اعادة نشر 2013 : الكذبة الكبرى

الكذبة الكبرى

كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 3 سبتمبر 2010 الساعة: 06:05 ص

Normal

على الأبواب : ((( 2 )))

الكذبة الكبرى !!!

يظهر بعد حرب العراق الثانية ، شخصية عجيبة يقال عنه أنه خبير أسلحة ، كيماوي بارع ،وأردني الأصل اسمه (( فاضل الخلايله )) من عشيرة بني الحسن ، من كبار العشائر في الأردن أشتهر باسم أبو مصعب الزرقاوي ، غادر الأردن هرباً من القضاء ، وبرز اسمه بعد ال1999م ، خسر ساقه في إحدى معارك طالبان وهي تدافع عن نفسها ضد الغزو الأمريكي على أفغانستان ، وفجأة ظهر في العراق ، وفجأة بدأت صورته تبرز كمقاوم ضد الاحتلال ، وهو إن كان حقاً فهو صورة سيئة عن المقاومة ، لكن السؤال الكبير من يمول حركته ، ومن يدعمها ، والمتابع يرى أن أكثر الهجمات يسقط فيها من المسلمين أكثر مما يسقط من العدو، ولا ننكر أننا مع المقاوم الحق ، المجاهد الذي يرفع الظلم عن نفسه وأهله وماله ، وأرضه ، ولكننا لسنا أبداً مع من ينصبون أنفسهم حكاماً بأمر الله ليقضوا بحكمهم ظلماً وعدواناً على الأبرياء ، ومازلت أؤكد أن في الأمر كذبة كبيرة ، فالحرب على العراق قامت ، ومن قام بها يعلم علم اليقين أن حجته التي قام بها كذبة ، وكذبة كبيرة ، ونكتة على من يصدقها ، ونحن من صدق الكذبة ، أو أجبرنا على تصديقها ، والكل يعلم أن غزو العراق كان قائماً ،قائماً ، بأحداث سبتمبر ، أو بدونها ، بموافقة الأمم أو برفضها ، بعلمنا أو بجهلنا ، إنها خطة وهدف مرسوم . أهي لعبة المخابرات الأمريكية أم الموساد ، أم كلاهما ومعهم بين ذلك شركاء منا ، يلعبون بالنار ، ورغم كل ذلك مازلت أؤكد (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) .

لماذا كل هذا ؟ ، لماذا يقتل عرفات ؟ أو نزعم أنه قد مات ، موتة مرض ، لماذا كل هذا الحنان من شارون ، بتسليمه غزة ، والانسحاب منها ، هكذا وبسهولة ، ورغم أننا نعلم ، من أيام بنجامين ، أنهم يعدون العدة لنقل جميع الفلسطينيين إلى غزة ، وحصرها كمنطقة معزولة يسكنها البقية الباقية من أبناء فلسطين رغم علمنا ، ورغم ما سمعناه يتردد في خطابات نتنياهو ، وأمنيات رابين بغرق غزة في البحر ، ورغم هذا ، ما صدق الجمع المغفل تصفيقاً وتهليلاً ، بالانسحاب ، لا نعلم ماذا نقول ، كذب الكذبة وصدقوها ،أم صدقها هو نفسه ، ذلك البريء المسكين جداً ((شارون )) ضد أولئك الإرهابيون الغزاة (( أبناء فلسطين )) !!!! .

وربما يجرني الكلام لرسالة بحث لفت انتباهي كتبه (( بسام جرار )) من فلسطين ، اختصر منها ما يمكن أن أنقله هنا ليعبر عن الهدف وراء الكذبة الكبرى ، وهو في حديثه وبحثه يسترشد للدلالة على كلامه بالآيات القرآنية :

قال تعالى: (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً. ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا.وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا.فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً.ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا.إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا.عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا) [سورة: الإسراء – الأية:2- 8]

قال تعالى: (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) [سورة: الإسراء – الأية: 104]

فهو في بحثه يرى :

1- في الآيات السابقة من سورة الإسراء ،نرى فيها الدلالة والإشارة لقوم موسى-عليه السلام- بالنبوءة لهم في التوراة ، بأنهم سيعلون علواً كبيراً ، وتحققت الأولى كما يرى (( بسام جرار )) وكثير من المفسرين بحكم سليمان –عليه السلام- ، وبعد وفاته أي في حوالي العام 935ق.م ، وتكونت بعده دولتان ، دولة في الشمال عرفت بمملكة إسرائيل ، وفي الجنوب مملكة يهوذا ، وساد فيها الفساد وتجبروا على الخلق ، وكان يفهم الحكم الجوس ، والجوس هو التردد على المكان عدة مرات ، وهذا ما حدث ،فجاس المصريون ، فالأشوريون ، ثم الكلدانيون وأخيراً الفرس ، ودمروا الدولة الأولى في الشمال ثم لحقتها بعد ذلك الدولة في الجنوب ، وكان الشتات الكبير .ومما اعتمد عليه ((بسام )) في حجته أثر لعمر بن الخطاب –رضي الله عنه – قال فيه للجند : (( ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يُسَلط علينا وإن أسأنا. فرب قومٍ سُلط عليهم شرٌ منهم، كما سُلط على بني إسرائيل لما أتوا مساخط الله، كفرة المجوس، فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً))

