عين على الثورة : مرافق الرئيس القاضي ! اللقاء الأول

عين على الثورة :

مرافق الرئيس القاضي !

اللقاء الأول

 

 

في مكان ما من ذلك الرابط الخفي الذي يجمع العالمين ، التقيت به باحثا عن ذكريات الثورة الستينية من القرن الماضي ، باحثا عنها لتكون عبرة وعظة لي و لجيل الثورة ولجيل اليوم ربما تنفعهم ، ربما يعيدوا النظر في كثير من الأمور حولهم ، دعوني انقلكم الان معي الى هذا اللقاء الفريد :

  • مرحبا بكم جميعا ، كما ارحب بضيفي وضيفكم الذي سيرافقنا خلال هذه الصفحات ، وخلال اللقاء به المناضل السيد يحيى حسين التاج الكوكباني . المولود في العام الهجري 1356 والمقابل له العام الميلادي 1935 والمتوفي في العام الهجري 1432 المقابل له العام الميلادي 2011 ، انه رفيق الرئيس المدني الأبرز لليمن الجمهوري فضيلة القاضي العلامة عبد الرحمن الارياني . غفر الله للجميع وتقبلهم في الصالحين … بماذا تحب ان تبدأ ؟ …

الكوكباني :

  • لا احب مناداتي بالسيد انها تذكرني بذلك الألم الذي ولدنا عليه تربينا ان علينا اسياد ونحن العبيد والرعية كما كان يربوننا عليها  من يقولون عن انفسهم بنو هاشم او ال البيت ، حتى جاءت الثورة المباركة لتنهي الاسياد والعبيد ، لتجعل الجميع مواطنين كما قال زعيم الامة اليمنية الزبيري :

وبنوا هاشم هم اخوة في الدين لا سادة ولا أمرا

 

أنا :

  • لم اعني هذا أيها الحاج الفقيد ، انما عنيت بالسيد الأستاذ او المعلم سمها أي شيء الا ما فهمته انما هي لفظة للمقام والتعريف بكم ، عموما أيها الحاج الفقيد ، اعتبرني اول من اطلع على مذكراتكم ، كنتم قد كتبتموها في العام 1987 في العيد الخامس والعشرين لثورة سبتمبر ، وحصلت عليها مؤخرا هدية مميزة وقيمة ، في حين انها لم تعد للنشر الا بعد وفاتكم وتحديدا من العام 2011 وحتى وصول اول نسخة الي العام 2016  ، كتبتموها بآلة الطباعة اليدوية في حينها ، جهد مثمر وعمل لم اتوقعه منكم  .

الكوكباني :

  • كنت ارغب ان اكملها بشكل افضل وشامل ، ربما هذا سبب ، وكنت ارغب في نشرها بعد وفاتي فجزاهم الله خيرا بني ان قاموا بذلك .

أنا :

  • لقد اعادت طباعتها على الكمبيوتر ابنتكم الفاضلة بلقيس يحيى الكوكباني ليستغرق منها الامر ثلاث سنوات مع انشغالها بعملها كأستاذة في جامعة صنعاء ، وقد قدمت مقدمتها تعريفا لكم وللعمل ثم قدم المذكرات الأستاذ الفاضل وصديقكم مطهر الارياني وكان تقديما منصفا كما اظن ، وهاهي الطبعة بين يدي الان لم تنشر بعد ، الا اني رجوت وانا اقرأها ان تكون دونت فيها كل اللحظات الى العام 2011 ، الا انك اكتفيت بالتدوين فيها الى العام 1987 ، وهذا يجعلني في حيرة للوصول الى رأيكم حول الاحداث اليوم واليمن في العام 2016 .

الكوكباني :

  • قد تجد الإجابة خلال ما قرأت الا انها بحاجة منك لبذل الجهد للبحث عنها .

أنا :

  • هذا ما اود القيام به معكم وفي خلال هذا اللقاء الطويل الذي اعلم انه سيقدم بعض المفاجآت للقراء حول الثورة ومابعدها .

