هذيان

هذيان

delirium.jpg

(1)

اماه اين ابي ؟

نظرت اليه في ذهول

نطقت بتلك الاحجية

نذهب اليوم اليه في المساء

فرح الصغير تبشر الوجه الحزين

جوع اليم

صوت الصغار حولها

أنّ الانين

تحرك صحنها الفارغ بالملعقة

تقول لها بالصوت في جوف الكلام

سنرحل اليوم اليه

سيرحم القلب الحزين

هذه الأرض صارت نكدة

زوج جاهد في القتال

من اجل ماذا ؟

من اجل هذي وتلك وذاك طفلي الأكبر

مات الرفيق

قيل شهادة

قيل بأنه في الجنان وحوله حور حسان

ذهب اليهم تارك عبئا ثقيلا

لن يمر اليوم قبل ان اصير اليه في ذاك المكان

ان كان موتنا جوعا اكيد لا محال

فلما الجلوس والانتظار

الم يقل ان الموت واحد

والرب واحد

فلنرحل اليوم اليه

هم معي سيسعدون بغير هذي المهزلة

بحكومتين

بعصابتين

وحولنا يضربنا يقتلنا

كل من شاء

جيراننا احبابنا

دولة سام الكبيرة

تضرب أطفال الجزيرة

بحثا عن أسامة الذي قد ولى زمانه

وجاء اليوم هذا اليوم

فلنستعد ليس هنا مقامه

(2)

في وجهها بدت الغرابة

سألت صغيرها

اين ذاك السيف يا فارس الاحلام

تبسم الطفل وقال

ليس في دارنا سيف

لقد فقدنا سيفنا

والجوع صار محله

يقطع جوفي كل يوم

انا وانت واختاي الصغار

نظرت اليه بلا سكينة

غرزت سكينها الصادي القديم

في جوفه

قالت له

لا تبكي

لا تتألم

انت شهيد

تذهب اليوم الى الجنة ونحن نتبعك

سقط الصغير

دم يسيل على بلاط مهترئ

سال اللعاب

لم يصدر اليوم انين

و بلا تراجع

 اخذت طفلتيها في اقتضاب

هرعت لعلية الدار القديم

ودعت مع الصراخ تلك الطفلتين

اذهبا

شهيدتين

وبلا تراجع قفزت من السقف بلا وشاح

لم يعد في هذا اللحظة خجل

الى مصير

(3)

افاقت

هل وصلت اليه

حيث لا ظلم ولا ظلام

ألم هنا

ألم هناك

اين انا ؟

من اعادني الى هنا

ويل لكم

تبا لكم

سألته

لماذا اعدتني اليهم ؟

ألم جديد

موت جديد

عام جديد

من الهذيان يأتي

من يوقف الطوفان

#اصلح_الله_بالنا

محبتي الدائمة

احمد مبارك بشير

8/4/2017

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.