة) من 30% إلى 48%.

 

ومثل هذه النتيجة يسهل أن نفهمها إذا تذكرنا تحليلنا لقواعد اللعب.   فالصغار من الأولاد الذين يسود عندهم الاحترام من جانب واحد, والذين يوحدون بين قانون اللعب والقانون الأخلاقي, يرون أن الغش  “سوء سلوك”, مثله في ذلك مثل الكذب أو السب, فهو ممنوع بالأمر ويعاقب عليه.   ومن هنا كانت زيادة عدد إجابات النوع 1 قبل 8-9.   وهذه الزيادة يمكن أن تتضح بواسطة الصعوبات التي يواجهها الأطفال في تحليل أفكارهم، ولكننا نعتقد أنه يمكن أن يضاف إلى ذلـك العنصر الأخلاقي الذى وجهنا إليه النظر حالاً.  أما الكبار من الأطفال ممن أصبحت القواعد عندهم صادرة عن الجماعة فإنهم يذمون الغش لأسباب مرتبطة بهذه العلاقة الترابطية نفسها وبالمساواة الناتجة.   وها هى ذي أمثلة للنوع الأول :

 

دم Dem (6.2)  – إنه من سوء السلوك.  – لماذا ؟  – يجب ألا تغش أبدًا.  – لماذا ؟  – هذا ما قاله لي أخي الأكبر.

 

بريل Brail (6)  – ليس هذا عدلاً، فالآخرون لا يسمحون لنا بالغش ويقولون “اخرج”.

فان Van (6.5)  – لأنه لا يجب.  هذا سوء سلوك.  – لماذا ؟  – لأن هذا منتهى سوء السلوك.           – ولماذا كان سيئًا ؟   – لأنه لا ينبغي أن تفعل ذلك بالمرة.  – ولم لم تفعله ؟  – لأنه في غاية السوء فيجب ألا تقوم به.    – ولم يجب ألا تفعله ؟   هو كذلك.

 

جريم Grem (7.2)   – يجب ألا تقوم به.  – لماذا ؟  – لأنه سلوك سئ.   – ولماذا ؟  – لأنه من السوء أن تقوم به.

 

جيز Gis (8) (بنت)  -لأنه ليس من الذوق. – لماذا ؟ – يجب ألا تغش أبدًا.  – لماذا ؟  – لأنه شئ مكروه.  – لماذا ؟  – يجب ألا تغش أبدًا لأنه شئ سيء للغاية.

 

يدور الجدل, حول هذا.   أى حول أن هذا الشيء ممنوع.   أما إجابات النوع الثاني فلا تختلف كثيرًا.

زيـر Zur (6.6)  – إنها ليست للعبة.   – لماذا ؟ – لأنه ما كان يجب أن يفعل ذلك لماذا ؟  – لأن الذي غش قد أفسد اللعب فلا تلعب مرة أخرى.  – لماذا ؟  – لأن ذلك خبث.

 

شري hri (6.10)  – يجب ألا تغش.  – لماذا ؟  – لأنه ليس عدلاً.  – لماذا ؟ – لأن ذلك لا ينهي اللعب. واللعب في هذه الحالة خطأ.

 

فال Wal (7.50) غير مسموح بذلـك لأن هذا ليس لعباً .

 

مارج marg (9) ليس هذا عملاً صحيحاً – ولم يجب ألا يغش ؟ لأن هذا ليس هو اللعب . ولماذا ؟ يجب ألا تفعل ذلـك – ولم لا ؟ لأن هذا ليس هو اللعب.

 

وها هى ذي أمثلة للنوع الثاني (التعاون).

شا Scha (7) الناس يجب ألا يغشوا وإلا فلن تلعب معهم مرة أخرى ( أنت لا  تلعب مع الغشاشين مرة أخرى ) ولن تحبهم . لماذا ؟ أن يصبحوا سيئ السلوك .

 

جو Go ( 2و7 ) ” إنها تقضي على اللعب وتجعل الآخرين فى حالة غضب . لقد عبثت باللعبة وجعلتنا فى حالة غضب ولن نستطيع اللعب أكثر من ذلـك .