الكوكباني :

  • على جيل الثورة ان يعي رسالة أساسية هامة ودرسا من التاريخ القريب لهم ، عليهم ان يحذروا المندسين والمتسلقين واذيال الظلم والظلام ، وان يجمعهم الوطن لا المذهب ولا الحزب ولا مغريات الذهب والورق ، الوطن فقط سيجعلهم في بوتقة واحدة ضد أعداء الوطن واعداء الحرية والعدالة والمواطنة ، الوطن فقط سيجعلهم لا يفرقهم لا الشرق ولا الغرب ولا العرق ولا المذهب .

انا :

  • انها تلك النصيحة التي كررتها واكدتها في كل جزء من كتابكم والذي عنونته ابنتكم بعنوان ( مذكرات المناضل يحيى حسين التاج الكوكباني مع الرئيس القاضي عبدالرحمن الارياني )

الكوكباني :

  • جزاها الله خيرا ، عنوان مميز .

انا :

  • انها مذكرات لكنها ليست مذكرات بالمعنى الذي افهمه ، انها تحوي تأريخا من نوعا ما توثيقا لأحداث الثورة مع ملاحظاتكم حول الاحداث ، كما افدت لم تكن مؤرخا بل تحاول ان تنقل الاحداث موثقة كما شهدتها وضمنتها بعدد من المستندات توثيقا لذلك ، مما يكسبها المزيد من الأهمية والمصداقية . ما الذي حثكم على التدوين .

 

الكوكباني :

  • كنت دائما ما احتفظ بكل المراسلات التي تصلني ، كنت ادون بعض الملاحظات والتواريخ واحتفظ بها ، كنت احتفظ بمستندات و وثائق مختلفة اضعها في صندوقي الخاص ، لم افكر حينها ماذا سأفعل بها ، فقط كنت احتفظ بها جزءا من باب الذكرى و جزءا لحمايتي وتوثيقا للحق ، وأخرى ! الا ان قراءاتي في مرحلة الشباب حفزتني للتفكير في كتابة مذكراتي يوما ما ، لما كان العيد الخامس والعشرين للثورة تفاجأت بتلك المؤلفات التي صدرت و منها ما يحمل الزور والبهتان ، لذا اخذت على عاتقي الكتابة لكشف الحقائق امام جيل الثورة .

انا :

  • ربما أقول لكل تأخيرة خيرة ، كثير الان سيرجو ان تكون نشرت في حينها للرد على تلك الكتب ، عموما دعنا نأتي للبدايات الأولى لننتقل بعدها الى عمق الاحداث .

الكوكباني :

  • كما ذكرت نعم ولدت في العام 1356 هجرية أي كما ذكرت 1935 ميلادي مدينة كوكبان ، في اسرة يمنية فقيرة ككل الاسر اليمنية في ذلك الزمان ، ندرس في الكتاب ويسعى الوالد في سبيل العيش للغياب عنا بين الشهر والشهرين مرتحلا في المدن القريبة عاملا وطالبا للرزق ، الا ان جاء العام 1948 م توفيت والدتي غاب عنا راعي البيت ، وثقلت علي ما القاه في كتاتيب التعليم من قهر وظلم فيكفي الظلم في المعيشة ، قررت الهرب الى صنعاء طلبا للرزق وابتعادا عن هذا الجو (جو سيدي !) ….

أنا :

  • قررت وانت في الثالثة عشرة من عمرك تقريبا .

الكوكباني :

  • تقريبا ، كان يوم الاثنين شهر فبراير بعد الفجر نمت ليلتها في السقاية في بلدتي كوكبان ، بعد الفجر رأيت احد تجار البلدة عبدالله العاضي يفتح دكانه ويعد الحمير للسفر الى صنعاء ، كان معه حماران احدهما يحمل التبن والأخر أدوات السفر والفلوس ، حينها كانت العملة الأساسية ريال فرانص ، تخيل الالف ريال لا يحملها الا في خراج على ظهر الحمار ، حيث لا يمكن لانسان حملها ، ولم يكن حينها بنوك ولا تحويلات .. هنا قررت ان امشي خلفه ، سأعتبره دليلي للوصول الى صنعاء ،  بعد مسيرة ما انتبه لتحركي خلفه ، عاتبني وسلمني بقشتين وقال عد لكوكبان ، توقفت قليلا حتى ابتعد ثم تبعته وهكذا ، لما وصلنا لنصف الطريق اقتنع بصحبتي إياه وتناولت الغداء معه في احدى مقاهي الطريق ، وصلنا صنعاء عد غروب الشمس ، لما اعلم حينها ان غدا سيكون مختلفا .

