الخلايا الجذعية والحلول المعجزة #ابشر_وتبسم 

عندما تفقد السحلية ذيلها نجد انها قادرة ع استنبات ذيل بديل… هذه الفكرة كانت موضع اهتمان العلماء لماذا لا يتمكن جسم الانسان من تعويض الجزء المتضرر او المفقود…تحولت الفكرة الى بحث والبحث الى اكتشاف الخلايا الجذعية هذا المقال يحاول ان يستعرض مستقبل الطب في ضوء تطور التقنيات لاستخدام الخلايا الجذعية والجنينية تحديدا 

المقال من #ساسة_بوست 

مع الكاتب #علاء_السيد 
الوحدة البنائية الأساسية لجسم الإنسان هي الخلية. ويتكون جسم الإنسان من أنواع عديدة من الخلايا المهمة المسؤولة عن الكثير من العمليات الحيوية في أجسادنا: خلايا القلب لضخ الدم، وخلايا الدماغ للتفكير والتحكم، والخلايا العصبية للإحساس، وخلايا الكلية لتنظيف الدم من الشوائب والمواد الضارة.

ومن بين أهم الخلايا الموجودة في جسم الإنسان توجد الخلايا الجذعية، الخلايا الجذعية (أو الخلايا الجذرية) هي خلايا غير متخصصة (لم تتمايز إلى خلايا متخصصة لأداء وظائف محددة)، والتي تتميز بقدرتها على الانقسام، وتجديد نفسها باستمرار.

ويعتبر اكتشاف العلماء لهذه الخلايا واحدة من أهم اكتشافات الطب الحديث، ويعول عليها الأطباء آمالًا كثيرة في علاج الكثير من الأمراض الخطيرة، والأمراض المزمنة، بينها أمراض تصيب الكبد والجهاز العصبي وغيرها، وبشكل عام تأتي هذه الخلايا من مصدرين رئيسين: الخلايا الجنينية، والخلايا الجذعية الجسدية.

الخلايا الجذعية الجسدية أو البالغة

تتواجد الخلايا الجذعية الجسدية في جميع أنحاء الجسم، بعد اكتمال عملية التطور الجنيني، هذه الخلايا توجد داخل أنواع مختلفة من الأنسجة، تم العثور على هذه الخلايا الجذعية في أنسجة الدماغ، والنخاع العظمي، والدم والأوعية الدموية، والعضلات، والهيكل العظمي، والجلد، والكبد، إلا أنها تظل في حالة سكون، أو حالة عدم انقسام نشط لسنوات؛ حتى يجري تفعيلها من خلال الإصابة بمرض أو تلف ما في هذه الأنسجة.

ويمكن أن تنقسم الخلايا الجذعية البالغة أو تتجدد ذاتيًا لأجل غير مسمى، مما يمكنها من إعادة توليد مجموعة من الخلايا التي تتراوح بين تجديد عضو معين في الجسم أو جزء منه، وحتى تجديد الجهاز الأصلي بأكمله، ويعتقد عمومًا أن الخلايا الجذعية البالغة تقتصر في قدرتها على التمايز على أساس الأنسجة الأصلية المشتقة منها، بمعنى أن كل خلية جذعية ستتمايز إلى خلية جسدية معينة طبقًا للنسيج المتواجدة به، ولكن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنها يمكن أن تتمايز لتكون أنواعًا أخرى من الخلايا.

هناك ثلاثة مصادر معروفة للحصول على الخلايا الجذعية البالغة في البشر: أولها نخاع العظام، وهو الأمر الذي يتطلب استخراج الخلايا عبر حصاد نخاع العظم، من خلال الحفر في العظم (عادة عظم الفخذ أو العرف الحرقفي). وثانيها الأنسجة الدهنية (أو الخلايا الشحمية)، وهو الأمر الذي يتطلب الاستخراج عن طريق شفط الدهون.

المصدر الأخير يتمثل في الدم، وهو الأمر الذي يتطلب استخراج الخلايا من خلال فصل مكونات الدم، إذ يتم سحب الدم من المتبرع (على غرار عملية التبرع بالدم)، وإمراره عبر الجهاز الذي يستخرج الخلايا الجذعية، وإرجاع بقايا الدم كرة أخرى للمتبرع.

