يهودية من أصل يمني ترد على من دعاها إلى الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

Muslim, Christian and Jew2.jpg

ليس لي إلا أن أحمد الله تعالى بأن أمتنا البشرية تتحدث أحيانا بلغة الإنسان وتبتعد عن لغة الأسود والنعاج أو القطط والفئران. قرأت ما كتبه الإخوة والأخوات الأفاضل:

#نجاة_النهاري  اليهودية.

و #نهلة_النمر  المسلمة.

و #محمد_الزيادي  المسلم.

 لقد قاموا جميعا بالإفصاح عن بعض ما يكنونه في قلوبهم بكل شفافية واحترام للآخر. حتى ما كتبه الأخ الزيادي فقد يتراءى للقارئ بداية بأنه ينطوي على نوع من التعصب للمعتقد ولكن بالإمعان فيه يظهر العكس. إنه كغيره يؤمن بأمر يرى بأن من واجبه الإصرار عليه فلعله إن رأى العكس أن يغير رأيه أو منهجه في ملاحظة فكر الآخرين. فأنا لا أسمح لنفسي بالرد عليهم بل أقوم أيضا بإظهار ما أحتمله صحيحا لعلهم يهتمون بما أكتب دون أن ينظروا إلى من يكتب. نحن نناقش الأفكار المحضة ولا نناقش شخصيات المفكرين. ولذلك فسوف أتناول الأفكار دون ذكر الأشخاص.

  1. ما هو الدين؟ هل هو ما نراه بين الناس أم هو ما يحمله كل شخص في قلبه تجاه الحقيقة. فما يظهر من الناس قد يفصح عما في قلوبهم وقد لا يفصح. فالدين ليس ظاهرا بل هو باطن. قال تعالى في سورة الحجرات: قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18). كل الآيات الثلاث تتحدث عن أن الدين غيب في قلب الإنسان  والذي يعلمه هو الله تعالى ولكن الدين يظهر أحيانا في بعض التصرفات ولا يمكن الاستناد إليه. قال تعالى قبلها في نفس السورة وعلى أساسها كما يبدو أنزل الآيات أعلاه: قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15). أظهر الأعراب الذين أتوا من البادية كما يبدو الإيمان وهو أول مرحلة من مراحل قبول الدين. فقال الله تعالى لرسوله بأنهم لم يؤمنوا بقلوبهم ولكنهم أسلموا للسلطة والقوة التي ظهرت وسيطرت على النظام فقط. لكنه تعالى يتقبل هذا الإيمان الضعيف بالإسلام إن اقترن بالطاعة الظاهرية لله وللرسول الذي كان يبلِّغ حكم الله تعالى آنذاك. وهذا حكم لا يمكن تعميمه إطلاقا فلا أحد يحل محل الرسول إلا بالادعاء الباطل كما نراه بين أصحاب المطامع والمطامح مع الأسف.

ثم إنه تعالى وضح الإيمان المضطرب بأنه قد يصبح حقيقة لو أن صاحبه لم يرتَب بل جاهد في سبيل الله بماله ونفسه فهو الصادق في إيمانه. والجهاد مسألة لا يمكن تعميمها إطلاقا إذ لا جهاد ولا قتال في سبيل الله إلا إذا حكم الله تعالى فعلا وبصورة واضحة وهي لن تتحقق في غياب الوحي. كل ذلك بيان لحالة خاصة في ذلك اليوم إثر إرادة سماوية جازمة لإجراء اختبار خاص للبشر ليرى ربنا درجة تغيير البشر من الاختلاط في العقيدة إلى الخلوص عند ظهور خاتم النبيين عليه السلام. ولذلك نرى كل ذلك أنزل غب هذه الآية العامة التي توضح حقيقة الأناسي من حيث اختلافهم في خصوصياتهم الفردية والقومية. قال تعالى قبل ذلك: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13). فمسألة الإكرام عند الله تعالى هي مسألة عند الله فعلا ولا علم لأحد به ولا يعلم البشر بمن فيهم رسل الله شيئا عن علاقة الأفراد بربهم وعند ربهم. والكائن يفقد إرادته كاملة عند الله تعالى فتبقى هناك حقيقته ولا شيء غيرها.

والإسلام المذكور في الآيات ليس هو الإسلام الذي وصل إليه بعض كبار الأنبياء مثل إبراهيم الذي اعترف القرآن له ولإسماعيل وحدهما بأنهما أسلما لله تعالى. ذلك الإسلام يمثل مرحلة متطورة من الإيمان وأما إسلام الأعراب فهو تسليم للواقع المفروض وليس تسليما للحقيقة. والإسلام قد يضمر السلام ولكن ليس معناه السلام بل معناه التسليم الاختياري للحقيقة. والحقيقة مفهوم تتغير في ذهن الأشخاص بتغير أفكارهم وتطور معلوماتهم فلا نرى في الطبيعة شيئا اسمه الحقيقة وكل ما دونه باطل بل نرى ذلك في الأديان لا في الطبيعة. نحن كمسلمين مثلا نؤمن بأن الله تعالى هو الحقيقة المطلقة وهو سبحانه أصل الوجود وأنه يدير كل الوجود بإرادة تكوينية جازمة ولكنه أعطى فرصة اختبار لبعض الكائنات فمنحهم الاختيار شبه الكامل ليختاروا وينفذوا بعض ما يختارون ليختبرهم فقط. تلك هي إرادة تشريعية غير ملزمة ولكنها في نهاية المطاف توضح حقيقة الإنسان النفسية بالبرهان العملي.