انا :

  • كان اليوم الثاني هو اندلاع 17 فبراير 1948 واغتيال الامام يحيى حميد الدين .

الكوكباني :

  • قتل الامام في سواد حزيز ، وأغلقت أبواب صنعاء ، ولأني صغير ساعدني العاضي و دفع رشوة لحارس بوابة صنعاء للسماح بخروجي فتوجهت الى وادي ظهر عند اخوالي .

انا :

  • نعم ، وكيف استقبل الناس الامر .

الكوكباني :

  • حينها لم تؤسس بعد لفكرة الثورة بشكل كبير ، ولذا انقسم الناس على ولاية الامام عبد الله الوزير مؤسس لنظام ملكي دستوري وبين مؤيد لولي العهد الامام احمد ، حتى اخوة الامام احمد انقسموا منهم من انضم لصف الوزير فورا ، كان ولي العهد في تعز حينها . وبسبب سوء الفهم وضعف المكون الأساسي للدستوريين ، استطاع الامام احمد ان يبطش بالثورة سمح للقبائل بالتنكيل والنهب بصنعاء وشبام وما حولها غباء  القبائل الداعمة للظالم  ، تم القبض على الدستوريين ، ومن حينها اتخذ الامام احمد تعز عاصمة له وكان قبلا حاكما عليها  ، وتم إعدام قيادات ثورة 48 بدون محاكمات وامام الملأ .

انا :

  • نهاية لحلم لم يكتمل بسبب ضعف الاعداد والتخطيط ربما !

الكوكباني :

  • هذا جانب والاهم انهم لم يصلوا للشعب ليؤسسوا من خلاله قوة و رؤية للثورة ، الا ان هذه الثورة فتحت اعين الناس للسؤال عن الثورة والانقلاب . بعده عدت للعمل وعملت حينها في تجارة الكبريت والسجائر والحمد لله اشتهرت وانتقلت بتجارتي الى حجة وعملت في أسواقها سمع عني حينها وكيل الامام على حجة فطلبني و عينني في قاهرة حجة بين الأعوام 1951 والى 1954 م .

انا :

  • في العام 1952 م كانت الثورة المصرية .

الكوكباني :

  • انها المحرك الأساسي للثورات العربية في حينها ، حينها الكثير من الأمور تأسست للمناضلين في اليمن .

انا :

  • الثورة المصرية هي أيضا دفعت بقرار المستعمرين البريطاني والفرنسي تسليم مستعمراتهم . الا ان هذا حديث آخر وماذا بعد ؟

الكوكباني :

  • في فترة عملي في قاهرة حجة وبحكم اني عامل على المطبخ ومتابعة المساجين تعرفت على المناضلين ومنهم القاضي عبدالرحمن الارياني في سجن القاهرة ، وكنت انقل رسائل المناضلين من السجن الى المناضل احمد محمد نعمان والعكس ، ان هذه الفترة أسست للتعامل بشكل مباشر مع رجال الثورة .

انا :

  • وبعدها انتقلتم مع العمل بشكل رسمي كمرافق للقاضي ، تقريبا .

الكوكباني :

  • نعم حيث تم اطلاق سراح اغلب المساجين ، كان الامام يسعى للوصول الى شعبية من خلالهم وخاصة القاضي الارياني بحكم علاقاته المتوازنة مع الجميع ، انتقلت في الرحلة من حجة الى الحديدة ومنها الى تعز ومنها الى اريان . في العام 1954 الذي تحرك الامام الى صنعاء لاستقبال الملك سعود ، ومكث فيها فترة زيارة الملك وبعدها فترة إضافية تقريبا شهر ، حيث استدعى الامام القاضي الارياني الى صنعاء ومكثنا في صنعاء قرابة الشهر تقريبا وغادر القاضي مع الامام الى تعز ، وسافرت انا الى يريم ومن ثم الى تعز وتم الإقرار لي من الامام بمرتب وبوظيفة جندي و مازلت محتفظا بأمره هذا ودائما ستجد توقيع الامام مميز فهو ( أحمدُ الله تعالى ) . وتم تعيين القاضي في الهيئة الشرعية يمكن ان نسيمه مجلس القضاء ، وعملت حينها في طاحون الامام .

