من العتبة للباب فرج .

من العتبة للباب فرج

أخي العزيز أحمد مبارك بشير حفظه الله تعالى

يُقال بأن فتاة أجبرها أهلها لتتزوج مع فتى تكرهه فدعت الله تعالى أن ينجيها من تلك الكربة التي لا طَول لها فيها. بقيت آملة تحدث والدتها عن أنها تثق في رحمة الله تعالى وعلى يقين من النجاة. حانت ليلة الزفاف واقترب الانتقال فقالت لأمها بأنها لا تشعر باستجابة الدعاء وهي تضع قدميها لتخرج من البيت وقد وصلت إلى عتبة الباب. قالت لها أمها: من العتبة للباب فرج. وفجأة صاحت أسرة العريس بأن حية لسعته وغاب عن الوعي ثم مات وانتهت مشكلة الفتاة المجبورة على الزواج ممن تكره.

هناك يوم آخر لهذه السنة و هو يوم 31 ديسمبر أخي أحمد فمن يدري لعل الحيات تلسع أعداء اليمن فينقلبوا خاسرين أو يشعروا بأنهم أخطأوا وبأن عليهم أن يتركوا الطريق الفاسد التي ساروا فيها درءا للمزيد من الخذلان. إنهم مخذولون عند الله تعالى الذي يكره الظالمين وأعد لهم عذابا أليما. لا أظن بأن أحدا يدخل الجنة وقد قتل إنسانا واحدا بلا ذنب. كما لا أظن بأن أحدا رضي بأفعال الظالمين فيدخل الجنة ويكسب الرضوان. فهم ومن يساعدهم مخذولون عند الله تعالى وشهداؤنا محبوبون عند الله وهم من أصحاب الجنة بإذن الله تعالى. لكننا نحن البشر نحب الخير الدنيوي أيضا ومن حقنا ذلك ولم يمنعنا ربنا من أن نسأله النصر في الدنيا والمغفرة في الآخرة. وأختم رقيمتي القصيرة بدعاء بني إسرائيل كما في سورة يونس: وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ (84) فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (89).

ولا ننس دعاء أبينا إبراهيم كما في سورة الممتحنة فنتلوها ونتمنى أن يصلح الله تعالى بين أهلنا في صنعاء وأهلنا في عدن فهم جميعا يمنيون يستحقون الحياة الطيبة الآمنة: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لاسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7).

اللهم أصلح نفوس اليمنيين وخلصهم من شر أعدائهم الغزاة واهدهم جميعا صراطك المستقيم ولا تجعل أهلنا في اليمن وفي كل مكان آخر فتنة للذين كفروا بك وجحدوا آياتك ولم يشكروا نعمك.

أحمد المُهري

30/12/2016

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.