وتستمد الخلايا الجذعية الجنينية من الأجنة البشرية التي يبلغ عمرها بين أربعة وخمسة أيام، وهي تلك الفترة التي يكون فيها الجنين في مرحلة الكيسة الأريمية (blastocyst). هذه الأجنة عادة ما تكون قادمة من عملية تلقيح اصطناعي خارج جسم الإنسان، حيث يتم تخصيب عدة بويضات في أنبوب اختبار، ثم يجري اختيار واحدة منها لزرعها في رحم امرأة.

يذكر أنه تبدأ عملية التكاثر الجنسي في الإنسان عندما تلقح الحيوانات المنوية عند الذكور بويضة الأنثى لتشكيل خلية واحدة تسمى البيضة الملقحة أو الخلية الملقحة. هذه الخلية الملقحة تبدأ سلسلة من الانقسامات، لتشكيل 2، 4، 8، 16 من الخلايا، ثم تتواصل عملية الانقسام بشكل متصل ومتضاعف. بعد مرور من أربعة إلى ستة أيام – وقبل قيام الجسم بزرع هذه البويضة الملقحة في جدار الرحم – يكون اسمها الكيسة الأريمية. تتكون الكيسة من كتلة خلوية داخلية (الجنين)، وكتلة خلوية خارجية (للتغذية).

تصبح الكتلة الخلوية الخارجية جزءًا من المشيمة، والكتلة الخلوية الداخلية هي مجموعة من الخلايا التي من شأنها أن تتمايز لتكون الهيكل الأساسي لكائن حي بالغ بعد اكتمال النمو. هذه الكتلة الأخيرة هي مصدر الخلايا الجذعية الجنينية أو خلايا غير مكتملة النمو (خلايا مع إمكانية كلية لتتطور إلى أية خلية في الجسم).

في الحمل الطبيعي، تستمر مرحلة «الكيسة الأريمية» حتى زرع الجنين في الرحم (عملية الإخصاب لا تتم في الرحم، لكنها تتم فيما يعرف بقناة فالوب)، وعند هذه النقطة يشار إلى هذه الكتلة الخلوية على أنها «جنين». هذا يحدث عادة في نهاية الأسبوع العاشر من الحمل، بعد أن يتم إنشاء جميع الأجهزة الرئيسة في الجسم.

لكن عند استخراج الخلايا الجذعية الجنينية، يقوم العلماء بعزل الكتلة الخلوية الداخلية، في طبق إنبات خارجي يحتوي على سائل غني بالمغذيات اللازمة لنمو الخلايا، ولأنها تفتقد إلى التحفيز الضروري لعملية التمايز، فإنها تبدأ في الانقسام، وتكرار نفسها، مع الحفاظ على قدرتها على التحول إلى أي نوع من الخلايا في الجسم البشري. في نهاية المطاف، هذه الخلايا غير المتمايزة يمكن أن تكون حافزًا لخلق خلايا متخصصة.

ألزهايمر

مع قدرة العلماء على عزل واستنبات الخلايا الجنينية الجذعية، ومع قدرة العلماء المتزايدة على خلق خلايا جذعية باستخدام تقنيات نقل نواة الخلية الجسدية، وخلق الخلايا الجذعية المحفزة، بدأ العلماء يستخدمون هذه التقنيات في محاولة الوصول لعلاج فعال لكثير من الأمراض المستعصية.

وأجريت بحوث حول آثار الخلايا الجذعية على نماذج حيوانية مصابة بانحلال في الخلايا الدماغية، مثل أمراض «باركنسون»، والتصلب العضلي الجانبي، ومرض «ألزهايمر». وكانت هناك دراسات أولية تتعلق بمرض «التصلب المتعدد».

أدمغة البالغين الأصحاء تحتوي على الخلايا الجذعية العصبية التي تنقسم من أجل الحفاظ على أعداد الخلايا الجذعية العامة، أو أن تتحول لخلايا أصلية. في الحيوانات المختبرية البالغة والسليمة، تهاجر الخلايا الأصلية داخل الدماغ، وتكون وظيفتها في المقام الأول هو الحفاظ على الخلايا العصبية لحاسة الشم بنفس الكمية؛ وبالتالي فإن تنشيط الخلايا الجذعية العصبية عبر أدوية معينة يتسبب في حدوث عمليات حث عصبي وانتعاش في السلوك الخاص بنماذج الفئران البالغة المصابة باضطرابات عصبية.