  1. الاختيار الذي ذكرته أعلاه والذي يمثل بالنسبة لله تعالى مظهرا من مظاهر إرادته التشريعية هو ما يسميه الناس دينا. ويظن غالبية الناس بأن ذلك الدين الذي هو مظهر من مظاهر الاختيار يجب أن يفرض على الأولاد وعلى كل من يمكنهم أن يفرضوا عليه ليعيشوا حياة دنيوية سليمة وآمنة. لكنهم لتبرير عملهم يقولون بأن من يدين بهذا الدين فهو يدخل الجنة وكأن مفاتيح الجنة بأيديهم. وعلى أساس فكرتهم الخاطئة يقولون مثلا: الجنة تحت أقدام الأمهات؛ أو يقولون بأن الناس يجب أن يتبعوا الأحبار والقساوسة ورجال الدين الذين هم جميعا يؤيدون الملوك والحكام عادة. ولكن الله تعالى في القرآن يقول لرسوله الأمين بأن يده لا تملك القدرة على أي أمر وراء الطبيعة المشهودة.

قال تعالى في سورة هود: فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12). وقال تعالى في سورة القصص: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56). وقال تعالى في سورة الرعد: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27). وتدل الآية الأخيرة دلالة واضحة بأن الرسل ليسوا مأمورين بالهدى بل هم مأمورون بإبلاغ رسالات الله تعالى والهادي هو الله تعالى. وفي حالة رسولنا فإن البشرية قد وصلت حد التطور الكامل ولذلك ختم الله تعالى به الرسل وترك الأمر للناس ليفكروا بأنفسهم.

وقال تعالى في سورة آل عمران: وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128).

فليست الجنة تحت أقدام الأمهات ولا بيد الرسل الكرام ولا بيد أي شخص غير الله تعالى نفسه. وليس الدين هو ما يفرضونه على غيرهم. ما يفعلونه غير مشروع ولا يحق لهم أن يغيروا سياسة ربنا في اختبار عبيده كما يشاء. لو فعلوا ذلك فقد فرضوا أمرا على غيرهم وهو ليس ما يدين به الأفراد لربهم بمحض اختيارهم. اليهودية والمسيحية والإسلام في أصلها تمثل الدين الذي اختاره الله تعالى لعبيده في مختلف حالاتهم التطورية على مر الزمن. وما يفرضه اليهود على أولادهم والنصارى والمسلمون على أولادهم وأولاد غيرهم ليس دين الله تعالى بل هو نظامهم الاجتماعي الذي سموه دين الله.

قال تعالى في سورة البقرة: وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132). وقال تعالى في سورة يونس: وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (100). الرجس تعني توقف الحركة التطورية كما أظن والعلم عند المولى عز اسمه.

  1. لدينا اليوم كما هو معروف ثلاثة أديان سماوية هي اليهودية والمسيحية والإسلام. هذه الأديان عبارة عن قوانين سماوية أنزلها الله تعالى ليختبر بها عبيده ولا دخل لها بالرسل ولا بمعتنقي تلك الأديان. فبعض يهود إسرائيل اليوم الذين يسرقون أراضي غيرهم بالقوة ويقتلون من يخالفهم لا يمثلون دين موسى عليه السلام والمسيحيون الذين أشعلوا حربين عالميتين لا يمثلون دين المسيح عليه السلام والمسلمون الذين يفرضون الدين على غيرهم بالقوة ويعتمدون على السيف في نشر دين الله ليسوا وكلاء الله تعالى في الأرض ولا يمثلون دين النبي الأمين محمد عليه السلام.

أما قرآنيا فالأديان الثلاثة ليست مخالفه لبعضها بل هي كلها دين واحد. قال تعالى في سورة فصلت: مَا يُقَالُ لَكَ إِلاّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43). وقال تعالى في سورة النساء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (136). وقال تعالى في سورة المائدة: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ  (68) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69).

لم يكن لدى المسلمين الأوائل وهم الذين عاصروا رسولنا وعاصروا من نسميهم الخلفاء الأربعة وهم أقرب الناس إلى الرسول، لم يكن بيدهم كتاب غير القرآن والتوراة وكذلك الإنجيل. فكل ما بيدنا من كتب لا تمثل الإسلام بل هي كتب بشرية تنبئ عن أفكار أصحابها ولا حجة فيها ولا يجوز لنا العمل بها ولا يصح الاستناد إليها. فأرجو أن يعلم إخواننا من اليهود والنصارى كما أرجو أن يعلم المسلمون بأن المسلمين لا يمثلون الإسلام مثل ما أن المسيحيين لا يمثلون الذين قالوا نحن أنصار الله في جواب رسولهم الذي نادى: من أنصاري إلى الله؛ واليهود لا يمثلون المؤمنين الذين هادوا.

فمما لا شك فيه بأن الذي يريد أن يتحول إلى الإسلام بناء على ما يفعله المسلمون فهو يتحول من عقيدة بشرية إلى عقيدة بشرية أخرى لا علاقة لها بدين الله تعالى. أما الذين هادوا والذين قالوا نحن أنصار الله فهم بطبيعتهم مسلمون بالقرآن وهم الذين قال الله تعالى عنهم في سورة آل عمران: لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115).

وهم الذين يجوز للمسلمين أن يأكلوا من ذبائحهم ويتزوجوا معهم كما قال سبحانه في سورة المائدة: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5). إنهم يحملون شرفا رفيعا فوق بقية الذين آمنوا برسولنا وهو بأنهم كانوا يدينون دين الحق من قبل نزول القرآن. وأنا لا يمكنني قبول أن رسولنا لم يكن مسيحيا قبل أن يستلم الوحي الجديد. ولا أعرف معنى قول الذين يقولون بأنه على دين إبراهيم؟ فلو كان إبراهيم حيا حين نزول التوراة على ابنه موسى لآمن به كما كان سيؤمن بابنه عيسى أو ابنه محمد عليهم جميعا سلام الله تعالى. ولا يمكن أن يختار الله تعالى شخصا لا يدين بدينه الذي أنزله على عيسى خاتم أنبياء بني إسرائيل مع وجود الكثير من الطيبين من المتدينين بالمسيحية ومنهم ابن عم زوجته الفاضلة خديجة رضي الله عنها وعن ابن عمها.

