اعادة نشر 2010 : ابو كوفية والازمة المالية

ابو كوفية والازمة المالية

كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 26 أغسطس 2010 الساعة: 07:00 ص

Normal
0

أبو كوفية والأزمة المالية

يحكى في زمننا هذا المسمى بزمن العولمة حكاية ترددها الأجيال النائمة عن صاحب محلات في السوق تعرف بمحلات السيد زعلان، وكان زعلان يبيع في الشهر بألف دينار كاملة، و لكنه يعاني أن عليه التزامات بثلاثة آلاف دينار شهرية ، ويمر الشهر و يتبعه الشهر، وزعلان يعاني والديون تزداد وقبضة الديانة قاتلة ، فالدين والالتزام هم الليل و ضيق النهار ، ولما ضاق به الحال استنجد بأشهر تجار السوق وكبيرها و هو معروف بأنه كبير المرابين ، و لكن في السوق هو المتحكم المتصرف ، المهم ماجاكم شر ، ذهب زعلان إلى السيد الشهير بأبي كوفيه وحكى له قصته ودار حديث طويل منه باختصار :

  • كل اللي أنا محتاجه يابو كوفيه مئة الف دينار ، فبها تفك ضيقتي ، وأسدد ديني ,افتح باب رزق أكبر وأسدد لك منه مالك .
  • أممممممممممممممممممم!!

  • تعرفنا وتعرف مكاني وكل أمري عنك لا يخفى يا سيدي .

  • اسمع سأعطيك ولكن عليك أن تنفذ ما سأقوله وسيكون بيننا عقد بذلك

  • لك ما تريد .

  • لديك بيت واسع ..

  • أكيد ..

  • ومن العيال أربعة

  • الحمد لله .

  • وكله بلا عمل

  • الله يسهل العافية .

  • ما ينفع يا زعلان

  • والحل

  • بيتك فيه غرف كثيرة

  • تمام وهذا من فضل ربي .

  • وحوش واسع

  • لله الحمد .

  • عيالك ما يجلسون في الصالون ببلاش ..

  • كيف ؟؟؟؟!!!!

  • الغرف لابد أن تأجر يومياً …

  • نعم !!! أيش ..

  • زي ما اقولك ..

  • والعيال ..

  • هم اللي يدفعوا الايجار ..

  • بمعنى

  • ينزلوا  للعمل يستفيدوا من الحوش معك ويفتحوا مشاريع صغيرة ..

  • ويزيد دخلك ودخلهم عبر سداد الإيجارات للغرف والجلوس في الصالون مش ببلاش …

  • الله أكبر ..

  • أكيد .. يعني اللي حابب يجلس لابد يدفع واللي حابب يتفرج تلفزيون لازم يدفع .. واللي يشتي الحمام لازم يدفع ..

  • بس هذا كثير ..

  • براحتك .. أنت تشتي نقد .. وأنا اشتي نقد … وعندك الباب مفتوح …

  • لا ماو صلنا كذا .. لازم نتفاهم …

  • طيب ..

  • خلاص .. ممكن بس متى تعطينا النقود الله يرضا عليك …

  • ويرضا عليك .. لما نوقع العقد …

  • عقد ايش ..

  • الاتفاقية …

  • خلاص أنا ملزم .. ما تقبل كلمة الرجال …

  • عقد وشهود … وإلا الباب مفتوح ..

  • خلاص .. جهز عقدك ..

  • العقد جاهز ,,, والآن يجي الشهود ..

وهكذا كان جاء الشهود وقاضي تجاري، وتم الاتفاق والتوقيع:

  •  ( مبارك يازعلان ) ..
  • طيب وقعنا هات الفلوس …

  • لن تستلم مني كل المبلغ دفعة واحدة بل سأعطيك المبلغ على خمس دفعات ,,

  • بس اتفقنا على مئة ألف ..

  • يا حبيبي هذه دفعة أولى تنفذ تجينا ما تنفذ…. يبقى كأن شيئا لم يكن …

  • نعم ولكن !!

  • تقبل !!
  • لأمر لله ..نعم …………………….
  • وبالفعل تم توقيع العقد واستلم زعلان المبلغ وهو فرحات في يده 20 الف دينار .. توجه للبيت وجليس مع عياله الأربعة وابخرهم بالأمر ، وقال لهم أن عليهم السعي في طلب الرزق ، وسيعطيهم الدفعات موزعة بالتساوي ، وبالمرة عليهم الاستفادة من عمهم فرحان الذي اشتهر بالتجارة والحرفة والذكاء …

    ومرت الأيام ، الشهر ، والثاني والثالث ، فلما اجتمع الاب والابناء ، وكلهم في استجداء لولدهم ان يسعفهم بالسيولة من ابي كوفيه فقد نفد ما لديهم و السوق لا يشجع احداً … وانهم يتعهدون بسداد جزء من القسط لأبيهم خلال شهرين …

    وراح زعلان إلى أبي كوفية …

    • يا زعيم نحن والله نحتاج باقي الفلوس والضغط علينا كبير …
  • ما شيء جديد …

  • صدقنا لما نستلم المبلغ كامل يتغير الحال ..

  • لا يمكن .. بسلمك خمسة عشر ألفاً .. وتجربة ثانية .. وخليك قدها

  • قد ايش …

  •  قد العمل و الكلمة .

  • الأمر لله .

  • وخرج زعلان وهو يدير رأسه ، وفي الأفكار خاطرة لو سلم الفلوس للعيال . . أكيد سيضيعونها .. إذن لابد أن يبدأ هو … ويعمل صح ويستفيد من موارده ، وبعد تفكير مجهد وليلة شديدة الظلمة ، أشرق عليه الفجر وهو يعد العدة للبدء … لقد قرر أن يوجه استثماره بشكل فعلي وجدي ، وليخرج من كل أزماته ، سيستثمر معه ..سيذهب مع ابي كوفيه ليوجهه ويستثمر له !!!!!

    لا تعليق ..

    وإلى لقاء قريب .

    اترك ردا

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.