لاجئون تحت النار

لاجئين تحت النار

مرحبا من جديد

نعم اطلت الغياب عنكم فاعتذر

ولأن قلمي قرر العودة للمشاغبات السياسية ، فأرجو منه ان يستمر بنشاطه الدائم ..

في أول مقال افتتح به قضية من القضايا الإنسانية التي استغرب أن مشكلتها تقع في أرض الرافدين ، ربما استغرب بعض الشيء ، لكن لماذا استغرب والنظام في بغداد يجرع أهله المرار فمال بال الضيوف..

حديثي عن قضية معقدة وطويلة عن المعارضة الإيرانية ، والتي يستوطن لاجئوها اليوم في العراق ، هربوا من بطش دولتهم ، فلاحقهم بطش مضيفهم ، من نار ايران إلى جحيم العراق .

ربما البعض يتساءل عن من أتحدث ؟

دعوني أعود بكم للوراء والقصة التي تتكرر في كل ، دولة يتصاعد فيها الظلم ، وتندثر العدالة ، ويرتفع صوت يقول بل هي آثار الثورة … ولكي لا أظلم الثورة فللثورة حديث آخر ..

في العام 1965م تشكلت جبهة معارضة لحكم الشاه من عدد كبير من المثقفين والاكاديميين الإيرانيين ضد حكم الشاه في ايران ، وبهدف اسقاط حكم الشاه ، عرفت هذه المعارضة باسم مجاهدي خلق ، وهي الأقوى والاشهر في المعارضة الإيرانية قديما وحديثاً ،وقد شكلت ما يسمى بـ «جيش التحرير الوطني الإيراني» الذراع المسلح لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية والذي يتمركز إلى وقت قريب في معسكر أشرف وعدد من معسكرات أخرى في العراق والذي ساهم النظام في بغداد بعد  في تدميرها والحد من وجودها ونقل كل من فيه الى مخيم لجوء يسمى ليبرتي بحجج لا ترقى الا ان تكون غير إنسانية .

اعتبرت الحركة منظمة إرهابية وظلت محظورة حتى تم العفو الأمريكي عنها في العام 2012 .. وسبب ذلك أن الحركة كانت تستخدم وسائل الاغتيالات والتفجيرات للتعبير عن رأيها واشعار العالم بها …

نعم كانت تتحرك بشكل لا ينم عن فهم سياسي ولكن السبب الرئيسي في تحول الحركة من معارضة سياسية لحركة مسلحة ،هو النظام في ايران ، بعد سقوط نظام الشاه نتيجة “الثورة الإيرانية” ، والتي كان للمنظمة دور كبير في نجاحها ، بل هي شريكة في صناعتها ، تلقت ضربة قوية من النظام الجديد  بعد أن ظهرت خلافات بينها وبين النظام في شكل الدولة والدستور واطار الحكم وخلافه ، والذي يظهر بصورة طبيعية بين الخصوم السياسيين ، تحول الخلاف بعد عامين ونصف العام من الثورة في إيران إلى الاقتتال بين النظام والمنظمة خلق في صراع بدأ ومازال مستمرا حتى الآن، حيث تم شيطنة المنظمة واتباعها من قبل النظام في ايران ساهم في هذا دخول ايران الحرب ضد العراق في حرب الخليج الأولى والتي ابتدت طلقتها الأولى في 1980 يعني بعد حوالي سنة من الثورة في ايران ، ولأن من استولى على اطار الحكم في ايران هو الجيش وبرز في صورة الموجه للثورة الخميني الذي يخفي خلفه النظام العسكري الحاكم الفعلي في ايران حتى اليوم ، سهل هذا أن من يخالف توجهات النظام في مرحلة حساسة هو عدو وخائن وغير وطني …. مما جعل الناس يتجاهلون الكارثة التي حدثت في تلك الفترة نتيجة الصراع مع المعارضة الإيرانية ممثلة في مجاهدي خلق  قامت الحكومة الإيرانية بإعدام عشرات الآلاف من كل من ينتمي إلى خلق، مما جعل المنظمة تتحول من الصراع السياسي للصراع على البقاء ، وتحولت الأنشطة من العمل السياسي المعارض الى الصراع المسلح ، والمعركة استمرت ، والحقيقة غابت ، ومع استمرار البطش بأعضاء المنظمة  تطور فكر المنظمة  و وجدت أن الدم لا يشفيه الا الدم، وبالتالي تحولت لأعمال المنظمات السياسية وشدت المنظمة عزمها في تطوير عملها و أنشطتها  داخل إيران وخارجها حتى إسقاط السلطة الإيرانية الحالية. حيث واليوم تعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية جزءاً من ائتلاف واسع شامل يسمى بـ: المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.  الذي يعمل كبرلمان إيراني في المنفى، والذي يضم 5 منظمات وأحزاب و550 عضواً بارزاً وشهيرًا من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية والخبراء والفنانين والمثقفين والعلماء والضباط.

