الدليل العلمي على دين الله ونبوة رسول الله #اعادة_نظر

الدليل العلمي على عدل الله ونبوة رسول الله

أرسل إلينا مفكرنا الإسلامي الكبير, فضيلة الأستاذ الدكتور محمّد سلامه, رسالة يحدثنا فيها عن بدايات إحساسه بأن هناك مشكلة وكيف أدى به التفكير في هذه المشكلة إلى إدراك أن حلها هو قبول فكرة أن الله قد خلق داخل نفوسنا فطرة طيبة تحوي القيم, والأخلاق, والمثل العلا, والفضائل, وتنزيه الله وتعظيمه.  يقول فضيلته:

“كان تساؤلي دائماً هل أنا على حق؟  وهل الإسلام هو دين الحق؟  وكيف أثبت ذلك؟  لماذا يكفر أغلب الناس بأنبيائهم ولا يؤمن إلا القليل؟  كيف لا يدخل الإسلام أغلب العلماء والمفكرين والفلاسفة؟  وكيف نجد فيهم من يلحد, أو يعبد البقر,  أو التماثيل أو يصف الله بأنه ثالوث رغم امتلاكهم للقدرات العقلية العالية؟  هل يوجد دليل قطعي على صواب رسالة الأنبياء؟  كيف سيحاسب الله الناس يوم القيامة على إيمانهم, أو كفرهم. أو نفاقهم؟  بأي دليل سيتم إدانة من خرج عن الإيمان وبه يستحق الخلود في النار؟”

 

يتساءل مفكرنا الإسلامي الكبير, إذن:

  • عما إذا كان الإسلام هو دين الحق, و
  • كيف يثبت ذلك, و
  • هل يوجد دليل قطعي على صواب رسالة الأنبياء, و
  • كيف سيحاسب الله الناس يوم القيامة, و
  • بأي دليل سيتم إدانة من خرج عن الإيمان واستحق الخلود في النار.

 

هذه هي, إذن, المشكلة التي فكر فيها مفكرنا الإسلامي الكبير ولم يجد لها حلاً سوى أن الله وضع في نفوسنا في بداية الخليقة الفطرة السليمة التي تحوي القيم, والأخلاق, والمثل العلا, والفضائل, وتنزيه الله وتعظيمه.   يريد مفكرنا الإسلامي الكبير أن يعرف

أولاً: كيف يثبت أن الإسلام هو دين الحق, و

ثانيًا: هل يوجد دليل قطعي على صواب رسالة الأنبياء, و

ثالثًا: كيف سيحاسب الله الناس يوم القيامة.

 

وعليه, فيسعدني أن أخبر فضيلته بأنه إذا كانت هذه هي المشكلة فإنها مشكلة لا حل لها.  يعود ذلك إلى أن الإيمان بالله, وبأن محمدًا رسول الله, وبأن القرآن كلام الله, ليس نظرية علمية يمكن التحقق من صحتها وإنما هو “إيمان”.  أي انعدام الشك في صحة ما لا يقوم على صحته دليل.  رجاء الانتباه إلى أن من يؤمن بالله, وبأن محمدًا رسول الله, وبأن القرآن كلام الله لا يحتاج إلى دليل يثبت له أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله, وأن القرآن كلام الله.  رجاء الانتباه كذلك إلى أن من المستحيل “إثبات” أن محمدًا رسول الله. 

 

كيف, بحق الله, يمكن “البرهنة” على صحة النظرية القائلة بأن محمدًا رسول الله؟  لاحظ أننا نتحدث علمًا وأن الإيمان بالله أصبح نظرية تحتاج إلى التحقق منها ومن ثم إثباتها.  هل يمكن, مثلاً, أن يجتمع “علماء المسلمين” مع “علماء الكفار” فيقوم علماء المسلمين بعرض نظريتهم عن نبوة محمّد بن عبد الله والدلائل التي تثبت ذلك؟  والأدلة هنا, طبعًا, ليست “أدلة قلبية” تبيّن للمتحدث صحة ما يتحدث عنه وإنما أدلة “علمية” تبيّن للسامع صحة ما يتحدث المتحدث عنه.  أي أن يقوم علماء المسلمين بعرض التسجيلات التي تبيّن كيف حمل ملاك الوحي رسالة الله إلى رسول الله  فيقوم علماء الكفار بالتحقق من سلامة هذه التسجيلات فإذا تأكدوا من صحتها أعلنوا قبول “نظرية نبوة محمّد بن عبد الله” وأصبحت واحدة من النظريات العلمية المقبولة لدى كل العلماء في كل مكان في الكرة الأرضية مثلها في ذلك مثل نظرية أن الأرض تدور حول نفسها مرة كل أربع وعشرين ساعة ونظرية غليان الماء عند درجة حرارة مائة عند مستوى سطح البحر حسب مقياس سلسيوس.  هل هذا هو الإيمان؟  أي إيمان إذن بنبوة رسول الله إذا كان العلم قد أثبت بصورة نهائية أنه رسول الله؟  المسألة, بهذا الشكل, لا تحتاج إلى إيمان.  المسألة ثابتة علميا.