 

برو Bru ( 2و9 ) ” إنها تقضي على اللعبة .

 

تز Tis (1و10) ” لن نرغب فى اللعب مرة أخرى – لماذا ؟ لأنه ليس عدلاً – ولماذا ؟ لانه لو فعل كل إنسان ذلـك فلن يرغب أحد فى اللعب مرة أخرى ” .

 

فى Wi (10) ” ليس هذا هو اللعب الصحيح ففيه خداع لاللآخرين ولماذا يجب أن نلعب وفق القواعد الصحيحة ؟ حتى نكون أمناء حين تتقدم بنا السن ” ( فها هو ذا ولد يعرف كيف أن لعبة منظمة تنظيماً صحيحاً قد تكون أفيد من درس فى الأخلاق ) .

نيف Thev (10) ” إنه عمل سيء – لماذا ؟ لأن ما فعلته خطأ وما كان ينبغي أن تفعل هذا – وافرض أنها خسرت ؟ من الأفضل أن تخسر من أن تخدع – وافرض أنها غشت وخسرت أيضاً ؟ تكون قد عوقبت ( بالتبعية ) إذ ليس من العدل أن تكسب – ولماذا لا تغشين ؟ لأن فيه كذباً ” .

بيرو Pero (10) قل لهم إذا ارتكبتم غشأ فلن نلعب معكم بعد ذلـك . لماذا ؟ لأن الناس الذين يغشون هم من النوع الذميم .

 

زاك Zac (11) ليس هذا جميلاً – لماذا ؟ – لأنك لن تجد فيه أى ظرف بل تسميه كاذباً .

 

بويل Boil (12) إذا غش الناس فلا داعي للعب .

وأخيراً ها هى ذى بعض حالات من النوع الرابع ( المساواة ) :

 

مير Mer 6و9 ليس هذا عدلاً . لماذا ؟ لا يفعله الآخرون ويجب ألا تقوم به أيضاً .

ذير Ther( 7و9 ) ليس هذا عدلاً بالنسبة للآخرين .

 

بر Per (9و11) ليس من العدل أن تكسيب ما ليس لك حق فيه ( في أن تكسبه ) .

 

جس Gus (11) ” ليس عدلاً – لناذا ؟ فالآخرون لم يغشوا فلبس ذلـك عدلاً “.

 

جاك Gac (12) إن فى هذا ظلماً للآخرين .

 

ومن السهل أن نجد بين الإجابات التي تؤيد التعاون وتلك التي تنحاز أكثر نحو المساواة مجموعة لا حصر لها من المراحل المتوسطة.   فالترابط والمساواة عند الطفل وغيره يعتمد كل منهما على الآخر. باختصار. يمكن أن نجد نوعين أساسيين من الإجابات: أحدهما يؤيد السلطة (النوع الأول والثاني) والآخر يميل إلى التعاون (النوع الثالث والرابع).   ومن الطبيعي أن تقوم بينهما حالات متوسطة.   على ذلك, فليس هناك اختلاف تام في الجنس بين إجابات ثيف وإجابات النوع الأول ولكن, بصفة عامة. نجد النوعين متميزين, فالنوع الثاني يأخذ بالتدريج في التغلب على الأول.   ولعله من المناسب أن نسترجع نتائج البحث الذى قمنا به على الكذب (الفصل 2 الفقرة 4) فإن له أثرًا على مشكلة المساواة بين الأطفال: هل يستوي الكذب على الأطفال مع الكذب على الكبار أم  يختلف ؟   تشير النتائج التي وصلت إليها الآنسة رانبير إلى أن 81% من الأطفال بين السادسة والتاسعة من العمر يرون أن الكذب على

الكبار أسوأ على حين يرى 51% من الأطفال بين العاشرة والثالثة عشر أنهما متساويان في السوء.  بينما يرى 17% من هؤلاء أن الكذب على الأطفال أسوأ من الكذب على الكبار.

#كمال_شاهين

#تطوير_الفقه_الاسلامي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.