كيف لنا أن نعرف الحق من الباطل؟ #مركز_تطوير_الفقه_الاسلامي #د_محمد_سلامة

كيف لنا أن نعرف الحق من الباطل؟

#مركزتطويرالفقهالاسلامي #دمحمد_سلامة

 

“بعد أن اقتربت قناعاتنا من ترجيح أن كل ما نؤمن به لا يمكن أن نجد له من العقل والمنطق والعلم ما يثبته أو ينفيه.  ونحن نوقن تمامًا أن غيرنا لا يملك أي دليل أو برهان منطقي أو عقلي أو علمي على صواب ما يعتقد.    نحن نشك في صواب الفقه القديم, ونرجح تخلفه عن المنطق والعلم والعقل, ونشك كذلك في صدق ما جمعه البخاري ومسلم وكل أصحاب الروايات, غير أننا نوقن ببطلان كل ما ورثه غيرنا من أصحاب الديانات جميعا.  إذن فنحن جميعًا نقف على أرض رخوة, لا فرق بيننا وبينهم.  والسؤال: هل يمكن أن نظل نقف على أرض رخوة حتى نلقى الله, ثم نتبين حينها أين كان الحق وأين كان الباطل؟   هل من سنة الله في خلقه أن يجعلهم عاجزين عن التعرف على الحق؟   والتفرقة بينه وبين الباطل؟    ثم يوم القيامة يدخل أهل الحق الجنة وحدهم, ويلقى أهل الباطل في النار جميعا.    أليست هناك أرض صلبة يمكن لكل البشر الوقوف عليها, فنتبين الحق جليا, ويبدو لنا الباطل ظاهرًا لا لبس فيه؟ 

 

إن أهل الباطل يتمنون ألا تكون هناك مثل هذه الأرض الصلبة, فنتساوى جميعًا.   أي نكون كلنا في شك, ولا أحد يمكنه التيقن بالحق من الباطل.   لو لم توجد هذه الأرض الصلبة لكان حساب الله لنا يوم القيامة عبثا, ولكان عقاب من لم يؤمن بالحق وتخليده في النار ظلم بيِّن, ولكان دفاع مثل هؤلاء عن أنفسهم بالحجة البسيطة: وكيف كان لنا أن نعرف الحق من الباطل؟   هذه الحجة أقوى من الاتهام الذي يلقيهم في النار.   هل تساؤلي مشروع؟   هل أتجاوز الخطوط الحمراء؟  أليس من حقي تفضيل أن أشقى بالحقيقة على أن أنعم بالوهم؟  هل يجرؤ أحد من أعضاء المركز على مناقشة هذا الأمر بدون حساسية, وتحفظات, وتوجس, وشك, واتهام؟  هل هذا الكلام يختص بأصل من أصول الحياة, أم أنه يختص بموضوع جانبي يمكننا غض الطرف عنه؟

 

محمدسلامة

تعليق واحد
  1. ambmacpc :

    مرحبا
    حول ما طرحه استاذنا الدكتور محمد سلامة ، من اشكال ،حل كيف نميز الحق عن الباطل ؟ وكانت لفتته أن :
    إن أهل الباطل يتمنون ألا تكون هناك مثل هذه الأرض الصلبة, فنتساوى جميعًا. أي نكون كلنا في شك, ولا أحد يمكنه التيقن بالحق من الباطل.

    هل هناك ارض صلبة ؟ هل هناك شيء نستند اليه ؟
    أنا اثق تماما ان الدكتور سلامة يعلم الاجابة التي هي دندان مقالات الكريمة ، وربما حوت اجابة الكتور شاهين جزءا كبيرا من تلك الاجابة اننا استندنا الى اننا مؤمنون يقينا بأنه لا اله الا الله ويقينا ان محمد رسول الله ويقينا بأن القرآن الكريم كتاب الله ، وهذا الايمان جاء نقيا صافيا لانه ايمان قائم على غير دليل ، لان البحث عن الدليل فيه هو اننا نشك في ذلك واننا انتهينا ان الايمان نقيض العلم ، ونعني بنقيضه ان اي العلم هو ما يمكن ادراكه والتثبت منه يقينا عبر التجربة والبرهان.. حيث بين لنا الدكتور شاهين ما اتفق عليه من حوارات المركز بأن :
    (1) الإيمان هو انعدام الشك في صحة ما لا يقوم عليه دليل, ومن أننا
    (2) لا نؤمن إلا بالله, وبأن محمدًا رسول الله, وبأن القرآن كلام الله, ومن أن
    (3) العمل الصالح هو كل عمل يتم فيه أخذ مصالح الآخرين في الاعتبار.”