ولمعسكر اشرف عشق مع خلق لأنه سمي على اسم زوجة احد أهم قيادات و زعماء الحركة مسعود رجوي وزوجته اشرف والتي صارت رئيسة الحركة بعد وفاة زوجها …

واليوم يرأس المعارضة حكومة منفى برئاسة رئيسة الجمهورية الإيرانية الاسلامية الديمقراطية ، اخت السيد رجوي السيدة مريم رجوي …

تعمل المنظمة بقيادتها لخلق المناصرة لقضيتهم وكشف الستار عن مظالم النظام الباطش في ايران :

–         العودة للمسار الديمقراطي واحترام حقوق الانسان في ايران .

–         رفع الظلم عن لاجئي المعارضة في العراق والذين يعاملون بقسوة وبعنف غير مبرر في غياب لاحترام حقوقهم وحرياتهم وانتهاك لكرامتهم ، فصاروا اقرب ان يكونوا محتجزين ورهائن من كونهم لاجئين حتى الرهينة له حقوق وكرامة .

–          تعمل بقوة لكشف كل عورات النظام والتحالف مع كل من يناصر قصيتهم لدعمه بكل المعلومات والوسائل لفضح الحكم في ايران .

وإن جئنا لذكر ما يحدث في مخيم ليبرتي الذي قرر سكانه الاضراب عن الطعام منذ قرابة 45 يوما حتى يلتفت اليهم العالم ، تلتفت اليهم الحكومة العراقية ، لتوقف مهزلة العنف ضدهم ، مخيم يضرب بالصاروخ وهذا ليس مستغربا ممن اعتاد على القهر والتنكيل بخصومه.

أيها السادة الخلاف يحدث وهو أمر طبيعي .. كلنا نختلف وسنظل نختلف ولكننا اخوة …
أيها السادة الصراع المبني على فكر لا يموت بموت البشر لكنه يموت بموت الفكرة ،والدم إنما يعمق ويثري ويغني الفكرة ويجعلها تتجذر وتتعمق وتتشبث .

نعم الفكرة لا تقتلها الا فكرة أصوب ,اقرب للحق فالحق أكثر صلابة وتماسكاً ، لا نريد أن يعود مجاهدي خلق للعنف القديم بل نريد أن نؤسس عقيدة الحوار والبناء للوصول للأفضل للجميع

البحث عن من المخطئ ليس هذا غايتنا … لكننا نرغب أن نكتشف الخطأ ونصلحه سوية يدا بيد …

إن البحث عن الحل لا يبدأ بالدم بل بالبحث عن جذور المشكلة

والبحث عن جذورها لا يبدأ بأنكار البشرية فلكل بشر الحق في الحياة والكرامة

كل ما نسعى إليه أن يكون الصوت واحدا لا تجعلوا من يستظل بحثاً عن ملاذ آمن يعيش تحت النار التي فر منها …

ناصروا قصية لاجئي المعارضة الإيرانية عبر هذا الرابط :

http://www.avaaz.org/ar/petition/shmw_fy_ySl_lrsl_w_wqf_lZlm_n_skn_mkhym_lybrty_fy_lrq_nhm_bshr/?copy

ضع الانتماء السياسي جانبا وانتمي لحظات للإنسانية

ولحديثي بقية :

أحمد مبارك بشير

8/11/2013

 Iranian opposition group People's Mujahe bb132c0762e05b4da2ea8ca9a9bd5e7a_fc1211765d20a2adae99b4853f772edc_67e473e2f5da844ffa59e8d30dfbf49c_1258106491266

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.