 

ويتبقى السؤال الرائع.  كيف سيحاسب الله الناس يوم القيامة.  وياله من سؤال.  من أين لبشر أن “تعرف” كيف سيحاسب الله الناس يوم القيامة؟   ما كل هذه العظمة؟  تخيل أن هناك من يريد أن “يعرف” كيف سيحاسب الله الناس يوم القيامة.  والإجابة باختصار أننا لا نعرف وقد لا نعرف أبدًا حتى بعد يوم الحساب كيف “حاسب” الله الناس يوم الحساب.  هذه أمور لا يعرفها إلا الله.  كل الذي نعرفه هو أن الله العدل سوف يحاسبنا بكل عدل.  هل هناك ما هو أعدل من عدل الله؟  كيف, بالله, يمكن لبشر أن “يسأل” كيف سيحاسبنا الله؟

 

وكأن المسألة, بهذا الشكل, أن مفكرنا الإسلامي الكبير, فضيلة الأستاذ الدكتور محمّد سلامه, يريد أن يعرف ما لا يمكن معرفته أبدا, ويتساءل عما لا يجب أن يتساءل عنه ابدا.  هذه أشياء يمكن لنا أن نؤمن بها أو لا نؤمن بها إلا أنها أشياء يستحيل أن نعرفها يوما.   وكأن المسألة, بهذا الشكل أيضا, أن فكرة أن الفطرة السليمة سوف تحل لنا هذه المشاكل هي فكرة غير سليمة لسببين: الأول أن هذه مشاكل لا حل لها سواء عن طريق الفطرة السليمة أو الفطرة الخربانة.  الثاني أن فكرة الفطرة السليمة ذاتها هي فكرة وهمية لا دليل على صحتها.  فكما يقول مفكرنا الإسلامي الكبير, فضيلة الشيخ أحمد المُهري:

“كل ما نقوله يُعتبر وهما حتى نأتي بالدليل العلمي القابل للتجربة الحسية أو الدليل من القرآن الكريم”.

#تطويرالفقهالاسلامي

https://www.facebook.com/sunnijurisprudence/

3 تعليقات
  1. ambmacpc :

    الدليل العلمي على وجود الله وعلى أن الإسلام هو دين الله
    إذا كان الإيمان هو اليقين بما ليس عليه دليل فما الفرق بينه وبين الوهم؟ وإذا لم يكن هناك دليل على وجود الله وعلى أن الإسلام هو دين الله فلم ندعو الناس للإسلام؟ وإذا لم يكن هناك من دليل علمي على أن الله هو الرزاق, وأنه يحيي ويميت, وأنه يدبر الأمر, وأنه من يحفظنا, ويسترنا, بل ويهدينا, وأنه وحده من سيحاسبنا يوم القيامة على أفعالنا, فلماذا نحرص على تعليم أولادنا مثل هذه الأمور؟

    لماذا نعادي الملحدين بينما هم بهذا التعريف أكثر منطقية من المؤمنين؟ لماذا ندين من حرص على مصلحته, ومنفعته, ولذته, وتخلى عما يطلق عليه القيم, والأخلاق, والمثل العلا, والفضائل, إذا كانت هذه الأمور هي نتاج المجتمع, وقوانينه, وعاداته, وليست مرجعية ثابتة داخل فطرته؟ لماذا يجب أن نعلم أبناءنا التضحية, والإيثار, والعفو, والرحمة, والوفاء, رغم أن تبعات تلك الأمور تصب في صالح غيرهم؟ أو لماذا نجد في الناس من يتصف بهذه الصفات؟ لو لم توجد الفطرة لكان ما يفعلونه هو نوع من البله, والعته, والسذاجة.

    إن الدعوة لقصر تعريف الإيمان على أنه اليقين بما لا يمكن أن يقام عليه دليل من أي نوع, أو اشتراط أن يكون الدليل المقدم للإيمان من النوع العلمي المادي هو تمييع للإيمان, وتبرير للإلحاد, وتسفيه لكل من عظم الإيمان بداخله.

    أرى أنه يجب أن تحسم هذه النقطة أو القضية من كافة أعضاء مركز تطوير الفقه, لأن إقرار التعريف الأول يعني ببساطة هدم كل ما يسعى إليه المركز, والطعن في مصداقية أناس تجمعوا على تصويب خطأ قديم, وخلق صواب جديد ليس على كلا الأمرين أو لهم أي دليل على الصواب أو الخطأ.

    محمّد سلامه

  2. ambmacpc :

    حديث الوهم

    كل ما نقوله يُعتبر وهما حتى نأتي بالدليل العلمي القابل للتجربة الحسية أو الدليل من القرآن الكريم.

    أحمد المُهري

  3. ambmacpc :

    لمسألة من أبسط ما يكون
    عندما تحدث الناس بما تخبرك به نفسك فعليك بإعطائهم الدليل على صحة ما تخبرك به نفسك. والدليل على صحة ما تخبرك به نفسك يعيش دومًا في نفسك. كل ما يلزمك القيام به هو أن تسأل نفسك عما ترى نفسك فإذا ما أخبرتك نفسك بصحة ما تحدثك به نفسك فهذا هو الدليل على صحة ما تخبر به الناس. والمسألة من أبسط ما يكون.
    تشارلز كيلوج
    “المسألة من أبسط ما يكون”
    ‫#‏تطوير_الفقه_الاسلامي‬
    ترويج المنشور

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.