أنا والربيع العربي 1 – اللقاء

أنا و الربيع العربي ..حلقة 1

اللقاء

أصبح رأسي يضرب أخماساً بأسداد .. ولا أعلم كيف هذا .. المهم لماذا ؟
ففي أيام قليلة صرنا نسمع الحديث تلو الآخر الربيع العربي ما هو إلا صنيعة يهودية .. بل هي خطة أمريكية . . وووووووووووووو … آه يارأسي !!!
وأقول لنفسي من كثرة النعيم التي عشناها في فترة حكام العرب جميعاً بلا استثناء وأخص بذكرهم في بلادي ، يعني كنا خلاص نصنع الصاروخ وطرنا القمر .. خليه مخطط ابن كلب بس نخلص من هذا الهم ..
فيأتيني الخاطر .. طيب ويعني الآن تصلح الوضع صرنا والله في رغيد عيش وتغير النظام … اليس من يحكم اليوم ألعن ممن سبق .. و أنه بريء من الفساد .. لا والله جاؤوا من بيت عفيف ابن عفيف .. ألا سارق ابن لص ..
ويأتيني خاطر آخر ..وأنتم يا خي صبرتم على البلاء عمرك ما تشتي تصبر على مرحلة التغيير سنة ..يعني خلاص انتهت الحياة … وما نعيم يأتي إلا من صبر وجهاد .. فتصبر ..
في كل هذه الحيرة والتخبط أردت أن أكون في اطمئنان ، ولن يكون ذلك دون أن أحصل على معلومات ذات قيمة ،تهدي سري ، وتذهب غمي .. ولا إله إلا الله الحليم الكريم .. لا إله إلا الله رب العرش العظيم .. ولا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم ..
وبدون سابق انذار خطرت في البال خاطرة لمّ لا أسأل الربيع العربي نفسه فلعه يدلني على الخبر اليقين …
ما تقول ؟؟ تكلم من ؟؟ الربيع العربي.. والله خرفت .. شكل الحالة متأخرة !!!