فحينما يمدح الله تعالى أهل الكتاب الذين آمنوا برسالته الختامية فإنه يمدح بذلك محمدا أيضا. والعلم عنده سبحانه.

  1. أما الإخوة الذين ينادون بالخلافة الموسومة بالإسلامية فإنهم يتحدثون عن أفكار بشرية لا علاقة لها بالإسلام. لا ينطوي القرآن على الخلاقة الإسلامية ولا على الحكومة الإسلامية ولا على النظام السياسي الإسلامي ولا على الاقتصاد الإسلامي ولا على الحكومة العالمية. كل ذلك ادعاءات بشرية خاطئة لا علاقة لها بالله تعالى ولا بالقرآن العظيم. الحكومة العالمية تمثل الطغيان والفسوق ولا يمكن أن يأمر بها الله تعالى. ولنا في سليمان أكبر مثل للحكومات المدنية الخاصة بالمدن. حكى الله تعالى لنا حكاية سليمان في القرآن الكريم فقال سبحانه في سورة ص: وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39). نحن لا نعرف طلب سليمان بالضبط فهل كان التفوق الكيفي أم التفوق التوسعي أم التفوق الشامل؟ لكننا رأينا في المقابل أن الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده لم يشمل مدنا أخرى غير الرقعة الجغرافية التي كان يحكمها فعلا وهو أورشليم وبعض البلاد التابعة لها وليست حكومة عالمية. ويمكنكم قراءة القصة في سورة النمل من الآية 21 لغاية الآية 44.

والحكاية باختصار أن سليمان علم بوجود امرأة تعبد الشمس في منطقة جغرافية ستكون مكانا لظهور الإسلام. وكما يبدو بأن الله تعالى أمره بأن ينظف المنطقة العربية من عبادة الشمس فهي خطيرة قد لا يتمكن الرسول العربي من مقاومتها. هذا ما أظنه طبعا. واكتفى سليمان بأن أقنع الملكة بأنها تجهل التطور العلمي فلا تعلم شيئا عن ظهور صناعة الزجاج كما تجهل قوانين بلدها فظنت بأن ما أروها هي هي، فقالت كأنه هو. فهي ملكة غير قوية ولذلك اقتنعت وتركت دين آبائها وأسلمت مع سليمان وأظن بأنها كانت غازية من بلاد فارس. فأين الحكومة العالمية؟ بل ما يدعو إليه إخواننا في مصر وعند الذين ينتظرون المهدي فهي دعوات بشرية لا أساس لها عند الله بل هي دعوة للديكتاتورية المحضة. أعاذنا الله تعالى من الخلافة الإسلامية الفاسدة ومن الحكومات الإسلامية الفاسدة ومن أية حكومة عالمية تضر البشر ولا تفيدهم.

  1. وأخيرا من أراد أن يعرف حقيقة الإسلام وحقيقة دين المسيح وحقيقة دين موسى فليمعن في القرآن الكريم فسيرى الأديان الثلاثة موحدة  ومفسرة تفسيرا مستدلا في القرآن. وبعد ذلك يختار الدين الذي اصطفاه الله تعالى لعباده عن علم ودراية. لا عبرة إطلاقا بالحالة الفعلية للمسلمين فمن يدري لعل الذين يعيشون في الدول الأسيوية الذين يمثلون الأغلبية من المسلمين سوف لا يتقاتلون بينهم وقد ظهرت بوادر الظلم بينهم مع الأسف. ولا عبرة إطلاقا بما فعله أو يفعله المسلمون في أي مكان وأي زمان فالعبرة بأصل الإسلام وهو فقط ما وضحه ربنا في الكتاب السماوي الذي يؤمن به كل المسلمين بلا استثناء. لم يدعونا ربنا في القرآن بأن نتبع المسلمين بل دعانا بأن نتبع الرسل الكرام الذين حملوا رسالاته فقط. وبالنسبة لنا فإن رسالة محمد عليه السلام هو القرآن فقط وليس غيره. قال تعالى في سورة الأعراف: كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3).

ولا يسعني في  النهاية إلا الاعتراف بأن اليهود في كثير من مناطقنا لم يكونوا شاعرين بالحرية وكان الكثير منهم مضطهدين وإذا رأينا فتاة عاقلة حكيمة من بني إسرائيل وهي تتكلم بحرية وأمان وإخلاص فهذا لا يعني بأنها لم تكن مضطهدة. إن الكثير من المظلومين يكرهون أن يفصحوا عن مظلوميتهم ولكننا نعرف من سعيهم للخروج من مسقط رأسهم بأنهم لم ينالوا الحرية الكاملة والعدالة الإنسانية التي تشعرهم بأنهم سواسية مع غيرهم. فأنا من ناحيتي كعربي وكمسلم أعتذر من كل من ظلم في بلادنا سواء اليوم أو في الفتوحات الإجرامية التي تمت باسم الإسلام وباسم نشر دين الله والإسلام بريء من المظالم والله تعالى يلعن الظالمين دون أن يهتم بما يعلنون من تسليم كاذب لله تعالى.

وشكرا لمن يطلع أو تطلع على هذا وسلام عليه وعليها.

أحمد المُهري

10/6/2017

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence

 

وإليكم رسائل الأشخاص الثلاثة نشرها أخونا الفاضل هيثم البياتي رعاه الله تعالى نقلا عن أخينا الفاضل سماك العبوشي أبو عمر حفظه الله تعالى. هذه الرسائل مسبوقة ببيان الأخ العبوشي.