2- لم تقم لليهود ولا لمن تبع دينهم قائمة إلا في الجزيرة العربية ، وكانت قبائلهم تسكنها ولكنهم لم يكونوا سلطة ومجداً وعلواً كبيراً ، ولكنهم الآن ، والآن فقط ، كونوا دولتهم ورغم أن 90% من سكان هذه الدولة المسماة إسرائيل ، ليسوا من بني إسرائيل ، ولكنهم لحقوا بهذا الانتماء عبر انتمائهم للدولة ، فالكل في دولة إسرائيل ، إسرائيلي ، وهكذا ، وصار لهم نفوذ وسطوة إعلامية وقوة مالية ، والكل تحتهم يتمنى نيل الرضا ، ولكن الوعد الإلهي يتابع تحذيرهم ،بأنهم لو استمروا في فسادهم ولم يعودوا لجادة الطريق ، فسيسلط عليهم عدوهم القديم ، أهل مصر والعراق ،و سورية ،ولكنهم هذه المرة ، مسلمون موحدون لله ، فسيدخلون المسجد دخول الفاتحين ، ويعيدون الحق لأصحاب الحق ، ولكن متى كان فيهم كمال الإسلام والعمل بمرضاة الله ، والذود عن محارم الله ، متى اكتسبوا القوة ، بالعلم والعمل ، والإيمان , وهو يؤكد أنهم سيجتمعون ، ويأتون من كل مكان ، كما دلت الآية 104 من سورة الإسراء ، فهي توضح بأنه متى جاء وعد الآخرة أي الوعد الثاني ،وليس المقصود به وعد يوم القامة ، بأنهم سيجتمعون لفيفاً أي خليطاً مفرقاً ، منوعاً من كل جنس ولون .

3- وأخيراً يرى (( بسام جرار )) أن الوعد الإلهي يقترب تحقيقه ، بعودة الصحوة الكبرى واليقظة العالية ، وإنهاء ما عليه العرب اليوم في السنوات القابلة ، وهو ينظر لنبوءة تقول بأنها بعد 76 سنة من قيام دولة الفساد الثانية ، أي عام 2022 م ، وهذا زعمه .

ما أقوله أن هذا أو ذاك لايهم ، المهم أننا يا سادة ، نشاهد بأم أعيننا ، الكذبة الكبرى ، والمكر الشديد ، ومن ينفذ هذا المخطط مجموعة من المغفلين ، أو من قادهم حظهم العاثر ليكونوا سلاحاً من أسلحة العدو ، من يحاكمون الناس بنواياهم ، وكأنهم باباوات ، أو أنهم قد حصلوا عهوداً من الرحمن الرحيم بأن طريقهم الحق ومن يحيد عنه فهو في الضلال الكبير ، أناس تربوا على جهل ، يتسلحون بسلاح يصنعه لهم عدوهم الذي يقاتلونه ، أسلحة أمريكية و إسرائيلية ، هم حتى لم يتعبوا أنفسهم بصناعة رصاصة واحدة ، حتى البارود ، ومستلزمات صناعة القنابل تأتيهم من مصانع غربية،فأين من (( واعدوا لهم )) فكيف يكون الإعداد ، فقط هم أداة لعبة ، يلعبها الكبار ، حتى الإنترنت التي يتخاطبون فيها كما يزعمون صنعها عدوهم ، هم شرذمة من القوم ، في غفلة فمن يوقظهم ، ومن نصبهم آلهة علينا ، أو من منهم لديه عهد من الله بدخوله الجنة ، أتحداهم أن يأتون بمثل هكذا عهد ، من يضمن منهم موتة غداً ، إلى الجنة ، من ؟ ، إنهم ياسادتي الكرام ، جزء من لعبة تلعبها المخابرات ، من ؟؟! ،لا أدري ، أمريكية هي ، أم الموساد ، عربية هي ، أم غربية ، ما أعلمه جيداً أقولها دائماً (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) ، وغداً لناظره قريب .

وأنا في الأخير أقول ما قاله عبد الرحمن الكوكبي : (( و أن تعلموا أنكم خلقتم أحراراً لتموتوا كراماً ، فأجهدوا أن تحيوا تلكما اليومين حياة رضية ، يتسنى فيها لكل منكم أن يكون سلطاناً مستقلاً في شئونه ، لا يحكمه غير الحق ، وشريكاً أميناً لقومه يقاسمهم ويقاسمونه الشقاء والهناء ، وولداً باراً لوطنه لا يبخل عليه بجزء من فكره ووقته وماله ، ومحباً للإنسانية يعمل على أن خير الناس أنفعهم للناس ، يعلم أن الحياة هي العمل ووباء العمل القنوط ، والحياة هي الأمل ووباء الأمل التردد ، ويفقه أن القضاء والقدر هما عند الله مايعلمه ويمضيه ، وهما عند الناس السعي والعمل ، ويوقن أن أثر على ظهر الأرض من عمل إخوانه البشر، فلا يتخيل في نفسه عجزاً ولا يتوقع إلا خيراً ، وخير الخير أن يعيش حراً أو يموت .)) .

وفي الحديث القدسي نرى (( واعلم أنه لو اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف . ))

وفي الأخير (( إنما الحياة أمل ، يصاحبها الألم ، ويفاجئها الأجل )) .

فهيا بصوت واحد نرفض تلك المهزلة و لا نخشى إلا الله.

ولحديثي بقية

كتبه أحمد مبارك بشير .

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.