على العموم هكذا تدور الأفكار في الرأس ولكن في الحقيقة هأنا أتقدم بالفعل للوصول إلى حيث سألقى الربيع العربي ..
دخلت ذلك المكان ..
دهليز آخر
باب آخر
قاعة مفتوحة واسعة .. مجلس جميل ومتواضع
وعلى تلك الأريكة ترونه
في الحقيقة لم أتوقعه هكذا ..
رجل أربعيني .. كما يبدو ..
ولكن كلما أتربت ترى كهولة واضحة وبادية .. وكأنك تلتقي رجلاً يتجاوز مئات السنين من العمر ..لا أعرف كيف أصفه ..
سلمت فابتسم ورد السلام بأحسن منه
جلسنا هو أمامي أتمعن في منظره ..
حكمة بادية على كل ملامحه ..
وحزن بادٍ يحاول أن يسرق تلك الابتسامة ..الجذابة الساحرة ..
نظر .. نظرت ..
انتظر ..
وكأن الكلمات غابت عن ذهني ..
بدأ الكلام هو :
– أهلا بك .. هل تناسب القهوة العربية مع الهيل .. ؟
– جيدة ولكن نسكافيه أفضل ..
ضحك … نظر وقال :
– أتعرف حكمة العرب عندما أضاف الهيل إلى البن اعطاه نكهة جميلة ومميزة ولكن الأدهى من ذلك أن البن بلا هيل ينقل لك سمومه بهدوء أما مع الهيل فإن سمية البن تختفي أو تكاد لا شيء فلا يضرك الكافيين فيه بإذن الله .
إذن لا مجال الصحة أولاً ..
– قهوة عربية إذن ..
– بالعسل ..
– بالعسل ..
دخل شخص لم استوعب ملامحه وكأنه ظل وضع القهوة وأنسحب ..
– تفضل
– شكرا ..
– والآن ما جاء بك ولماذا بحثت عني .
– شكرا لأنك بدأت أنا صحافي .. أسعى للحصول على الحقيقة .. المعلومة حيثما كانت
– جئت لتعرف ما حدث ..
– بل أكثر مما حدث ..
– هل أنت مستعد لأن تخوض معي تجربة المعرفة الجديدة أو قد تكون قديمة عليك ولكنك ستسمعها وكأنها جيدة ؟
– نعم !! وأشكر لك ذلك
– هل تتحمل معي الوقت حتى أنتهي ؟
– نعم لك ذلك ..
– فلتسمع أيها الأخ الفاضل :
لن يكون حديثي ولقائي اليوم كافً لك ما تريد أن تعرفه ، وما أريد أن اخبرك به ، فنحن بحاجة للمرور على كثير من الأمور المرتبطة بما حدث ولذا فنحن بحاجة أن نعرف عن : ( الإسلام ،امريكا ،اليهود ،الصهيونية ،ايران و الشيعة ،حكم الجمهوريات العربية ،الاخوان المسلمون ،الماسونية ،الخلافة ،القاعدة ، الإعلام، الحرية ، النساء ، الداروينية، الــ…… )
– ياه !!
– لا تقلق لن تتعب
– على العكس أريد أن أعرف أكثر وقد اخبرتك لدي صبر كافٍ ..فالمعرفة ليست مجانية
– حسن أخي
– نعم
– دعني أمهد الطريق أولاً و سآتيك بمدخل جيد لذلك ….
– أنت تتساءل هل هناك ثورات عربية ؟
– أكيد
– وهل ما يحدث اليوم بالفعل نقلة حقيقة في حياة الناس ..؟
– نعم ..
– لن اعطيك هنا جواباً شافياً …
– لماذا؟
– ليس أنا من سأقرر أنتم من تقررون .
– أوضح
– أنا مجرد مرحلة من حياتكم .. وسيأتي بعدي مراحل .. يا صديقي العزيز .. الماضي مجرد عبرة ومثل .. والمستقبل رؤية لم تحدث ويمكن أن تكون فيها وتصنع الأثر .. والحاضر ما أنت عليه اليوم وتحت تحكمك الكامل الباحث عن الوصول إلى المستقبل وإلى الهدف لا يبدأ بالمستحيل البعيد بل بالممكن الحاضر ومنه يصنع المستحيل .. تفهمني !
– نوعاً ما ..نعم
– ربما تتضح لك الصورة أكثر مع الوقت .. المهم .. ما أقصده أنكم أنتم من سيصنع الفرق ولست أنا . مهما حدث أنتم من سيصنع الفرق ..
– أحاول أن افسر كلامك بشكل جيد ..
– لماذا لا تكتب فقط ثم تحاول التفسير بعد أن يصلك كل ما تريد ؟
– نعم إنه أفضل !
– أخي الكريم لا يوجد شيء اسمه الصدفة المطلقة .. نعم هناك صدفة بالنسبة لك لأنها حدثت في غير توقعك أو ادراكك ولكنها بالكلية ليست صدفة مطلقة .. وبالتالي لا يوجد شر مطلق أو خير مطلق .. إنما يقيم الخير والشر بناء على تأثيره علينا نحن فنقول هذا شر .. وهذا خير .. وقد يكون عند طرف آخر يراه في أثره عليه غير ما تراه فهو يرى الخير الذي تراه شر له والشر الذي تراه خير له وهكذا …
