انا شاقي – #هارون_المذحجي 

أنا شاقي :-

الخميس  مارس /آذار 23 ، 


#هارون_المذحجي 
في أحد مطاعم العاصمة صنعاء ، بجانب الكاشير ، محاسب المطعم ، وأنا أنتظر طلب ..

قدم رجل يتحدث مع الكاشير ..

افتتح كلامه بجملة ، انا شاقي يقولها بعزة وشموخ ، ثيابة عليها الاسمنت والطلاء ، يعصب شال على رأسة ، لحية كثيفة بين سواد وبياض ، 

انا شاقي وهذه عدتي ، وبدأ يحركش كيس ، جونية صغيرة ، في يده

هي مخزن ادوات المهنة ، قال الرجل ، بعد أن أخرج قطعة من الكيس ، هذه ملعقة التليس وهذه بقية العدة في الكيس ، اختار منها قطعة وارهنها عندك ، فأنا انتظرت العمل حتى هذه اللحظة ، ولم يكتب ربي الرزق ، ويدي صارت ترتعش من الجوع ، ارهن عندك اي قطعة و أعطيني الأرز ، نفر من الأرز ، بمئتين ريال ، وإنشاء الله أجد عملا غدا واتي لفك رهن عدتي . 

يزيد الرجل اقسم بربي انا آكل من عرق جبيني ولم آتي اليك لاشحت ولكن صارت يدي ترتعش من الجوع فخفت أن ارتمي أو ادوخ بالشارع .

يتحدث الرجل الشاقي شامخا وهو يحدق بالكاشير ، ولم يلتفت يمينا أو يسارا ، ولم يعر كل الموجودين أي اهتمام .

الكاشيير رضي الله عنه وعن والديه اللذان احسنا تريبته ، يرد فيقول يا والد انا اعرف الرجال ، ويخرج نقودا من جيبه ويضعها في الصندوق أمامه ويقطع ورقه للشاقي ،ويقول له خذ عدتك فقد دفعت قيمة وجبة من راتبي وارجوا ان لا تردني ، اذهب وخذ وجبتك وإذا ربنا لم ييسر أمرك غدا فعد الي ولا تتحرج .

لعنة الله على الحرب التي لم تستطع كسر كبريائك أيها الشاقي .

لعنة الله على تجار الحروب الذين لم يستطيعوا أن ينالوا من كرامتك . 

أنه الجوع ولكنه لم يجعلك تنحني .

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.