 

انا :

  • ما الذي يدفع الامام للاحتفاظ بشخص يعتبر منسق بل ربما رمانة الميزان للمناضلين ضده .

الكوكباني :

  • جزء لعلاقاته المتوازنة وعدالته التي يشهد لها القاصي والداني بها ، حتى الصحف الصادرة من عدن تتحدث عن عدالة القاضي وحكمته في ذلك الوقت .

انا :

  • وصفت حينها باليهودي !

الكوكباني :

  • ههه ….! كنت شديد الحرص ، واوفر الريال على الريال ، اريد ان اجهز لحياتي وابني سكنا ورغبة في تأسيس اسرة ، فكان زملائي ينسبون لي بخل اليهود في اسواقهم الشهيرة في اليمن وحرصهم على الريال .

انا :

  • ربما لم يعِ الناس ان هذا هو طبع التاجر والمحاسب .

الكوكباني :

  • هه… ربما ! الا انني لم أصبح بعدها تاجرا ولا محاسبا .

انا :

  • لفت اهتمامك امرا مع عملك في تعز.

الكوكباني :

  • لقد تفاجأت ان الامام وبعد احداث 48 يحجز شيخ حاشد الشيخ حسين بن ناصر الأحمر 6 اشهر ولا يفكه حتى يأتي ابنه حميد ليكون في مكانه وكذا الشيخ قاسم ابوراس شيخ بكيل ، وذلك لمنع قبائل حاشد او بكيل من الحشد ضده فقد كادت ان تنضم للثوار في في 48 وعليه ان يحمي ظهره منهم .

انا :

  • اسمي هذا غباء سياسي !

الكوكباني :

  • .. بالتأكيد ، فهم يتمسكون بأنهم أبناء النبي وعلى قمة الناس ولهم السمع والطاعة ، هكذا فهم لم يعوا ابدا انه لا نبوة بعد محمد وان الله قال سبحانه : ( ماكان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما )

انا :

  • ما الجديد في تعز ؟

الكوكباني :

  • الكثير ، واهمها اني صرت اقرب للمناضلين ، فكانت منشوراتهم وصحفهم تصل الي أولا بأول واقوم بتوزيعها ، فالمطبوعات تطبع عبر الة الأستاذ احمد المعلمي التي احتفظ بها وارغب ان تسلم للمتحف وقد سلمها لي عند هروبه الى عدن عام 1955 ، وطبعا الصحف التي تأتي من عدن تحمل كلمات المناضلين على رأسهم زعيم الامة اليمنية الزبيري .

أنا :

  • لقد وصلت الى العام 1955 ، انه عام مهم في تاريخ الثورة .

الكوكباني :