– هممممممممممممم !!
– لا تقلق …ستفهم
– ومن هنا فإن كل شيء مقدر بأقدار وموازين وقواعد وقوانين .. تراها أو ستراها .. وغالباً نكتشفها كلها يوماً بيوم وهذا فضل من الله ونعمة ومغفرة ورحمة فسبحان الله ..
– وصلت الفكرة ..فلا يمكن مثلاً أن تطير الطائرة لأن اسمها طائرة ولكن لأننا استفدنا من القواعد التي في القوانين التي خلقها الله في كونه فطارت ..
– أرأيت لقد بدأت تفهم !! ومن ذلك ..فالتفاحة التي سقطت على نيوتن مثلاً .. سقطت ملايين المرات ..هناك من فكر قبل نيوتن وتساءل لماذا سقطت التفاحة؟؟ ولكن نيوتن سأل لماذا لم تطر التفاحة ..؟؟؟ ومن هنا فهم قانوناً كونياً مرتبطاً بهذه الأرض التي نعيش فيها .. الجاذبية !.. فتغير السؤال تغيرت الإجابة .. فالكل يبحث عما أسقطها ولكن نيوتن بحث عن سبب سقوطها .
– نعم .. ولكن ماذا تعني بأنها حقيقة كونية مرتبطة بالأرض ؟
– وهنا الجزء التالي أخي … فالحقيقة المطلقة في بيئة ما قد تتغير في بيئة أخرى وتبرز قواعد وقوانين مختلفة فجاذبية الأرض ليست هي جاذبية القمر … الجاذبية قاعدة ثابتة والنسبية تغير قواعدها .. وعلم الإنسان مالا يعلم ومالم يعلم …
– سبحان الله !!!..ومن هنا فلكل قانون قواعده ..
– نعم وبالتالي فكما قلت لك هناك حق وباطل بينه الله لنا تعالى عبر رسله .. ومن خلاله طلب منا فهم تلك القوانين والإفادة منها …
– بدأت أستوعب أكثر .. فمعنى هذا أن من عمل بتلك فهم تلك القوانين وعمل بها ،تمكن من السيطرة والبروز والفوز في السباق ..
– أكيد .. وهناك من حاول أن يعبث بتلك القوانين والقواعد فكان الفساد في الأرض … كما يحدث عند الإخلال بالقوانين الوضعية ولله المثل الأعلى .. قال تعالى : ((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون (41) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين (42)) الروم …تنظر للآية وتمعن بعقلك وسمعك .((أيدي الناس))
– هناك من لا يقبل منا أن نتحدث عن الإيمان والقرآن .. بل لربما ينكر الخالق تعالى …
– هو وما يريد فحديثي ليس له …ودعني بعيد عنهم ..
– أترفضهم !
– لا .. بل هم من يرفضوننا .. وفي هذا حديث آخر يا صاحبي فلا تخلط الأوراق الآن ..
– لا لم أخلط بل أحببت أن أوضح ..
– أكرر لا أرفضهم .. وليس لي ذلك ..هذه أرض الله وهذه كونه هو من قبلهم فمن أنا لأرفضهم .. ولذا هم يخافون من قوة منطقنا فهم بلا منطق ..
– عافاك .. طيب ولو حاولت أن أقفز قليلاً مع كلامك .. هل ما يحدث اليوم تنبأ به محمد رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم )
– بالتأكيد .. ولكنه وصفه بطريقة يفهمها أهل عصره .. فالمعرفة تتوسع والإدراك يتغير بتوسعها ..
– أريد أن أفهم هذا المعنى لاحقاً .. أعذرني أكمل ..
– نعم .. وبالتالي كل عصر يأتي في محاولة لتفسير الروايات والأحداث بما يراها في زمانه .. فدعني أنقل لك في ايجاز جزء من تلك الروايات الكريمة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام ..
– عليه الصلاة والسلام
– فاسمع مني هذه الروايات التي قد تدخل في اطار ما نحن فيه :
الأولى : عن عبد الله بن عمر قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعوداً نذكر الفتن ، فأكثر من ذكرها ، حتى ذكر فتنة الأحلاس ، فقال قائل : وما فتنة الأحلاس ؟ قال : هي فتنة هرب وحَرَب ، ثمَّ فتنة السراء ، دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي ، يزعم أنه مني ، وليس مني ، وإنما وليي المتقون ، ثم يصطلح الناس على رجل كَوَرِك على ضِلَع ، ثم فتنة الدهيماء ، لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته ، فإذا قيل انقطعت تمادت ، يصبح الرجل فيها مؤمناً ، ويمسي كافراً ، حتى يصير الناس إلى فسطاطين : فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه ، إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد ”