    فالحق والباطل مسألة من مساءل الايمان فالحق مرتبط بالايمان بالله تعالى وحده لا شريك له والايمان باليوم الاخر يوم يجمع الله خلقه في يوم لا نعلمه وهو من عالم الغيب الذي لا ندركه بأي وسيلة كانت الا ان هذا هو الحق الذي يريدنا تعالى ان نسلم به ،،، قال تعالى في الانبياء :

    ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ (24))

    وقال تعالى في الاسراء :
    سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77) أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا (79) وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (80) وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا(83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا (84) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86)

    وقال تعالى في سورة الانعام :
    وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)

    فالحق الذي نستند اليه هو ايماننا بالله تعالى لا شريك له ، ايمانا يقينا خالصا له تعالى .

    أما الشك فهو امر طبيعي لبشر ، وما انتهى الشك فقد اكتمل لديك الايمان ،و لنعد لمسألة الحق والباطل هو الله تعالى ،وبالتالي هل الديانات الأخرى التي لا تؤمن بالله تعالى وتعبد الاوثان على حق ، هي على باطل ، واذن من يؤمن بالله تعالى من غير اتباع القرآن الكريم هو في الحق الا ان لديهم سوء في الفهم في اتباع البشر وتركهم للتدبر في مراد رب البشر ، هم مسيحيون ام يهود او يزيدين ام غيرهم ممن يؤمن بالله لا يختلفون عن اتباع الفقه الإسلامي القديم ، ليدهم شائبة في خلطهم بين قول الله وقول البشر ، ولذا لا اظن اننا في مركزنا نبحث عن الحق والباطل تحديدا ، وانما نبحث عن الخير والشر الذي هو مسار بشري .
    ولذا نظن ان كل خطوة يختارها أي انسان هي تحديد للنموذج الذي يرسمه لمستقبله ، ومستقبل من يرعاهم ، وكذا نظن ان الحرية كاملة لكل انسان في الاختيار هذه الحرية ليست هبة من احد بل من الله تعالى ، الا ان هذه الحرية ليست مطلقة بلا حدود ، حدودها العرف والقانون ، فالباحث عن الحرية المطلقة عليه ان يعيش وحيدا منفردا بلا شريك من أي مخلوق . وهذا مستحيل ، فالحرية هنا هي مراد الله تعالى في تحديد درب الانسان الذي يريده ايريد ان يتبع الحق ام الباطل ، قال تعالى في سورة البلد :
    لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)

    وقال تعالى في سورة الانسان :

    هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)

    خلاصة القول ان هناك ارض صلبة نستند اليها ورغم هذه القاعدة الصلبة التي نستند اليها الا اننا لا يمكننا اجبار احد على ان يقف عليها معنا ، له الحرية الكاملة في حياته وسنعيش معه ما احترم الحرية الكاملة لنا في هذه الدنيا . قال تعالى في آل عمران :
    فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)

    وبالتالي همنا الأكبر هو اطلاق الفكر للتعلم والبحث والتدبر في مراد الله تعالى ، ليس على ضوء فهم السلف من الائمة العظام وانما على ضوء اننا ساعون في الخير نرغب في ان نكون من اهل العمل الصالح الذي يرضى الله تعالى عنه ونستحق عنه الجنة ، همنا الأكبر هو ان نصل الى يوم نتعامل معه مع المورث الثقافي الفكري البشري ببحث وتحقيق وتنقيح ، تطوير وإلغاء ، مثله مثل العلوم التطبيقية ، التي تفاجأنا كل يوم ومع تقدم التقنيات التي تسهل اجراء التجارب ، اننا مازلنا نتعلم ، لم يكن يتوقع أي انسان قبل اقل من عام ان يكون في سماء الكون ماء سوى في الأرض ، اليوم يشاهدون ثلوجا تتساقط في جنبات المجرة . اذن الأدوات التي تتطور دليل على قدرتنا على إعادة النظر ومحاولة الفهم لنصوص الكتاب المقدس الذي بين أيدينا القرآن الكريم ، كما هي ابداعات شيخنا الجليل احمد المهري التي يبحث عن تفسير لكتاب الله من خلال كتاب الله تعالى . اتخيل الشيخ احمد المهري المستقبلي سيقلب الموازين في فهم كتاب الله .
    محاولة للبحث مع استاذي الدكتور محمد سلامة
    محبتي الدائمة
    احمد مبارك بشير

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.