تتسسب السكتة الدماغية وإصابات المخ في موت الخلايا، التي تتميز بفقدان الخلايا العصبية المميزة داخل الدماغ، وكانت هناك تجربة سريرية صغيرة أجريت في اسكتلندا عام 2013، والتي يجري فيها حقن الخلايا الجذعية في أدمغة مرضى السكتة الدماغية. وقد أجريت دراسات سريرية وحيوانية على استخدام الخلايا الجذعية في حالات إصابات «الحبل الشوكي». وجميع التجارب بدأت تعطي نتائج مشجعة.

الدم

ما يميز الخلايا المناعية في جسم الإنسان هو أنها تسمح للجسم البشري بالدفاع عن نفسه ضد الميكروبات سريعة التكيف. ومع ذلك، فإن الجهاز المناعي يكون عرضة للتدهور عند الإصابة بالأمراض، وبسبب الدور الحاسم الذي يلعبه جهاز المناعة في عملية الدفاع بشكل عام، فإن انتكاسته غالبًا ما تكون قاتلة للكائن الحي ككل.

من بين الخلايا المكونة للدم، هناك خلايا الدم البيضاء، وخلايا أخرى تكون الجزء الرئيس لجهاز المناعة. خصوصية هذه الخلايا المناعية هي أنها تسمح بالتعرف على «الميكروبات» والخلايا الغريبة، هذه الخصوصية تؤدي إلى المزيد من التحديات في علاج أمراض المناعة. فيجب أن يتطابق نسيج المتبرع مع أنسجة المتلقي من أجل نجاح عملية الزرع، لكن المشكلة أن الأنسجة المتطابقة تكون غير شائعة، حتى بين الأقارب من الدرجة الأولى.

ووفرت الأبحاث التي تستخدم الخلايا الجذعية البالغة، والخلايا الجذعية الجنينية، تطورًا ملحوظًا في آليات، وطرق العلاج الممكنة لكثير من هذه الأمراض.

العمى وضعف الرؤية

في عام 2003، نجح الباحثون في زراعة خلايا القرنية الجذعية في العيون المتضررة بغرض استعادة النظر، وجرت عملية حصد طبقات رقيقة من الشبكية من الأجنة المجهضة (وهو ما لاقى اعتراض البعض في ذلك الوقت). عندما تزرع هذه الطبقات على القرنية المتضررة، فإنها تحفز الخلايا الجذعية للقيام بعمليات التجديد والإصلاح، واستعادة الرؤية في نهاية المطاف.

وفي عام 2005، استطاع باحثون في مستشفى الملكة فيكتوريا بإنجلترا من استعادة نظر 40 مريض باستخدام هذه التقنية المذهلة. وتمكن الباحثون من استخدام الخلايا الجذعية التي تم الحصول عليها من مريض، أو قريب أو حتى جثة، لاستعادة نظر هؤلاء المرضى بنجاح.

وفي عام 2005 أيضًا، زرع أطباء في إنجلترا خلايا قرنية جذعية من متبرع بالأعضاء إلى قرنية امرأة أصيبت بالعمى في إحدى عينيها؛ نتيجة سقوط حامض قوي في عينها، ومن المعروف أن القرنية، وهي الغطاء الشفاف للعين، تعد موقعًا مناسبًا جدًا للزراعة. بل إن أول عملية زراعة أعضاء ناجحة في الإنسان كانت هي عملية زرع القرنية، فغياب الأوعية الدموية داخلها يجعل منها هدفًا سهلًا للزراعة.

تطبيقات أخرى

ومن بين التطبيقات الكثيرة لتقنية الخلايا الجذعية يمكن تنمية الخلايا الجذعية الجنينية في مزرعة خلوية، ثم تحفيزها بهدف تكوين خلايا منتجة للإنسولين، والتي من الممكن زرعها في جسم المريض، وبالتالي إيجاد علاج شاف ودائم لمرض «السكري».

أضف إلى هذا استخدامها في أمراض القلب والشرايين، ولعلاج الحروق المختلفة، والتهابات الروماتيزم، وتأخر الكلام نتيجة لعوامل وراثية، وعلاجات أنواع مختلفة من السرطان، وعلاج الصلع، وزراعة الأسنان، وغيرها.

#ساسة_بوست 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.