الثانية : من حديث حُذيفة ، عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ، قال : (( تكونُ فيكم النبوَّةُ ما شاء الله أنْ تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أنْ يرفعها ، ثم تكون خلافةٌ على منهاج النبوَّة ، فتكونُ ما شاءَ الله أنْ تكونَ ، ثم يرفعُها الله إذا شاء أنْ يرفعها ، ثمَّ تكونُ مُلكاً عاضَّاً ما شاء الله أنْ تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أنْ يرفعها ، ثم تكونُ مُلكاً جبرية ، فتكون ما شاء الله أنْ تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أنْ يرفعها ، ثم تكون خلافةً على منهاج النبوَّة )) ثُمَّ سكت
الثالث : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّهُ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ ، وَالْبُخْلُ ، وَيُخَوَّنَ الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ ، وَيَهْلِكَ الْوُعُولُ ، وَتَظْهَرَ التَّحُوتُ. قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا الْوُعُولُ وَالتَّحُوتُ ؟ قَالَ : الْوُعُولُ : وجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ ، وَالتَّحُوتُ : الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ لاَ يُعْلَمُ بِهِمْ.”
الرابع : قال – صلى الله عليه وسلم – : « سيأتى على الناس سنوات خداّعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه في أمر العامة »
الخامس : قَالَ النَّبِىّ ( صلى الله عليه وسلم ) : ( خَيْر القرون قَرْنِى ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ ، قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلا يُسْتَشْهَدُونَ ، وَيَخُونُونَ وَلا يُؤْتَمَنُونَ ، وَيَنْذُرُونَ وَلا يَفُونَ ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ ) .. السمن الانتفاخ من أكل الباطل والحرام وأكل الأمانة .
السادس : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) : (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)
السابع : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتى الله الملك من يشاء – أو ملكه من يشاء – »
– سبحان الله .. اعطني ما فهمته في هذه النصوص ..
– نعم أخي ، لو نظرت الآن إلى الحديث الأول والثاني لنظرت أنهما أتفقا في وضع ترتيب معين لمسيرة هذه الأمة في اطار مراحل لو جئنا للحديث الأول :
1- فتنة الأحلاس …. والحلس ثوب يوضع على الناقة موضوع جلوس الإنسان .. وهنا وكأننا نرى فتنة استشهاد الخليفة الثالث سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه ) ..
2- فتنة السراء .. وهي رغد العيش وهو دلالة على استقرار ونعيم ولكن في هذه المرحلة يأتي دخن أو غبار فيها يخفي خلفه حكم أصحابه يزعمون بأنهم من آل البيت النبوي وغالباً فترة حكم بني العباس ، وربط الرسول الكريم رباط النسب إليه بالتقوى .
3- ثم ينتهي حكم فترة فتنة السراء بأن يأتي من يحكم ومثله الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم بأنه ورك على ضلع ، وهو تشبيه غريب لأن الورك لا يستقيم على الضلع ، دلالة على ضعف وهزالة من يحكم وأنه لا يستحق أن يحكم أصلاً .. وهذه الفترة كنتم تعيشونها لسنوات وهو ما يغلب عليه الحال في حكم الجمهوريات وكثير من الملكيات في هذه الفترة …ومن هنا أقفز للحديث الثالث والرابع والتي فيها توضيح لهذه الفترة بصورة أدق ومنها أن ينطق فيها الرويبضة ..أي أتفه الناس يتحدث في شأنهم ويصدق …
