البحث عن #اعادة_اعمار في #اليمن #اعادة_نظر
البحث عن إعادة الاعمار
والان بعد مرور 200 يوم من #حرب_اليمن_2015 التي مازالت بوادر الانفراج فيها سياسي بحت ، ولا يوجد أي اطار غير السياسة لأنهاء تلك الحرب . لماذا ؟
لان اطراف الحرب لابد ان يتعايشوا من جديد ، والا فإن اطار الصراع سيستمر ولن يتمكن احد من الانتقال الى مربع إعادة الاعمار . ولكي يتعايشوا لابد من اطار سياسي لانهاء الحرب بقبول جميع اطراف الصراع في حرب اليمن لاتفاق يوحدهم .
وبعيدا عن جدليات من على الحق ومن على الباطل ،فرأس المال تجارا ورجال اعمال ، وطنهم يحدده قدرتهم على خلق اعمال في مكان آخر ،الا ان حبهم لبلدهم يجعلهم في قمة التمسك بالثبات ، والبحث عن مرحلة إعادة الاعمار .
اليوم نحن نبحث عن تلك الوقفة #اعادة_الاعمار ، ولكي لا ابتعد كثيرا معك قارئي العزيز ، فلتعلم ان المقصود بإعادة الاعمار بعد الحرب يأتي في اطارين :
- البنية التحتية .
- بناء رأس المال الوطني .
فالأولى تسهم تلقائيا في الثانية ، وبالتالي لا يعتني إعادة الاعمار بعد الحرب في ترميم مساكن لان هذه تلقائيا تتولد من نمو رأس المال ، وتدوير الاعمال . وبالتالي لا اتحدث عن التعويضات لأنها اطار الزامي يتبع الحرب في اطار آلية يتم التوافق عليها من الأطراف المتحاربة او المانحين و من خلال أيضا نمو رأس المال .
عموما الكارثة التي صنعتها الحرب انها دمرت البنية التحتية المتوفرة وان كانت في حدها الأدنى ، ولذا فمتطلبات إعادة الاعمار هنا كبيرة بل وفريدة من نوعها انها تجديد كامل للبنية التحتية ، وبالتالي هي فرصة قدر ماهي كارثة ، فرصة حيث ستكون جاذبة لكبرى الاستثمارات في البنية التحتية ، مغرية لانها أرض خصبة لتطوير ثروات تلك الشركات المستثمرة ، وهنا نتوقف … ماهي الرؤية التي تضعها #حكومة_الشرعية لهذا الاتجاه …. لان أولئك لا يعملون في الظلام ولا حتى في الغموض.
الجانب الثاني هو بناء رأس المال الوطني ، ان كارثة مخيفة برزت مع احداث 2011 ، وتطورت فيما تلاها من سنوات وهي ان القدرة العاملة في اليمن لا يعمل منها الا اقل من 30% فقط ، والباقي كما بقية الفئات تعيش على غطاء ال 30% او منظمات الدعم والإغاثة . ان ابسط مظهر من مظاهر تلك الكارثة ان 1% من القدرة التي تعمل ال 30% فقط تعمل في الصناعة ، وان 30% يعملون في الزراعة في بلد زراعي ، وبقية الأنشطة اعمال خدمية … فكيف تستطيع في هذه الصورة ان ينمو رأس المال الوطني والذي من صلب هذا الرأس المال هو الانسان ، المورد الذي ان تحرك تحركت عجلة الاقتصاد ، في بلد غني جدا بموارده ، لكنه فقير جدا جدا بمداخيل أبنائه … انها التناقضات التي ارهقتنا بسبب حكومات لا تعرف ماذا تريد ولا الى اين تمضي بالتحديد ؟؟؟ … فقط انها تبحث عن الانفاق والايراد النقدي ولا تعلم ان الانفاق والايراد هذا سيتضاعف مئات مئات المرات ان فقط #اعادة_نظر في طريقة إدارة الموارد التي تمتلكها الدولة .
هنا لا اطيل الحديث ولا اريد الاطالة هنا فقط ارغب في #اعادة_النظر في طريقة إدارة ماقبل ومابعد الحرب ، هل نظل في اطار … البحث عن استقرار ، وامان ، وووووو …
كيف ذلك ؟
البداية في فهم الاتي :
الفرق بين التطوير والتجديد :
التطوير او التحسين هي القاعدة الفاعلة في البناء المستمر، وتزداد فاعليته ان تتحول الى اطار العادة أي الاستمرارية ، اما التجديد فهو فكر ثوري يختلف عن المألوف الا انه لا يثبت حتى يندمج معه الناس .
وبالتالي يعجز التجديد عن الثبات لفترة طويلة اما التطوير فلا يشعر به احد لانه ينسجم مع الثبات ، فلا تشعر بأنه شيئا تغير ، وفعليا هناك تغير تام .
وبالتالي يجب ان ندمج الفكرين .
وبمثال عامي :
التجديد يمثل شخص وصل لمنصب كبير ، بعد استلامه المنصب قام بتطليق زوجته ، فقد احس بجهلها ، وبسوء طعامها ، وعدم قدرتها على فهم متطلباته .. تزوج من امرأة أخرى متعلمة ، من فئة (الموديرن! ) ، هذا الانفصال التام عن الحياة السابقة لحياة مختلفة ، قد لا تكون دائما خيارا صحيحا خاصة بعد مدة زواج سنوات ،إنه تصرف ثوري بحت أدى الى ابراز قدرته على التغيير الكامل الا انه نسي ما سيتسبب فيه ذلك على الطرف الآخر الذي بالتأكيد يشعر بالخيانة .