أحمد المُهري

 

السلام عليكم…

وردني عبر الفايبر من صديق عزيز مقال للكاتبة اليمنية اليهودية نجاة النهاري تضمن تساؤلات دغدغت للوهلة الاولى مشاعري كما دغدغت مشاعر الكثيرين قبلي لما تضمنته من نقد عنيف وصادق لأوضاعنا العربية والاسلامية في أيامنا هذه، وبحثت عن نص المقال في المواقع الالكترونية كي انسخه واحتفظ به في ارشيفي من المقالات الهامة والخطيرة، فوجدت هناك عن طريق الصدفة مقالين جاءا ردً على مقال هذه الكاتبة، ولأهمية ما طرحه هذان الردان فقد ارتأيت أن أشرككم بها جميعا من باب التثقيف والوعي …

أدناه نص مقال هذه الكاتبة اليمنية اليهودية، أما مقالا الردين فتجدونهما تاليا … .

 

والله من وراء القصد.

والسلام عليكم

سماك العبوشي

أبوعمر

6 حزيران 2017

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص مقال الكاتبة اليهودية اليمنية:

يا ترى المسلمون اليوم بماذا سيغرون اليهودي لدخول الاسلام..!

نجاة النهاري  … / كاتبة يهودية من اليمن
كثيرون وجهوا لي الدعوة للتخلي عن معتقدي اليهودي ودخول الاسلام، وكثيرون أيضاً يلعنونني كل يوم ويصفوني بالكافرة ويقولون ان غير المسلمين مصيرهم إلى نار الله.
بعث لي أحد الأصدقاء قصة جميلة عن النبي محمد ويهودي كان يسكن جواره ويلحق به الأذى والنبي يصبر عليه، وعندما مرض اليهودي زاره النبي فخجل اليهودي من اخلاقه ودخل الاسلام… عندما قرأتها فهمت أن تصرفات واخلاق النبي محمد كانت هي مقياس اليهودي للاعجاب بالاسلام واعتناقه قبل حتى أن يقرأ مافي القرآن.. ولحظتها تساءلت مع نفسي:
​​
يا ترى المسلمون اليوم بماذا سيغرون اليهودي لدخول الاسلام..!؟
أرجو أن لا تغضبكم صراحتي، فأنا أحاول أن أفهم الاسلام على طريقة اليهودي الذي أسلم بسبب تصرفات النبي قبل كلام القرآن.. وسأناقش الموضوع بثلاثة نقاط:
أولا- المسلمون اليوم مذاهب متعددة وكل مذهب يعتبر الآخر “كافر” ويحلل قتله.. فلو أردت – كيهودية- دخول الاسلام فهل أدخله من باب “السنة” أم “الشيعة” أم المذاهب الأخرى؟ وأي منها أعيش فيه بسلام ولا يحلل قتلي أنصار مذاهب الاسلام الأخرى!؟
تحدثت لصديقتي المسلمة في بيروت عن دعوات الأصدقاء لدخول الاسلام، وأثناء النقاش فوجئت أن المسلمين يرددون كلام مقدس للنبي محمد بأن المسلمين سيتفرقون الى (70) فرقة كلها سيعذبهم الله في النار باستثناء فرقة واحدة ستدخل الجنة. فسألت صديقتي عن اسم هذه الفرقة فقالت أنها لا تعرفها ولا يوجد مسلم يعرفها لكن كل فرقة تدعي أنها هي المقصودة…!!
تساءلت مع نفسي: يا ترى إذا أراد يهودي دخول الاسلام فعند أي فرقة يذهب ليتحول الى مسلم؟ ومن من علماء المسلمين يعطيه ضمان أكيد بأنه سينضم للفرقة الصحيحة التي لايعذبها الله!؟ فهذه مغامرة كبيرة وخطيرة جداً.
ثانيا- المسلمون اليوم يتقاتلون بينهم البين في كل مكان، ويذبحون بعضهم البعض بطرق بشعة جداً.. فكيف يقتنع اليهودي بدخول الاسلام إذا وجد المسلم يقتل أخيه بسبب الدين نفسه، بينما لايمكن أن يسمع أحدكم بأن اليهود يقتلون بعضهم البعض بسبب الدين، بل على العكس اسرائيل اقامت دولتها بسبب الدين.
قبل يومين قرأت تقرير تم تقديمه للأمم المتحدة من دول عربية مسلمة يتحدث عن (80) ألف مسلم تم قتلهم في سوريا خلال سنتين فقط بأيدي المسلمين سواء من النظام أم المعارضة. ورأيت مقطع فيديو لأحد مقاتلي المعارضة وهو يخرج قلب جندي ويأكله- أي مسلم يأكل قلب أخيه المسلم..!!!
كما كنت قرأت إحصائيات عن عدد القتلى في العراق خلال الحرب الأهلية (المذهبية) تقدرهم بأكثر من 280 ألف عراقي غالبيتهم العظمى مسلمون وقليل جداً بينهم مسيحيون.
سأكتفي بهذين المثلين، وأترك لكم التفكير والتأمل والتساؤل كيف يمكن لليهودي أو المسيحي أن يقتنع ويطمئن قلبة لدخول الاسلام إذا كان هذا حال دول المسلمين؟ مع إني واثقة كل الثقة أن ما يحدث ليس من تعاليم الاسلام لأن جميع الأديان السماوية تدعو للسلام.
ثالثا- عندما النبي محمد دعى الناس للاسلام فإنه أغراهم بالحرية والعدل والخلاص من الظلم والجهل والفقر لذلك تبعوه الناس. لكن اليوم عندما المسلمون يدعون اليهود لدخول الاسلام بماذا يغرونهم؟
لنكون صريحين وصادقين: فمعظم دولنا العربية الاسلامية يعمها الفقر والجهل والظلم وانتهاكات حقوق الانسان وتفتقر للتنمية والقوة الاقتصادية، ولولا ذلك لما قامت ثورات الربيع العربي. بينما الدول التي يديرها مسيحيون ويهود ممن يعتبرهم البعض (كفار) أصبحت هي من تغري المسلمين للهجرة اليها والعمل او العيش فيها.. بل هي من تصنع للمسلمين حتى ملابسهم الداخلية.. وأرجو المعذرة لذلك فليس القصد السخرية وإنما اعتراف ومصارحة بالواقع الي يعيشه العالم اليوم!
صحيح أنا يهودية لكنني أحترم الاسلام وأجد فيما يحدثني عنه المسلمون دستوراً عظيماً للحياة الانسانية، وتمسكي بعقيدتي ليس كفراً كما يعتقد البعض، فقد بعث لي أحد الاصدقاء بنص من القرآن يؤكد أنه لم يكفر أصحاب الأديان ويقول هذا النص ((ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون))!
لذلك بدأت أقرأ دراسات عن القرآن وكل يوم تزداد حيرتي أكثر وأبقى أسأل نفسي: لماذا إذن العالم الاسلامي وصل الى هذا الحال رغم انه لديه دستور ديني رائع ونبي عظيم كان يجعل اليهودي يتبعه بسلوك صغير قبل معرفة مافي القرآن بينما اليوم ينظر غير المسلمين الى المسلم بريبة وخوف!!؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