– ههه .. سبحان الله .. هذا ما نراه بالفعل .
– نعم ..
– العفو أكمل ..
– نعم .. ونرى أيضاً آخر مرحلة في الحديث الأول :
4- قتنة الدهيماء :أي الكثرة أو السواد ، أو يمكننا أن نقول فتنة الغالبية العامة من الناس ، وهي ما بدأت تتفاقم حتى برزت وهو ما تراه ورأيته والذي جعلك تأتيني … وهي فتنة صعبة فكما ترى من شدتها يغيب فيها فهم الحق ، ولا تعلم من هو الصحيح ومن هو الخطأ ، فيها تصبح مؤمناً وتمسي كافراً والعكس .. وهذا دلالة على أن هناك من يبيح في مسائه ما يحرمه في نهاره ، وابز تلك المحارم التي تنتهك هي الدم الذي ينزف ، وكل يوم يأتينا عذر به وعن أسبابه .. ترى من يسفكه يحرمه في الليل ، ثم فجأة يبيحه في النهار ..
– يالله !!!
– ولو عدت للحديث الثاني فقد قسم الفترات بعد حكم النبوة والخلافة إلى مراحل تقارب المراحل الثلاث التي جاءت في الحديث الأول :
1- مرحل الحكم العاض : أي الحكم المتمسك بتناقل الحكم بينه ولا يرغب في تركه وكأنه يعضه ويشد في السيطرة عليه … بمعنى أنه حكم ملكي متوارث .. وهذا ما بيه الحديث السابع الذي يبين فترة حكم الخلافة الراشدة بثلاثين سنة .. فيأتي الله الملك أو بعدها لمن يشاء .. والخلفاء هم بالترتيب ( ابوبكر – عمر – عثمان –علي بن أبي طالب – الحسن بن علي ) ” رضي الله عنهم أجمعين ”
2- الملك الجبري : أي الذي يأتي مغصوباً بغير رضى الناس ، ويحكم بالقوة والقهر والسيطرة المطلقة ، وهو ما رأيناه وعشناه .
3- بشارات الانتقال من الحكم الجبري إلى حكم العدل وهذه بوادر لعلنا نراها إن شاء الله .
– .. لدي هنا نقطة فقط .. في الحديث عن فتنة الدهيماء ((إن كان ذاك فانتظروا الدجال) فهل يعني ظهور الدجال ؟؟
– من علاماته وليس ظهوره .. والمعنى قرب حدوث الحدث .. وبمعنى لو عدت لحديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” بعثت أنا والساعة كهاتين ” وأشار بأصبعيه السبابة والإبهام … فهناك تقارب شديد بين بعثته (صلى الله عليه وآله وسلم ) والقيامة .. متى واين ؟ مجهول غير معلوم .. ولكن دل ذلك على أنه من علامات الساعة (صلى الله عليه وآله وسلم ) .
– صلى الله عليه وسلم … ما شاء الله .. لقد أوصلت لي فهاً جديداً لم يكن في بالي عن تلك الروايات ..
– الحمد لله .. ولكن في القول الأخير عما قلته هو أن هذا تقديري بحسب فهمي وعلمي والله أعلم ..
– مفهوم .. أخي هل لي أن انتقل معك قليلاً في فهم بعض الأحداث …
– نعم ولكن المغرب على الأبواب …
– لقد مر الوقت .. فلتسمح لي إذن بأن أضع عليك بعض ملخص عما ذكرنها في لقاء اليوم ..
– نعم
– فلنقل أنني وثقت بوجود الربيع العربي بوجودي أمامه اليوم .. وأن تقدير أنه خير أم شر يعود لنتائجه وفهمي لأحداثه .. وأن الكون مسير ضمن قواعد وقوانين من أجاد فهمها واستخدامها ملك السطوة والتفوق بغض النظر عن كونه مسلم أو كافر .. وكل دلالة تدل أن هناك تغيير يحدث وسنسعى لفهم أركانه خلال اللقاء القادم إن شاء الله تعالى ..
– اللقاءات القادمة إن شاء الله تعالى
– نعم اللقاءات القادمة .. إن شاء الله .. نعم سيكون ..

تحركت من مكاني ، مغادراً صديقي الجديد والدائم إن شاء الله الربيع العربي ، وكلي أمل أن ألقاه في أسرع وقت لعله الأسبوع القادم ، وكلي أمل أن أفهم منه في البدء ما حدث في بلادي اليمن كمنطلق أساسي ..
لم ينته الكلام .
واللقاء قريب جداً مع الربيع العربي في اليمن ثورة الا ثورة .. دولة الا دولة

أحمد مبارك بشير
15/3/2012

تعليق واحد
  1. salehtayeh :

    ما شاء الله المقالة رائعة جدا … وفعلا في نقاط اثيرت هنا كنت اتسائل عنها
    بارك الله فيك ودمت مبدعا لنا

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.