هل نقف على أرض صلبة؟

هل نقف على أرض صلبة؟ 

solid.jpg

“في ظني أننا جميعًا في مركز تطوير الفقه الاسلامي https://www.facebook.com/Islamijurisprudence

نقف اليوم على أرض صلبة جدًا.  الأرض الصلبة التي نقف عليها هي إيماننا التام بأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له, نؤمن برسله جميعًا وفي مقامهم الأول رسول الله محمًد بن عبد الله, ونؤمن يقينا بأن القرآن كتاب الله وكلمته إلى أهل الدنيا.  من هذا نثق أن الله تعالى سبحانه أراد منا نحن خلقه الذي أكرمه بالاختيار أن نسير للبحث في دنيا الله, يوجهنا كتابه لنعرف مراد الله تعالى, ونعمل الصالحات ما استطعنا.  محبة خلق الله جميعًا, من آمن بالله ومن لم يؤمن، لأننا نعمل صالحًا لرضاه تعالى, وطلبًا لرضوانه.  نعلم يقينا أنه ليس لنا من الأمر شيء، ولم يكن ذلك لغيرنا.  نقدم فهمنا الذي وصلنا إليه, ونعلم أن من يأتي بعدنا سيكون أكثر قدرة ومعرفة على الفهم منا اليوم, ولذا فليس لنا أن ننظر لما سبقنا إلا على أنه موروث يعبر عن جهد توصل اليه السابقون لما وصلت إليه معارفهم وإدراكهم للحياة, وهو ليس يقينا قاطعًا, ولا علمًا ملزمًا وإنما جهد بذل في مستوى محدود من الإدراك والمعرفة، وبذا فهو لا يلزمنا.  لذا علينا وإلزاما من كل صاحب معرفة اليوم, أن يستعد للبحث والبذل للوصول إلى ما يؤسس الفهم الأوضح لدين ودنيا الله تعالى.  كما نؤكد أن الإيمان لا يلتقي بالعلم فلا نشغل بالنا أبدا بالبحث عن أدلة على إيماننا لأنا بذا نضيع وقتنا ووقت أجيال المستقبل، فالمعرفة التي تنامت اليوم وصارت سهلة الوصول تجعلنا ندرك أننا إن تجاهلنا دورنا الذي نؤسس له ونعمل له، يعني ذلك التجاهل  صناعة جيل اتكالي, ضعيف, هزيل، إمعة، مجموعة من المرتزقة أو سفاكي الدماء.  لذا نجد العالم غربًا وتحديدًا يعي اليوم أن طرق التعليم التي تتبع صارت غير صالحة لجيل المستقبل وبدأ الجهد لتطوير طرق وأبجديات للتعليم.  لذا نحن  نعي أن  جهد الآباء محمود إلا أنه لا يلزم الأبناء، فليس جهدهم منزهًا أو منزلاً من رب الكون, خالق الخلق, لا إله إلا هو.  هو وحده من سيحاسبنا في يوم لا نعلم مداه, ولا منتهاه, ولا متى هو، ولا كيف سيكون.  فجيل المستقبل لابد أن يكون جيل تعايش وبناء، جيل الإيمان والعمل الصالح.  هذه أرضيتنا التي نقف عليها، وفي كل خطوة نؤسس فيها للمعرفة يبدأ أساسا من الشك لا من اليقين وإلا ما كانت العلوم ولا المعارف ولصار كل شيء مجرد إيمان فنسلم وننتظر لحظة الختام.  ونحن لا ننتظر تلك اللحظة إلا ونحن نعمل فيها بجهد لأنه ليس منا عاجز بل نبحث عن دليل.   تحياتي ومحبتي الدائمة.”

 

أحمد مبارك بشير

#تطويرالفقهالاسلامي  

17 يناير 2017 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.