الرد الاول على مقال الكاتبة اليمنية اليهودية نجاة النهاري:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ن بوست

http://www.noonpost.org/content/2264

أسئلة “نجاة النهاري” المشروعة

  • 26 مارس 2014

نهلة النمر

صحفية فيديو مصرية

 

انتشر مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي مقال قديم يرجع إلى نحو عام من تاريخ كتابة هذه السطور، لكاتبة يهودية هاجرت إلى إسرائيل من أصول يمنية، تطرح مجموعة تساؤلات رآها الكثيرون أنها مشروعة فتناقلوها على نطاق واسع، رغم أن ما كانت تحتاج إليه الكاتبة هو إجابات وليس “شير”.

لكن للأسف نحن كمسلمين نشأ بيننا وبين مشاكلنا نوع من التطبيع والتصالح، وأصبحنا نكتفي بترديدها ونستعذب التغني بها، كشكل من أشكال إراحة الضمير .

ما أبحث عنه في هذا المقال هو تحليل موضوعي لأسئلة الكاتبة المطرحة دون شعور مقدم بالذنب، والخلوص إلى إجابات ربما تساهم في إزالة السدود أمام الكاتبة.

تبدأ الكاتبة بتساؤل رئيسي ” يا ترى المسلمون اليوم بماذا سيغرون اليهودي لدخول الإسلام..!؟

تساؤل يحرك شجونك ك”مسلم” ، ويجعلك تتذكر مئات المشاهد التي تحسرك على حال “المسلمين” لتسارع في الإجابة دون أن تتوقف أمام صيغة السؤال نفسه، التي قامت الكاتبة ببناء كل مقالتها على أساسه.

فالسؤال يخاطب المسلمين كافة، ثم تجد جميع الأسئلة التي تطرحها فيما بعد تتمحور حول المسلم العربي فقط، وهو قصور في رؤية المساحة الإسلامية واختصار للتواجد الاسلامي في الدول العربية، رغم أن الكتلة الإسلامية الأكبر تقع خارج نطاق هذه المنطقة، حيث أن حوالي 62٪ من مسلمي العالم يعيشون في آسيا، وتعتبر اندونيسيا وباكستان والهند وبنغلاديش هي الدول الأربع الأولى على قائمة دول العالم المحتضنة للمسلمين، في مقابل أن مسلمي الشرق الأوسط يشكلون نسبة أقل بين مسلمي العالم تصل إلى حوالي 20 %.

وفي اعتقادي أن تصحيح السؤال الرئيسي يجعلنا نضع الأسئلة الآتية بالمقال في مسارها الصحيح.

المسلمون اليوم مذاهب متعددة وكل مذهب يعتبر الآخر “كافر” ويحلل قتله.. فلو أردت – كيهودية- دخول الاسلام فهل أدخله من باب “السنة” أم “الشيعة” أم المذاهب الأخرى؟

الحقيقة أن تعدد المذاهب هو  قضية أصلية في كل دين، وهي ليست بالقضية المستحدثة ولا تدخل في سياق الحديث عن مسلمي اليوم، وهنا تكون الكاتبة قد انتقلت إلى مناقشة الدين ذاته.

وحيث إن تعدد المذاهب هو مسألة غير قاصرة على الإسلام فقط، فينعكس السؤال إلى الكاتبة، أي المذاهب اختارت أو ثبتت في إتباعها لليهودية؟

ففي اليهودية أربع طوائف أساسية – طائفة الأرثوذكس والمحافظين والإصلاحيين و”المجددين”، بالإضافة للقراء الرافضين للتلمود وللسامريين الذين يرفضون اسم اليهود ويسمون أنفسهم بني إسرائيل أو المحافظين على العهد.

و الفرق اليهودية يرى كل منها الآخر على الباطل، وفي اعتناق أيّ منها مغامرة، كما هو في اعتناق أي دين وملة.

أما الجنة فليست ملكا لبشر كي يعد بها الآخرين، بل أنت من تعد نفسك بالجنة عند “اختيارك” لدين ومذهب بعينه قد اقتنعت بثوابته وأركانه، ورأيت فيه الخلاص ، كما أن هناك بشر آخرين بإرادتهم الحرة أنكروا قضية الجنة والنار من أساسها، وقرروا عدم اعتناق أيّ من الأديان.

فمن سيربح ضمانه ؟ الإجابة في الحياة الآخرة.

أما عن استحلال القتل، فليراجع كل مسلم سني أومأ برأسه وأقر هذه النقطة، بسبب  ممارسات اعتبرها عموم المسلمين مجرمة ومخالفة لصحيح الدين، إذا كان لها أساس في عقيدته وما درسه من أمور تخص شريعته أم هي ممارسات مبنية على تعصب أعمى يغير نفوس بني البشر منذ خلق آدم، ويستجيب له الضعفاء من البشر في دروب شتى، فتجد المتعصب في الدين والمتعصب للعرق بل والمتعصب للفرقة الرياضية التي يشجعها !!