  • توطدت علاقات القاضي بقيادات الضباط الاحرار وعلى رأسهم المقدم احمد الثلايا ، وكانت العلاقات تنمو في كل اتجاه ، والترتيب لوضع التاريخ المناسب للثورة لم يكتمل ، الا ان حدثا غير المعادلة والترتيب ، حيث وفي منطقة الحوبان حدثت مشادة بين جندي من الجيش واحد المواطنين فحدث الاشتباك وقفز الناس مع المواطن وقتلوا الجندي ، فغضب الثلايا وضباط الجيش و ارتكبوا حماقات وتنكيل بالمنطقة ، مما دفع لغضب القبائل الا انها صمتت ولم تواجه منتظرة الفرصة ، لم يعد الضباط من الموقع الا وقد رتبوا امرهم للانقلاب والاستيلاء على القصر واعلن الثلايا وضباط الجيش عزل الامام و دعوة الامام عبدالله بن يحيى حميد الدين لاستلام الحكم كحاكم مؤقت  ، وتم الاجتماع فورا بالقادة المدنيين كحاكم تعز القاضي السياغي المؤيد للثورة طبعا والمناضل مرشد السريحي الذي طلب مباشرة من الثلايا اعدام الامام احمد فورا والا لن تكون للثورة قيامة ايده القاضي السياغي ، الا ان الامام الجديد اعترض وايده بعض الحضور ، ومما جعل القبول للطرف الثاني هو وصول رسالة من الامام احمد بقبوله تسلم السلطة لأخيه  الامام عبدالله . ومازال الامام محاصرا الان ان عماله عملوا على تأليب القبائل وخاصة في الحوبان الذين ظنوا ان الامام يرغب في تأديب الجيش لأجلهم انقلب السحر على الساحر وتم حصار الثوار والقبض على اغلبهم وحصار منزل القاضي الارياني والقبض عليه . ولم يطل الامام في العقوبات حيث بدأ فورا في معاقبة القيادات واولهم الثلايا الذي كان الامام يمن عليه بما اوصله اليه من مكانه ، فرد عليه الثلايا :

فعلتها لله و للوطن ولهذا الجيش المسكين .

كما انه قال للأمير الحسن والذي كان مؤيدا لهم ثم عاد للانضمام مع عمه الظالم :

كلكم يريد ان يكون اماما على هذا الشعب المسكين !

أنا :

  • اعدم الثلايا .

الكوكباني :

  • وعدد آخر من القادة ومنهم المجاهد القاضي السياغي ، الا ان حدة التوتر زادت بين الامام والجيش ، والذي ارسل ضباطه رسالة للامام مفادها ( نحن هجرناك !!)  … دفع هذا الامام لتوقيف المحاكمات واطلاق سراح بعض السجناء ، وحاول ترضية الجيش بالمنح والهبات ، الا ان نواة الفجوة اكبر من ان تردم وقد اهان الامام قادة الجيش بشكل مباشر في تبعات احداث 55 ، في تلك الفترة لم تهدأ سكينة إذاعة عدن وصوت العرب وهي تتلو قصائد الزبيري وتحرض على الامام وانهاء الظلم والظلام .

أنا :

  • بالنسبة لك .

الكوكباني :

  • لم تكن العين علي فأنا مجرد جندي في طاحون الامام ومرافق لا اكثر للقاضي الارياني ، وعموما في العام 1958 كنت قد اشتريت أرضية في حارة المستشفى بتعز واسست بها منزلا صغيرا ، وراسلت الوالد لأعلمه برغبتي في الزواج ، كنت حينها في 23 من العمر وبالفعل اختار لي الوالد بنت خالتي وكان اختيار على غير معرفة بها ، الا انني وافقت .

انا :

  • على غير معرفة !

الكوكباني :

  • فالزواج يتم عن معرفة بالزوجة مسبقا . الا ان الظروف في حينها لم تعطني الفرصة لأتعرف على شريكة حياتي .

أنا :

  • اذن زواجكم التقليدي يتم عن معرفة مسبقة …

الكوكباني :

  • هل تزوجت على غير معرفة ؟

انا :

  • لا بل عن معرفة وقناعة .

الكوكباني :

  • واذن !

انا :

  • ما يتم ترديده اليوم ان الزواج التقليدي يتم على عماك !!! … عموما ومازلت معك عن ما استفدته في تعز .

الكوكباني :

  • صارت تعز مقري واسرتي بعد ان انتقلت معي شريكة العمر الي داري هناك ، واهم شيء استفدت عدا قراءاتي المتزايدة، بسبب اني كنت حلقة الوصل لنقل المطبوعات والمنشورات حتى اني كنت احتفظ بعدد كبير من قصائد الزبيري والتي سلمت عددا منها للدكتور عبدالعزيز المقالح والتي نشرت لاحقا في كتابه (سبتمبر ) .