التطوير او التحسين قالب مختلف ، حيث يبدأ الزوج في التقرب من زوجته ، يساعدها في الحصول على تعليم افضل ، نعم يعيدها للحياة التعليمية ، يساعدها في الحديث معها عن متطلباته الجديدة وكيف يمكن تحقيقها … صحيح ان اثر التغيير سيكون ابطء ، الا انه وفي كل لحظة سيشعر ان هناك الكثير قد تغير في حياته … لكن لربما في المقابل قد تعجز المرأة عن مواكبة التغيير ، عند ذلك هي ذاتها ستتقبل عجزها بل وستسعى هي لمساعدته على تحسين وضعه ، ومن هنا يتحول التطوير الى مفهوم الاستمرارية أي التحسين المستمر .
فالطفل يتغير تلقائيا مع بلوغه سن التمييز ، يتغير مع دخوله الجامعة ، يتغير عند زواجه ، يتغير عندما يصبح أبا ، اما …….. هي او هو هذا التغيير لم يكن ناتجا عن لحظة فارقة بل عن تطور طبيعي ، وبالتالي ينسجم مع الثبات الذي يحسب الانسان انه يعيشه وهو فعليا لا يعيشه .
عموما لماذا اتطرق لهذا الامر ؟
ان الكثير من متطلبات إعادة الاعمار ترتبط بالسكان ، بالإنسان ، وبالتالي يجب ان يكون اطار الاعمار مرتبطا بتطوير قواعد الحياة التي تنسجم مع استقرار الامن ، والتوفير للاحتياجات اليومية الاستهلاكية ، لان الانسان لن ينتظر ذلك التجديد الكلي ان ينزل من السماء او ينفجر من الأرض ، فإن لم يكن هناك مسارات واضحة للعمل في التفكير في بعض الجوانب التي ساذكرها لاحقا، يعني هذا استمرار الفوضى ، واستمرار العبث والنهب ، والبحث عن بدائل خارج السياق مما يجعل كوارث الحرب مستمرة وستسيل من حياة الناس أعمارهم كما سالت منهم دماءهم …. فقط #اعادة_نظر .
ماهي المسارات :
- لابد ان يكون اطار المسار السياسي واضحا للجميع ، فاعلا وليس فقط مجرد تنفيذ قرار 2216 ، وماذا بعد تنفيذ القرار 2216 ، ماهي مآلات التنفيذ ،فلا مخرجات الحوار الوطني ولا المبادرة الخليجية ولا القرار يعطينا رؤية واضحة للمسار الذي يؤدي الى الاستقرار وإقامة مسارات الدولة ومنهجية انهاء الفترة الانتقالية ، وكيف تستلم الدولة مؤسساتها وووووووو .
- ماهي البنية التحتية التي نريدها والتي ستؤدي الى بناء الرأس المال الوطني ، الطاقة ، الطرق ، المواصلات ، المياه ، توزيع المدن الصناعية ، تحفيز الزراعة و الرعي….. ؟
- كيف يمكن ان يتم دعم الرأس المال الوطني ، بكل ما يمتلكه لجذبه للعمل في بلده ، أن من ابسط الأشياء ان نعلم ان هناك تجارا يعملون في الاستيراد ، حققوا مليارات ، صبت في دول أخرى لتتحول الى مصانع ومعامل وبدون ذكر أسماء ، فالاموال التي حصولها من الوطن ، ثم خرجت ولم تعد له ، فلم تطور ابناءه ولم ترفع القدرة الإنتاجية فيه ….؟
- آلية تطوير أدوات الوعي وتنمية الرأي المجتمعي ، وإزالة كل العقبات التي تجزئ المجتمع ، وتقطع اوصاله ، ان أدوات الاعلام قادرة على صناعة الوطنية التي تشطب فيها المذهبية والحزبية والمناطقية ، لتؤسس لمجتمع متماسك في قالب واحد وفي هدف واحد ومن اجل #الوطن_للجمبع #الوطن_يجمعنا #الجميع_وطن .
- ماهي الاحتياجات التدريبية العاجلة للعمل على الحد من تفاقهم البطالة المرعب ، و #انقاذ_شبابنا_من_الفراغ ، الذي يستغل من قبل (حمقى ) لتحويلهم الى العوبة بيد الإرهاب او البلطجة ، وهذه مداها قصير وفاعل لكنه لا يكفي فلابد أيضا :
- ماهي احتياجات تطوير التعليم ، والذي سيكون ناتجه بعيد المدى لكنه سيخلق الاحتياج الحيوي المستمر للاعمار المستمر ؟ انه جيل تلو جيل ….
أحبني الكتابة صعبة باستخدام الجوال الذكي ، ربما لم اعتده بعيدا عن حاسوبي ….
الا ان الكهرباء علمتنا ان نتناسى كل الاجهزة الالكترونية … وصراحة كل شكري لشاحني بالطاقة الشمسية والذي شغل جوالي الالكتروني لأتواصل معكم بعد غياب عن مقالتي الطويلة …
شكرا
و
الحمد لله على كل حال
مع محبتي وربما لنا لقاء
أحمد مبارك بشير
12\10\2015