المسلمون اليوم يتقاتلون بينهم البين في كل مكان، ويذبحون بعضهم البعض بطرق بشعة جداً.. فكيف يقتنع اليهودي بدخول الاسلام إذا وجد المسلم يقتل أخيه بسبب الدين نفسه

ثم ذكرت مثالي سوريا والعراق.

هذا التساؤل إجابته على محورين، المحور الأول هل المسلمون اليوم يتقاتلون “في كل مكان ” ؟ والمحور الثاني هل أي اقتتال بين فئتين من المسلمين يعني اقتتال بسبب الدين ؟؟

1.62 مليار نسمة هو تعداد المسلمين حول العالم (وفقًا لمركز” بيو” الأمريكي للأبحاث) .. كم تبلغ نسبة الاقتتال وكم يبلغ عدد الضحايا من بين هذه النسبة ؟  هل هي نسبة يمكن أن تجعل الاقتتال هو القاعدة بين المسلمين أم تؤكد على إنه الاستثناء المرفوض ؟

فإذا ذكرنا الاقتتال في دولة أو اثنين “بسبب الدين”، ففي مقابلهم يمكن ذكر مئات الدول التي تتعايش فيها المذاهب، ويكفينا في هذا المقام ذكر دولة اندونيسيا التي  يقطنها نحو  203 مليون مسلم (أي ما يقارب ثلثي الوطن العربي مجتمعًا) متعددي المذاهب، يتعايشون تحت شعار “الوحدة في التنوع”، كما تعامل الحكومة الأديان جميعها معاملة متساوية وتقدم  برامج متساوية على شاشة التلفزيون لنشر تعاليم كل الأديان.

بينما يعانى المسلمون من أسوأ أشكال الاضطهاد الديني في دول متعددة، منها مينامار والصين وأفريقيا الوسطى .

أما المحور الثاني، فهو أنه ليس كل اقتتال بين فئتين من نفس الدين أو الملة يعني اقتتال طائفي، وإلا لاعتبرنا الاقتتال بين القوى  الغربية في الحروب العالمية ، وكانت حصيلتها نحو 70 مليون شخص في الحرب العالمية الأولى خلال خمس سنوات، ومن 60 إلى 70 مليون شخص خلال ست سنوات في الحرب العالمية الثانية هي اقتتال طائفي وهو الأمر الخاطئ.

أما مصطلح الصراع الديني فهو يطلق مثلًا على نموذج حرب الثلاثين عاما بين معسكريّ الكاثوليك والبروتستانت، والتي مزقت أوروبا وانتشرت خلالها المجاعات والأمراض ودمرت مناطق بأكملها.

أو حروب ايرلندا التي حدثت بين الكاثوليك والبروتستانت أيضًا.

وهنا نأتي لمثالي سوريا والعراق اللذين استندت إليهما الكاتبة.

الحرب في سوريا بدأت بثورة شعبية تجمع أبنائها بتنوع معتقداتهم شأنها شأن جميع دول الربيع العربي من أجل توزيع عادل للثروة وتخليص السلطة من أيدي فئة احتكرتها واحتكرت المال ومارست القمع لعدة عقود، واستمرت الثورة الشعبية قرابة ثمانية أشهر سلمية، ثم اضطرت صفوف الأهالي لحمل السلاح لصد مذابح نظام الأسد، دون أن يكون تحت شعار طائفي.

ولعل التركيبة المذهبية للنظام التي جعلت السيطرة على الثروة والسلطة في البلاد مقصور على الشيعة العلويين الموالين لأسرة الأسد، وأحكمت قبضتها بوضعهم كقيادات عليا في الجيش وفي المناصب النافذة في الدولة ، ليس تبعًا للكفاءة إنما أداءًا لفروض التبعية والولاء لإيران، أضفت صورة طائفية للحرب، خاصة أن النسبة الأكبر من القاعدة الشعبية في البلاد  تنتمي للتيار السُني، إلى جانب المسيحيين والشيعة العلويين، ومع ذلك لم يكن الصراع المذهبي هو المحفز الرئيسي أو البادرة الأولى للثورة منذ البداية.

أيضًا دخول جبهات خارجية ذات شعارات وأبعاد مذهبية في الحرب، مثل حزب الله وإيران مؤازرين للنظام، وأفراد من القاعدة وداعش (التي ظهر أحد مقاتليهم في الفيديو المذكور من قبل الكاتبة) مناهضين للنظام وللجيش السوري الحر أيضًا (الذي هو في الأصل الجيش الشعبي) أجج هذه الصورة الطائفية وأصّل لها.

وقد عاش المسلمون من السُنة والشيعة قبل الثورة السورية طويلا دون اقتتال، على غرار دولة العراق، التي لم يندلع فيها الاقتتال سوى بعد الغزو الأمريكي.

وهذا لا يبرأ ذمة أي مسلم يقتل مسلمًا أو غير مسلم بدوافع طائفية أو غير طائفية، لكن أيضًا لا يعكس صورة المسلمين أجمعين، لذا وجب وضع الأمر في سياقه، وعدم تقييمه بافتراض الكمال في فئة من البشر، وتجاهل حقيقة أن وجود مجموعة باغية وأخرى مسلوبة الحق داخل الوحدة الواحدة هو سُنة كونية، لذا لم يكن أبدًا الاقتتال ظاهرة شاذة عن التاريخ البشري !

ختمت الكاتبة العبارة الأولى بجملة فكيف يقتنع اليهودي بدخول الاسلام إذا وجد المسلم يقتل أخيه بسبب الدين نفسه، بينما لايمكن أن يسمع أحدكم بأن اليهود يقتلون بعضهم البعض بسبب الدين، بل على العكس اسرائيل اقامت دولتها بسبب الدين.!!”

هنا تضرب الكاتبة المثل الأعلى بدولة الاحتلال الإسرائيلي، التي قامت على أساس ديني “متعصب”، يقتل أبناء الأديان الأخرى ويغتصب وطنهم.