أنا :

  • ماذا عن القاضي الارياني ؟

الكوكباني :

  • ظل في سجن صالة مع بقية الزملاء وكان يتوقع الإعدام خاصة بعد اعدام القاضي السياغي ، الا ان التغيرات في سلوك الامام احمد ساندته فقد بدأ يحسن علاقات مع الجيش ثم التواصل مع المشايخ وحتى انه بدأ يؤسس لعلاقة جيدة مع الزعيم جمال عبدالناصر ، ويعد الجميع بالإصلاح ، فتم تسريح المساجين والبروز بمظهر المجدد والداعم للإصلاح السياسي وتقريب عدد من الضباط والاحرار حوله . الا انه كان يخاف علاقات القاضي الارياني خاصة وان الجميع ، الجميع يجتمع حوله ويستشيره ومنهم الشيخ الأحمر والشيخ أبو راس ، مما دفع الامام الى تعيين القاضي وزيرا للدولة واخذه معه في سفرته الى إيطاليا.

انا :

  • يريد ابعاد القاضي ربما ، او اثارة الشكوك حوله ؟

الكوكباني :

  • ربما ، الا انه بأبعاده لم يغير رأي المناضلين فيه، الا ان اعمال الامام في التخلص من قيادات مشايخ القبائل بدأت حيث تم اغتيال الشيخ قاسم أبوراس في العام 1959 في غياب الامام مسموما . وبالتأكيد يريد الا ينسب اغتيال الشيخ المناضل اليه ، الا انه تسمم في معية رجال الامام .

انا :

  • هل استقرت الأمور ؟

الكوكباني :

  • لم تكن لتسكن، في العام ذاته 1959 في محالة انقلاب فاشلة من قناصة الجيش حيث تم اغتيال حاكم تعز القاضي الجبري ، وفي محاولة لتسليم السلطة للأمير الحسن ، الا ان المحاولة فشلت مباشرة وتدخل الامام واذل جنود القناصة واشتهرت قصيدة مغناة حينها في احد ابياتها :

الجيش مفسد والامام برومه قد قتلوا الجبري باب الحكومة

 

هذا الزامل المغنى اشعل في المقابل مغنيي الثورة حيث ردوا عليه بالقول :

يا طير بلغ لي سلامي على الهمام بن الهامي

جمال عبدالناصر الواقف في خط الناري

وقل له ان الشعب ضامي للثار من حكم الامامي

ذي حطم الدستور واطفا النور في الابصاري

عدا انتشار قصائد جديدة للثورة للزعيم الزبيري  وللمناضلين الشعراء العزي والسنيدار عبر موجات إذاعة صوت العرب ، وكان في حينها شهر جمادي الأول حيث يحتفل بيوم العرش فقال السنيدار :

اهلا بمن دك البلاد بمعول اهلا وسهلا بجمادي الاول

اهلا وسهلا ياجماد الأول ذكرتنا أشياء تغضب الله

أنا :

  • سانهي لقائي بك الان في لقائنا الأول كباحثين مستشفين الأثر من تجربة ثورتي سبتمبر واكتوبر الا انني راغب في انهاء اللقاء بأن تسمعني جزءا من الابيات من قصيدة ابن اليمن والتي احتفظت بها ولم تتعرف على من قالها .

الكوكباني :

  • نعم من قالها هو ابن اليمن فيها ابيات كثر منها أيها القارئ والسامع الكريم وللعلم كان يسمى الامراء في حينها سيوف الإسلام :

كفى كفى موطني سيفا ومقصلة ومرودا وزناجيرا وزنزانا

كفى اماما كفى بدرا كفى قمرا كفى سيوفا وسفكا وسجانا

وفيها :

سر أيها الشعب سير المؤمنين الى حب البقاء فهذا الوضع افنانا

الى الجهاد الى انقاذ أنفسكم سيروا جميعا زرافات وحدانا

قم أيها اليمن المكلوم من فتنة قد جرعتك ضرور الفتك الوانا

قم للقصاص عدل طال مطلبه فالدجل ذاب ويوم الحق قد حانا

 

انا :

  • أخيرا أيها المتابع الكريم ، لنا لقاء ان كان في العمر بقية ان شاء الله ، الا ان مفاجآت الثورة مازالت في انتظاركم ومازلنا نتعلم السياسة اهلا بكم .

 

 

#طيباللهايامكم

محبتي الدائمة

احمد مبارك بشير

16 سبتمبر 2016

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.