فالكاتبة لا تريد الانتساب إلى  دين تقول بأن أتباعه يقتل فرقه بعضهم بعضا، لكن يمكنها الانتساب إلى دين يقوم أتباعه بقتل الآخرين !!

بل إن أصحاب المذاهب اليهودية المختلفة لا يعيشون سواسية في دولة إسرائيل المزعومة، وفي حادثة قريبة رفضت “مؤسسة نجم داوود” في اسرائيل الموازية لمنظمة الصليب الأحمر قبول تبرع بالدم من نائبة من يهود الفلاشة، وفق لتعليمات وزارة الصحة التي لا تسمح بقبول تبرع دم لشخص من يهود الفلاشة !

وغيرها من مظاهر العنصرية التي لم تعر الكاتبة لها انتباهًا في زجلها بالدولة اليهودية واليهود.

اليوم عندما المسلمون يدعون اليهود لدخول الاسلام بماذا يغرونهم؟

لنكون صريحين وصادقين: فمعظم دولنا العربية الاسلامية يعمها الفقر والجهل والظلم وانتهاكات حقوق الانسان وتفتقر للتنمية والقوة الاقتصادية، ولولا ذلك لما قامت ثورات الربيع العربي، بينما الدول التي يديرها مسيحيون ويهود ممن يعتبرهم البعض (كفار) أصبحت هي من تغري المسلمين للهجرة اليها والعمل او العيش فيها.. بل هي من تصنع للمسلمين حتى ملابسهم الداخلية..

حقيقة ظاهرة، مع تصحيح بسيط، أن الغنى المادي ليس ما يؤخر الوطن العربي بقدر اعتماد سياسات النماء الاقتصادي العربية على الغرب، إلى جانب أزمات الثقافة والتعليم “المتطور” والانفتاح ال”واعي” على العالم وغيرها.

لكن هل التأخر الاقتصادي والتردي الحضاري للدول الأفريقية مثل كينيا وأوغندا وتنزانيا، حيث يشكل مسيحيو القارة نسبة حوالي  53.46 في المائة من سكانها، حجة على الديانة المسيحية في حد ذاتها ؟

المسألة الثانية أن الكاتبة قد ارتكزت على التقييم المادي للدول الغربية التي يتطلع العربي للسفر إليها، دون أن تشير إلى الحروب الاستعمارية التي خاضتها هذه الدول لنهب خيرات الشرق، والانتهاكات التي ارتكبتها بالماضي والحاضر، آخرها جرائم القوات الأمريكية بالعراق وأفغانستان، إلى جانب  فقدان العامل الروحاني لدى كثيييير من أبناء الغرب، الذين يلجأون للانتحار حتى في أكثر دول أوروبا رفاهة، والذين ربما لا يهتمون كثيرًا بعامل النمو الاقتصادي في الدول الإسلامية عند بحثهم عن الإسلام بقدر اهتمامهم بالسر وراء الاستقرار العقائدي والأسري لدى النسبة العظمى من المسلمين، الذين رغم الفقر والجهل والظلم لا يلجأون للانتحار بنفس نسبة مواطني الدول المتقدمة اقتصاديًا وحضاريًا.

النص ((ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون))
صحيح أن القرآن لم يكفر الشرائع السماوية السابقة عليه ولكن التي تبعها أتباعها كما أنزلت وليس كما حُرفت.

وهؤلاء هم أقوام النصارى واليهود قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، أو الذين لم تصلهم دعوة الإسلام في الوقت الحاضر.

لاحظت في أجزاء كثيرة من المقال أن الكاتبة تتحدث بلسان اليهودي والمسيحي، وأتمنى أن هذا لا يمنع من وجود تحليل مشابه عن أسباب عدم اعتناقها للمسيحية التي من المؤكد دعاها إليها كثيرون.

في النهاية، فإن اتباع الأديان هو اتباع  لفكرة ومنهج، ولرسل أصحاب رسالة وليس لبشر يصيبون أحيانا ويخطئون الكثير، فالتأسي بالأنبياء هو كونهم أصحاب رسالات ووحي من الله عز وجل، وليس لصفتهم البشرية، أما من  دونهم من البشر فيكن الاقتداء هو لصفة  صالحة في أحدهم، وليس للشخص ككل.

وهذا ما فطن إليه الغرب، فلما عزم الكثيرون من غير العرب على معرفة الاسلام، لم يلتفتوا إلى ممارسات المسلمين أو مدى تقدمهم المادي، ولعل هذه الفجوة تظهر بسبب كون الكاتبة اليهودية هي في النهاية مواطنة عربية، نشأت وتعلمت ثقافة اتباع الشخوص وتعظيم شأنهم، والحكم على الأمور من منطلقهم.

فمن عجز عن التأسي بأي صفة حميدة في المسلمين الحاليين، فله أسوة حسنة ومثل أولى أن يُتبع في الرسول الكريم.

 

 

الرد الثاني على مقال الكاتبة اليمنية اليهودية نجاة النهاري:


 

منتدى نبيل القدس

http://alhoob-alsdagh.ba7r.org/t22136-topic

 

بسم الله الرحمن الرحيم
رسلة الى الكاتبة اليهودية اليمنية تعليقا على مقالتها (يا ترى بماذا سيغرون المسلمون اليهود لدخول الاسلام)
على منتدى نبيل القدس
الى الكاتبة نجاة النهاري سلام على من اتبع الهدى وبعد…
اطلعت على مقالك واعجبني صراحتك ووضوحك في الطرح
وللتوضيح فقط انت حضرتك نظرت الى الاسلام من ناحيتين:- الاولى تعاليم الاسلام العظيم الذي جاء للبشرية كافة ولم يكن مبدءا عنصريا لا لطائفة من البشر ولا لقومية خاصة يرفعها فوق البشر فتقابل بالتالي بالازدراء والاحتقار والعزل كما هو حال دينكم المحرف حسب معتقدنا فيه وحسب اعتراف كتابكم الذي بين ايديكم الان وبدون تعصب انظري الى قصة استير وما فيها من اعتراف صريح يدل اصحاب العقل امثالك على حقيقة انه زيد فيه وايضا نقص منه حسب اهواء الاحبار وبما يثبت انه ليس كل ما فيه هو كلام الله تعالى بل اختلط بغيره مما هو ليس بمقدس حيث كان شرطا لاستير لترضى بخوض مسابقة الجمال التي تنافس فيها على حظوة ان تكون زوجة كورش الاممي الذي كان ممنوعا عندكم اتمام التزاوج معهم لاعتبار انهم كفار وانتم يومها كنتم اهل الايمان في الارض فمقابل الحاح عمها رئيس الطائفة يومها وحبرها الاعظم لينقذ بهذا الزواج شعب اسرائيل مما كانوا فيه من هوان وعذاب ومذلة اشترطت مقابل هذه التضحية ان يسطر لها سفرا باسمها في التوراة.
فدينكم قائم على تقديس عنصر وسلالة من العالمين وديننا جاء رحمة للعالمين ويخاطب الناس كافة ليخرجهم من الظلمات الى النور ومن الجهالة والتحريف الى الهدى ومن الظلم والجور الى العدل والانصاف يحترم الانسان كانسان لافضل فيه لجنس على جنس ولاللسان على لسان ولا لانسان على انسان الا بالتقوى
وهذا المنحى الذي سلكتيه وهو اطلاعك على الاسلام من مصادره الصحيحة المعتبرة منحى صحيح.
اما الناحية الاخرى التي اوقعتك في الحيرة فهي اتخاذك واقع حياة المسلمين مصدرا للتفكير وهذا من اكبر الاخطاء من عدة وجوه اولها ان الاسلام مبدأحياة اي انه عقيدة دينية ينبثق عنها نظام تشريعي ينظم حياة البشر ان من ادواته لتحقيق ذلك وجوب وحدة الامة في كيان واحد وتحت ولاية حاكم واحد لجميع امة الاسلام في كل انحاء الارض كما كان في سالف الازمان قبل اقل من ماية سنة واسم كيانه دولة الخلافة التي تنعم فيها الرعية باحكامه وتعيش وفق شرعه وها انت سليلة رعايا دولته وكان اجدادك ينعمون بامنه وامانه ولم يكرهوا على ترك دينهم واعتناق غيره بدليل انك ما زلت يهودية الديانة في قطر من اقطار الاسلام حكمه الاسلام على مدار الف واربعماية عام تحترم فيه كل اهل التابعية لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
وبفعل الناقمين على الاسلام واهله من الحاقدين وبزعامة فرانسا وانجلترا وتامر جهلة وخون العرب والمسلمين اسما هدم هذا الكيان وزرعت مكانه هذه الكيانات التي خلقتها اتفاقية سايكس بيكو المشؤمة وصنع لكل قطر منها دويلة مختلفة مع اختها وليس نظامها الاسلام وان وضع شعار دين الدولة الاسلام بل ان من وظيفة هذه الكيانات تشويه الاسلام وتحريف فهمه واساءة التعامل به ومعه فهي كيانات خادمة لمنهج من صنعها وليست خادمة لمنهج الاسلام لانها اصلا ما قامت على اساسه. فالاسلام يوحد بني الانسان فالاجدر ان يوحد بنيه ومعتنقيه.فواقع هذه النطم وكثير من التنظيمات التي ترعاها انما من اوليات وظيفتها ان تحول بين الناس ورجعتهم الى اسلامهم الحق الصحيح ودولته الواحدة الموحدة لامة توحد الله ولا تشرك به ولا معه احدا.
اذا هذا الواقع لم يخلقه ولم يوجده تطبيق الاسلام بل صنع ليحول دون المسلمين وحملهم لاسلامهم الحق ويبقيهم في حالة تشرذم وفقر وذل وتهارش فيما بينهم
كي لاتقوم لهم قائمة من جديد اذا خطأجسيم ان تحسبي هذا الواقع المسخ ومفرزاته النتنة على الاسلام ودعوته لانه ليس من صنعنا بل من صنع اعدائنا وحراسه يحرسونه ويصوننه منا نحن فلذلك جيوشهم وقواهم الامنية لم تسجل منذ تاريخ نشاتها نصرا على عدو وهم في كل موقعة يهزمون الا على الامة تظهر قدراتهم واسلحتهم وقدراتهم وامكانياتهم.
وامر اخر يجب ان تعرفيه وهو ان تصرفات الناس ليست دليلا على صحة او عدم صحة معتقدهم فالدليل هو الحكم الشرعي المنحى قسرا عنا وعن حياتنا
وافعالنا دليل ادانتنا او التزامنا وليست ادلة صحة او بطلان.
اما الافتراق فانه تابع للافتراق السياسي وكثير منه تابع ونابع من الاختراق السياسي ايضا الذي صممت هذه النظم والكيانات لخدمته وتغذيته وايجاده
وختاما ايها اليهودية اليمنية الباحثة عن الحق ان ديننا يبرأ من واقع حياتنا الذي اجبرنا على العيش فيه ويحرم علينا الرضى والقبول به او السكوت عنه ويوجب علينا العمل لتغييره واننا نعمل على تغييره مستعينين بالله واتمنى لك التوفيق للهداية وفهم الاسلام فهما صحيحا فهو طريق الخلاص للعالم وسعادته في الدنيا والاخرة هداك الله وانار قلبك بنور الاسلام وهذا الاغراء العطيم الذي نقدمه لكم وهو الفوز برضا الله والخلاص من غضبه لنيل الجنة والنجاة من النار ولنرتقي بكم بالاسلام الى ما يليق بالانسان ويحفظ انسانيته.
والسلام على من اتبع الهدى

 

محمد بن يوسف الزيادي

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.